أكدت المصممة الإماراتية رانيا البستكي أن العباءة الخليجية تخضع للموضة، ولكن من زوايا معينة، فهي لا تخضع للموضة التي تتغير سنويا، ولكنها تتطور عن طريق إدخال الأفكار والألوان والقصات الجديدة، وأكدت أن المصممة تتميز عن المصمم الرجل بأنها تعرف المرأة، ولا تتمادى في الخيال كالرجل، مشيرة إلى أن المرأة الخليجية أصبحت تعي الخامة الجيدة من الرديئة، وذلك بفعل اتساع نطاق المعرفة.
قدمت البستكي عرضين أحدهما في بيروت، والآخر في الإمارات، وقد حرصت على أن يكون عرضها الأول في بيروت باعتبارها عاصمة الأناقة العربية، لكي تكون بدايتها قوية، تحلم رانيا بإبراز المرأة الإماراتية، وتقديم صورة مشرفة عنها، وشعارها المثل الخليجي المعروف "عتيج الصوف ولا جديد البريسم" أي أن الصوف المعتق هو الأصلي. وعن عرضها الأخير الذي قدمته في بيروت وتجربتها كمصممة إماراتية كان لنا معها هذا الحوار..
* كيف كان عرضك الأخير ببيروت؟، وماذا أردت القول خلاله؟
ـ كان العرض الرئيسي عنوانه "ليلة خليجية"، فأحببت باعتباري مصممة عباءات وليس الهوت كوتيور أن أقدم ليلة خليجية، من خلال تقديم ليلة الحنة في الزفاف الإماراتي والخليجي، أحببت أن أقدمها للناس، وقد حرصت ألا يكون مجرد عرض أزياء، وإنما حفل زفاف خليجي، في بلد غير خليجية.
* ما مدى نجاح محاولات تطوير العباءة الخليجية ؟
ـ هناك نجاح كبير تم، ويتمثل ذلك في الإقبال الكبير على الجلابيات، خاصة في رمضان والمناسبات والأعراس وليالي الحناء، هناك إقبال كبير على العباءة، رغم صرعات الموضة العالمية، لأن الإماراتيات والخليجيات مهما اتبعن الموضة يرتدين في النهاية الجلابيات ، فمازالت مرغوبة ومحببة لهن.
من قبل كانت الجلابية مجرد ثوب خليجي واسع، أو جلابيات عادية مصممة على قصة واحدة وخط واحد، وما حدث أننا طورناها، أدخلنا عليها الهوتكوتيور، فكان المنتج مزيجا بين العباءة والهوت كوتيور، ربطنا الحاضر بالماضي، فقدمنا شيئا جديدا.
* ما هي نوعية الإكسسوارات التي تستخدمينها ؟
ـ لأن أزيائي خليجية جاءت الإكسسوارات نابعة من التراث الخليجي أكثر من العصري ، وفي عرضي الأخير قدمت إكسسوارات خليجية منها "الطاسة" وهي غطاء يتم ارتداؤه على الرأس، كما قدمت "المرتعشة" وهي العقد الذي ترتديه المرأة الإماراتية حول الرقبة، كذلك "الكف" وهي إكسسوارات ذهبية توضع في اليد، كما قدمت حناء العروس ، فنحن في المناسبات والأعياد نضع الحناء، وقد أردت من ذلك تعريفهم بالأشياء التقليدية الخاصة بنا.
* ما هو تفسيرك لقلة المصممات الإماراتيات؟
ـ ربما عدم وجود الدعم والتشجيع، ولكن يلاحظ ظهور أكثر من مصممة أخيرا بالمقارنة بالماضى، قبل خمس سنوات لم يكن يوجد هذا العدد من المصممات، واليوم توجد أسماء عدة، ورغم أن بعضهن لم يخرجن عن الإطار الإماراتي، إلا أن وجودهن مبشر بالخير.
* ما السمات المعينة التي تحدد زي المرأة الإماراتية؟
ـ من السمات التي يتميز بها الزي الإماراتي التل، فهو القماش الذي يعرف به، وهو شيء مميز، كذلك النوعية الخاصة بالتطريز، فله سمات خاصة من حيث الألوان والخامات، وبمجرد أن ترى التطريز الإماراتي تعرف أن هذا الزي من الإمارات.
* ما المعوقات التي واجهتك كمصممة خليجية؟
ـ أول عقبة واجهتها ـ ولم أزل ـ أن الإعلام مازال لم يعتد على وجود مصممات إماراتيات يحتجن إلى دعم إعلامي، كذلك عدم وجود جهات تدعم الإمارتية للظهور بالخارج، ما نفعله من مجهودنا الخاص، وعروضنا نقدمها على حسابنا الخاص.
