لاأعرف حقاً كيف بدأ هذا الصباح ..!!
أعلم فقط أني طرحتُ جلد اكتئابي
حين داهمتني ذكريات ربيع سعادتي
-على حين غفلة من نفسي السادرة
في روتينها اليومي -
بموجة حنين ...
فارتعشت اللحظة ، وأيقظت حواسي
ألقيت منفصة الغبار بعيداً
واتجهت لمطلع نافذتي ..
أنفض عن ذهني سبات الحاضر ..
ولونه الرمادي .
وكانت نصيب قلبي ..أول نظرة عانقت الضوء ...
غمرتني فيها لحظة تموج صباحية
مسروقة من ذاكرة غزتني
وأخرجتني من عتمة نفسي
فلمحت ضحى السماء مبتسماً
يقاسمني بهجة اللحظة والانتشاء.
كيف بدأ صباحي ؟!
أفقتُ على اشتهاءٍ يعبر القلب
بخطوة شوقٍ مُلحٍّ لنكهة ربيعه القصير ..ويوغل ..
مندسّةً فراشات ألوانه بالخفق .. بين ضلوعي
فتلاشى صمتي المطعون في داخلي
لتنهمر معجزةً تُتلى عليَّ خلف زجاج النافذة ..
حين تألفت حروف حديقتي :
وتفتّق منها ياسمين الثواني
وخزامى الأماني...
وأفواف زهر دفاقة بالعطور ..
مددت يدي لأقطف زهرة بوح
وأغرسها بين دفتي كتابي ..
لأعود إليها ماأن يختمر الشوق فيّ
وتورق الأ بجدية ..
في الوجد المبتور .
لازالت اللحظة الراهنة
تمطر الوقت في وهمي المستباح
صباحاً
والذكريات جدول وعدٍ نمير
والعين ضوءُ...
والأذن همسٌ...
والأفق غابة عطرٍ...
والروح دلتا جمالٍ مُعارة ..!
رنّ الهاتف ...
هزّني ...
أنكرته ...
لم أعره اهتمامي ..
فاستشاط غيظاً ...
وعند آخر رنة استغاثة ...
مدّ.. صوته ... ليستلّ آخر بهجتي
ويختفي ..!!
تاركني عند صحوة خريفين
أحدهما خلف النافذة ..
يذري عن الشجرة القابعة في الوحدة
أوراقهاالذاوية ..
ويذكّرني بخريفٍ آخر ..
رمى ربيع قلبي القصير
خارج الزمن وأقام في صحرائي ..
وكما رحل السكون .. حل
وعادت سيمفونية التعب اليومي
تعزف لحنها الصامت
على أوتار انكسارات السنين
وقرنفلة الحنين .!
- ليست أنا ...
ولكنها تعيش داخلنا