راس مال المسلم في هذه الدنيا....ما هو؟؟؟؟

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله القائل ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون ) والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد .
ماهى الحياة إلا الدقائق والثواني . وما هى إلا الأيام والليالي . وما هى إلا الأنفاس .
الوقت هو الحياة . الوقت أغلى من الذهب والفضة . الوقت أغلى وأرفع من الشهرة والمنصب . فإن راس مال المسلم في هذه الدنيا وقت قصير .... أنفاس محدودة وأيام معدودة ... فمن استثمر تلك اللحظات والساعات في الخير فطوبى له ، ومن أضاعها وفرط فيها فقد خسر زمناً لا يعود إليه أبدا . فلا شيئ انفس من العمر ....وعمر الإنسان القصير الذي لا يتجاوز عشرات معدودة من السنين سيسأل عن كل لحظة فيه وعن كل وقت مر عليه وعن كل عمل قام به .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال :عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ) صحيح الترغيب
وعن ابن عباس رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) صحيح
عمر الإنسان هو موسم الزرع في هذه الدنيا وحصاد ما زرع يكون في الآخرة .... فلا يحسن با لمسلم أن يضيع أوقاته وينفق رأس ماله فيما لا فائدة فيه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اغتنم خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ) صحيح الترغيب
ومن جهل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه حين يعرف فيه قدره ونفاسته وقيمة العمل فيه ولكن بعد فوات الأوان وفي هذا يذكر القرآن موقفين للإنسان يندم فيهما على ضياع وقته حيث لاينفع الندم .
الموقف الاول :ساعة الاحتضار حيث يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو منح مهلة من الزمن وأخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويتدارك مافات .
الموقف الثاني :في الآخرة حيث توفى كل نفس ماعملت وتجزى بما كسبت ويدخل اهل االجنة الجنة واهل النار النار ، هناك يتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى إلى حياة التكليف ، ليبدءوا من جديد عملا صالحاً..... هيهات هيهات لما يطلبون فقد انتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء .
فينبغي للمؤمن أن يتخذ من مرور الليالي والأيام عبرة لنفسه فإن الليل والنهار يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويطويان الأعمار ويشيبان الصغار ويفنيان الكبار .
لذا أختي الحبيبة ........هل سألت نفسك يوماً لماذا تعيشين .. ؟
با لجواب يتحدد الهدف ويتضح الطريق ويسهل الوصول .
لنسمع جواب أبي الدرداء رضى الله عنه حين قال .... لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً .. الظمأ بالهواجر والسجود لله في جوف الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب التمر .
أخيتي ......... راحلة الأيام تسير بنا إن توقفت اليوم أو هى غداً لابد واقفة ولمن عليها تاركة ...... ولكن أين الزاد لممر صعب ولموقف عظيم ..... يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت ‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍فإن للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ويعمر بيته قبل انتقاله اليه ...
فأول واجب على الإنسان المسلم نحو وقته أن يحافظ عليه كما يحافظ على ماله بل اكثر منه وأن يحرص على الاستفادة من وقته كله فيما ينفعه في دينه ودنياه ‍‍‍‍‍‍‍وما يعود على أمته بالخير والسعادة فقدكان السلف رضى الله عنهم أحرص مايكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها وهذه حالهم ...
قالت دايه لداود الطائي : يا ابا سليمان أما تشتهي الخبز ؟ فقال :يا داية بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءة خمسين آيه .
قال موسى بن اسماعيل :لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً لصدقتكم ، كان مشغولاً بنفسه إما أن يحدث وإما أن يقرأ وإما أن يسبح وإما أن يصلي ، كان يقسم النهار على هذه الاعمال .
وهذا حماد بن سلمة يقول :ماأتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عزوجل فيها إلا وجدناه مطيعاً ... إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضأ أو عائداً مريضاً أو مشيعاً لجنازة أو قاعداً في المسجد فكنا نرى أنه لا يحسن أن يعصي الله عزوجل .( فأين نحن من هؤلاء .............
فإليك أختي الحبيبة .... وصية صادقة و نصيحة غالية من الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى (( تفكروا واعملوا من قبل ان تندموا ولا تغتروا بالدنيا فإن صحيحها يسقم وجديدها يبلى ونعيمها يفنى وشبابها يهرم ))
جعلني الله وإياكن ممن طال عمره وحسن عمله ........
قد أعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا ........
وختم لنا بجنات عرضها السموات والأرض ........
ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )


منقول من أختنا الغادة
1
3K

هذا الموضوع مغلق.

الداعيـــة
الداعيـــة
يابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك ..

لا يندم المرء على وقته إلا إذا حلت لحظات الفراق يوم لا ينفع الندم ..

فالبدار البدار .. فهذه الدنيا قصيرة وزائله .. فلنجعلها وسيلة لا غاية ..

جزاك الله خير يا جوهرة المنتدى ..

أشكر لك اختيار الرائع .. نشاط ملموس اسأل الله أن يجزيك من فضله ..

محبتك في الله الداعيـــة ..