* ما رأيك في الاتهام الذي يوجه إلى المصممات الخليجيات بالاعتماد على المال والعلاقات العامة ؟
ـ هذا الكلام غير صحيح، ليس لدي علاقات عامة كثيرة، وأعتمد على دخل الدار الخاصة بي أكثر من دخلي الخاص، وما وصلت إليه نتاج لمجهودي، أنا ضد هذا الشيء، ولو اعتمدت المصممة على العلاقات لن تستمر.
* ما الأقمشة التي تفضلين استخدامها؟
ـ ليس هناك نوع معين من القماش، ولكني أحب إدخال الشيفون والشنتون أو الحرير الهندي، لأنه يعطي فخامة للقطعة.
* هل تخضع العباءات للموضة؟
ـ العباءات الخليجية تخضع للموضة، ولكن من زوايا معينة ، اليوم الموضة هي الشيفونات مع الدانيل، قبل فترة كانت موضة التل، الألوان نفس الشيء تتغير، أحاول إدخال ألوان الموضة في العباءات، في الإمارات قبل خمس سنوات كانت الإماراتيات يرتدين الجلابية ذات التطريز العادية، الآن من خلال التطوير الذي حدث أصبحن يرتدين عباءات أكثر من رائعة، تغيرت النظرة 100 درجة، ولدي فريق متخصص في تصميم الأشياء الغريبة.
* إذن ما موضة العباءات لعام 2006/ 2007 ؟
ـ ليس هناك موضة محددة عامة تحكم العباءات، ولكن ندخل بها تباعا أفكارا جديدة، والعباءات مختلفة عن الجلابيات، وهي تختلف عن الهوت كوتيور، ولكن ندخل فيها أقمشة منوعة، في الجلابيات نعتمد على ستايل الجلابية، ندخل بها أقمشة معينة وأفكارا جديدة، ولكن لا أظن أن العباءة تخضع للموضة السنوية.
* المرأة الخليجية والعربية عموما مثقفة في الموضة، ولكنها تجهل الخامة والنوعية، فمارأيك؟
ـ هذا كان قبل فترة الآن المرأة أصبحت تعرف الأقمشة الجيدة من الرديئة، من الملمس واللون، واتساع نطاق المعرفة بالموضة وثقافة الملبس ساعد على ذلك، في الماضى لم يكن ذلك موجودا، اليوم المرأة تعرف مثلا الحرير الأصلي من الصناعي.
* ما الفرق بين المرأة والرجل في التصميم النسائي؟
ـ المصممة المرأة تفهم المرأة أكثر، والرجل يقدم تصاميم رائعة ، ولكنه أحيانا يتمادى في خياله، ولكن المصممة تفهم المرأة أكثر ، أجلس مع الزبونة، وأقدم لها تصميما واقعيا، لا أقدم شيئا خياليا، كذلك أراعي البعد الاقتصادي، فأنا أعرف دخل المواطنة ، على هذا الأساس أصمم، ولا أقدم تصاميم تتجاوز الدخل العادي.
* هل تتفقين مع الرأي الذي يقول إن العباءة زي تقليدي من الصعب الابتكار فيه ؟
ـ أي عمل صالح للابتكار، كذلك التصميم، حتى لو كان المجال تقليديا كالعباءة، المهم قدرة المصمم على ذلك، لو لا أستطيع الابتكار والقدرة على تقديم أفكار جديدة لن أستمر، لأن الابتكار جوهر أي أداء.
* ما مدى الاختلاف بين ذوق الشابات وذوق السيدات؟
ـ هناك اختلاف في نوعية الألوان والقصات والأفكار، الشابات المجال لديهن واسع للاختيار، هن يبحثن عن الأشياء غير التقليدية والتجديد والتنويع وقادرات على التجريب، لديهن جرأة في تجريب الأفكار الجديدة والغريبة، ، أما السيدات فيحببن أشياء تقليدية معينة، كذلك أقمشة معينة على سبيل المثال لا يقبلن بالقماش الشفاف.
*ما هي أغرب تصاميمك؟
ـ من الأفكار الغريبة التي قدمتها فستان عبارة عن الساتان، رسمت عليه فواكه وتطريز من الخيوط الذهبية ، وركبت عليه فواكه حقيقية وصناعية، أوراق الشجر كانت حقيقية، ولكن الفواكه كانت صناعية، وكان تصميما غريبا، آخر ما صممته قطعة "الحناء" أدخلت به سبائك ذهبية حقيقية.
ساره الحلوة @sarh_alhlo
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فواكه حقيقية وصناعية أوراق الشجر حتى النعمة يتعبثون فيها
استغفر الله العظيم و الحمدلله اللذى عافاانا مما ابتلى به غيرنا
:)