ربيع بلاورود "بقلمي"

الأدب النبطي والفصيح


وأنا أسير في طريقي الذي كان لزاماً أن اقطعه

رأيتها تجلس بهدوء على قارعة الطريق ..

طفلة صغيرة بملامح بريئة رائعة الجمال بجديلتين طويلتين يزدان بهما رأسها ...

كانت تنظر للشارع نظرة التائه ..!!

توقفت مرغمة رغم أني مستعجلة ..

لكن منظرها أجبرني على التوقف ..

إقتربت منها بكل هدوء ..

سألتها بحنان : ما بالك ياصغيرتي ..

نظرت لي نظرات لم أفهمها ثم أشارت لكوخ صغير مهترء الجدران ..

سألتها : أهذا منزلك ..؟؟

هزت رأسها مؤيدة ..

أمسكت يدها ثم سرت معها متوجهة إلى ذلك الكوخ ..

فإذا بي عند دخولي إليه ارى سيدة عجوز وبجانبها طفل رضيع لا يقل جمالاً عن تلك الصغيرة ..

أخذت العجوز تبكي وتتحدث بكلمات لم افهمها ..

وكأن لغتها ليست لغتي ..!!

نظرت حولي شعرت أن الجدران تحكي معاناتهم وفقرهم الذي ينخر أجسادهم ..

العالم حولهم يسكنون القصور ويتناولون شتى الاطعمة والاشربة ..

وهذا الكوخ يئن جوعاً وفقرا ..

خرجت مسرعة فقد شعرت بالاختناق مما رأت عيناي ..

إلتفت يميناً فرأيت حروباً هناك تدور ،، التفت شمالاً فإذا بشباب يعبثون بإجهزة وينشرون سخافات ..!!

نظرت إلى الامام فإذا بذلك الكوخ بدأ ينهار أمامي ولم يشعر به أحد ..

فزعت وحاولت الإسراع لمساعدة تلك العجوز والطفلين ليخرجوا قبل إنهياره ..

لكني لم أصل إليه إلا وقد إختفى تماما ..

لا أثر له ولا حتى قليل من الغبار ..

ولازال العالم في ذلك الصراع لم يشعر المتحاربون ولا حتى العابثون ..

ولا الأثرياء ..!!

وأختفى جزء من هذا العالم بهدوء دون أن ندرك ..

وهذا ما يحدث في كل يوم جزء منا يختفي ، من إنسانيتنا ووطنيتنا ..

من حياتنا من طموحاتنا ..

من انتمائنا لديننا وامتنا !!!

نحن لا نراه لإننا مشغولون إما بمراقبة المتحاربين ، او بمراقبة العابثين الساخرين ..

هذا واقعنا الذي لا يخلو من الجهل والضياع !!!

عجبا يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم ..

فقدنا هويتنا ، أصبحنا كالإمعة تجرفنا الشعارات الكاذبه والكلمات الرنانه ..

برائتنا اختفت ، وتاريخنا اصبح مجرد ذكرى ، ومستقبلنا وئد في مهده ..

جميعهم اختفوا ولم يبقى لهم أثر ..

فيما يسمى الربيع العربي المزعوم !!!




بينَ الشروقِ وبينَ الغروبْ ..

بينَهُما غابَتْ كُلُ تلكَ الشُعُوبْ ..

العَالمُ الغَرِيب ومَنْ فِيهِ غريبْ ..

البَشرُ فِي قِتالٍ وحُروبُ ..

أُراقبُ بصمتٍ و تَرقبْ ..

مَنْ يُنجِدُنا مَنْ يَقتربْ ..

هُناكَ امةٌ تبكي حُلمُها المَغصوبْ ..

وهُنا طفلٌ عُذبَ وقُتلَ بلا ذُنُوبْ ..

تِلكَ الشُعوبُ تِلكّ الشُعوبْ ..

بينَ غَالبٍ ومَغلوبْ ..

بين مَقتُولٍ ومْصَلُوبْ ..

وروحِي بَينَهما تذوبْ ..

وقَلبِي يئنُ مِنْ تِلك الخُطُوبُ ..

رباه إِنْ العالم أَصبح مليئٌ
بالمعاصِي والذُنُوبْ ..

وحُوش في أَجسادِ بشرٍ لا تتوبْ ..

رباهُ من لنا سِواك قَريبْ ..

رباهُ رُحمَاك بقلوبٍ عَصفتْ بِها شتى الخُطوبْ ..

رباهْ أَنتَ الواحدُ الأَحدُ السميعُ المجيبْ ..

ارزقنا ربنا قلوبناً وارواحاً مِن الذنوبِ لك تتوبْ ..





بقلمي/ نظرة حياء

4
549

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
نظرة حياء ..
للأسف كل ما خطته يداك فهو حقيقة ..
حقا إنها مأساة ..
ربما تجاهلناها ..
غاليتي ..
هنا قلمك أبدع ..
صاغ الموضوع بكل إحترافية ورقة ..
اللهم بارك ..
وما أثار إعجابي تلك القصة التي صورتي بها حالنا ..
فمهما كتبت عنها لن أوفيها حقها ..
وفقك الله ..
دمت بحب .
نظرة حياء
نظرة حياء
شكرا عزيزتي
حروفك هنا جعلتني اشعر بالامتنان لتواجدك
وفقكِ الله واسعد قلبكِ
نور يتلألأ
نور يتلألأ
نسأل الله فرجا قريبا

تشرق فيه شمس السعادة على كل بيوت المسلمين

باركك المولى غاليتي و بارك في قلمك المعطاء
نظرة حياء
نظرة حياء
شكرا نور جزاك الله خيرا يا اختاه
نفع الله بنا وبك الاسلام والمسلمين