رب لا تذرني فردا

بسم الله الرحمن الرحيم
إن من الناس من ينعم الله عليه بالزواج ..وبعد زواجه ينتظر في شغف الأبناء..
وقد يطول انتظار البعض..فيزيد لهفة على الولد..ويبدأ رحلة البحث والعلاج..
وقد يصاب البعض بالحزن..فيحزن لأنه لم يرزق الذرية بعد..
نعم قد يرى الأطفال..فتشتاق نفسه إليهم..فهم زينة الحياة ..وخصوصا
المرأة قد تتحرك فيها عاطفة الأمومة ..وتشتاق نفسها دوما إليهم..
وهذا هو قدر الله وحكمته البالغة..وهو سبحانه أعلم وأحكم..
ليت هؤلاء يتذكرون ما يعيشون فيه من النعم ..فإن الله تعالى أنعم علينا نعما كثيرة..
ومن أقرب هذه النعم..
أن أنعم عليك أيتها الأخت بالزوج الصالح ..وغيرك لم تتزوج بعد فهي إلى الآن محرومة
من نعمة الزواج والاستقرار النفسي والعاطفي..أو أن زوجها سكير عربيد لا يخاف الله فيها..
وأنت أيها الأخ أنعم عليك بزوجة صالحة ..وغيرك لم يستطع الزواج حتى الآن..
إن نعمة الاستقرار بالزواج نعمة عظيمة والله لا يقدرها إلا من يفقدها...
ثم ما يدريك أيها الأخ وما يدريك أيتها الأخت..لربما سبق في علم الله أنك لو رزقت بالذرية
لتحولت حياتك إلى شقاء..فلربما كبر أبناؤك وعقوك..أليس خيرا لك حينئذ ألا ترزق بهم فتكتوي
بنار عقوقهم..ولربما رزقت بابن معاق..فأتعبك كثيرا وأشقاك وأصبحت تحمل همه حتى بعد وفاتك..والله إن من الناس من تمنى ألو كان الله لم يرزقه بالأبناء..مما أصابه بسببهم..
فلله تعالى الحكمة البالغة ..فهو سبحانه أعلم بنا من أنفسنا..
عندئذ توجه إلى ربك.وأنت راض بقضائه ..مسلم الأمر له..
وقل اللهم لك الحمد إن كنت أخذت فقد أعطيت.. وإن كنت ابتليت فقد عافيت..
فلك الحمد يا رب العالمين..
ونحن في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن..
يخشى والله الإنسان فيه على نفسه منها فضلا عن أبنائه..
فتحت أبواب الشر على مصراعيها ..فقل من ينجو من السقوط..فلعل الله قد اختار لك الخير
أن جعلك تعيش في راحة وفي مأمن لا يتشتت ذهنك..ولا تتعب نفسك ..خوفا على أبنائك..
ولا مانع من بذل الأسباب.. بل ذلك مما أمر الإنسان بفعله..
وقبل ذلك ومعه دعاء الله تعالى..واللجوء له بالأسحار..
واسألوا مجربين جربوا السحر فوالذي نفسي بيده ما خيبهم الله..بل أعطاهم الحسنى وزيادة..
ولكنه سبحانه يحب أن يسمع صوت عبده بالسحر يطلبه ويدعوه..ويسأله ويرجوه..
عندها يفتح عليه نعمه..ويعطيه ويغدق عليه..
ولا تتسخط على قضائه ..بل فوض الأمر إليه..وهو يتولاه جل في علاه..
وارض بما قدره لك..وصدق سبحانه:
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم..وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم..
والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
أسأل الله العافية لكل مبتلى..كما أسأله سبحانه أن يرزقه بالذرية الصالحة
التي يسعد بها في دنياه..وتشفع له في أخراه..
ويجمعه بهم في الدنيا على خير..وفي الآخرة في جنات الخلود..

أخوكم
أحمد