
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى :
ثم ذكر المؤلف الآية الرابعة:
قال تعالى { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض }
الاستفهام هنا للإنكار والنفي يعني لا أحد يجيب المضطر إذا دعاه إلا الله فالله عز وجل يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا حتى الكافر إذا اضطر ودعا ربه أجابه
قال الله تعالى { وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور }
فالمضطر الذي تلجئه الضرورة إلى دعاء الله ولو كان كافرا يجيب الله دعوته فما بالك إذا كان مؤمنا ؟ فمن باب أولى
فلا أحد يجيب المضطر إلا الله
أما غير الله عز وجل فقد يجيب وقد لا يجيب ربما تستغيث بإنسان في ضيق أو حريق تستغيث به ولا يجيبك ولا ينقذك
لكن الله عز وجل إذا اضطررت إليه ودعوته أجابك
{ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض }
{ يكشف السوء } أي يزيله { أإله مع الله } أي لا إله مع الله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
وفي هذا رد وإبطال لما يدعيه عباد الأصنام من أنها تجيبهم وتغيثهم فإن هذا لا حقيقة له
أي أحد تدعوه من دون الله لا يجيب حتى الرسول صلى الله عليه وسلم لو دعوته وقلت يا رسول الله أنقذني من الشدة فإنك مشرك كافر
والرسول صلى الله عليه وسلم متبرئ منك ويقاتلك لو كان حيا
لأنه لا أحد يدعى إلا الله كل من يدعى من دون الله فإنه لا يستجيب
وقال تعالى { ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين } فهذه الآيات وأمثالها كلها تدل على فضيلة الدعاء والدعوة إليه وإنه لا ينبغي للإنسان أن يستغني عن ربه طرفة عين والله الموفق.
شـــرح ريـــاض الـــصـــالـــحـــيـــن
( محمد بن صالح العثيمين )رحمه الله تعالى
كـــتـــاب الـــدعـــوات
" وإجابة الله لدعاء العبد , مسلماً كان أو كافراً , وإعطاؤه سؤله : من جنس رزقه لهم , ونصره لهم , وهو مما توجبه الربوبية للعبد مطلقاً , ثم قد يكون ذلك فتنة في حقه ومضرة عليه , إذ كان كفره وفسوقه يقتضي ذلك".