رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير

معنى هذه الآية باختصار أي لا غنى لي عن رحمتك وفضلك وبركتك وعطائك ورزقك فكلنا مفتقرون إلى الله والفقر إلى الله نوعان فقر اختياري وفقر اضطراري


النوع الأول فقر اضطراري يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ فكل عبد مفتقر إلى ربه إلى كونه ونعمه والى غير ذلك والافتقار إلى الله سبحانه وتعالى شأن كل مخلوق في هذه الحياة فكل من على هذه الأرض فهو فقير بالذات إلى الله تعالى من كل الوجوه والله هو المتفرد بالغنى المطلق من كل الوجوه .


والنوع الثاني فقر إلى الله اختياري وهو فقر عباد الله الذين حققُ العبودية فقر المؤمنين عباد الله الصالحين كلما حقق العبد هذا الفقر ازداد عزا وازداد قربا وازداد رضا من الله وهذا فقر أنبياء الله ورسله وعبادة المتقين وأولياه الصالحين
حين لهج موسى عليه السلام بهذا الدعاء رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير كان مفتقر إلى الله من النوعين فقر اضطراري وفقر اختياري فقال ربي إني فقير محتاج لما أنزلت إلى من أي خير والخير كل نعم الله تعالى فلما علم الله صدقه وإخلاصه وعلم حرارة دعاءه من قلبه كانت الإجابة بفاء الفورية والتعقيب والسرعة{ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَىاسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَاسَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَاتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
فرزقه الله الزواج والعمل والاستقرار والمأوى والأمن ورزق الغنى .
فكل من يحتاج إلى زواج إلى عمل إلى سكن يؤويه إلى الاستقرار في حياته أن يدعو رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير َمع منجاة الله ودعاء الله والصدق مع الله وإخلاص الدعاء لله عل الله يغنينا بنعمه وخيراته .
أسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم من فضله وأن لا يحرمنا وإياكم عطائه وبركاته ورحماته انه ولي ذلك والقادر عليه .