

رتوش على حائط الزمن
o ماهي السعادة ..
o أحقيقة يوجد على البسيطة من يمتلكها ..
o كم عدد مدعي هذه السعادة ..
o ماهي القياسات والمؤشرات التي تدل على أن فلان امتلك السعادة من أطرافها ..
o أيسعى السحرة لامتلاك ناصية السعادة كما يفعل المحرومين والمحزونين ..
o أصحاب القدرات الخارقة والمبهرة هل حازوا على السعادة من أدناها إلى أقصاها ..
o يعلم الجميع حتى الفقراء أن السعادة ليست في المال ..
o هل السعادة وهم ظل يبحث عنه الإنسان كإكسير الحياة المتوهم ..
o أم هي حقيقة لم ينلها إلا الرسل والأنبياء وحوارييهم .. والذين يمثلون واحد من مئة
مليار من الإنس ..
o ما أدنى مستويات السعادة وما أعلاها ..
o هل السعادة تعني الضحك بمجون .. أم خلو البال .. أم عدم الفراغ .. أم العيش في ظل حضن دافئ .. أم كثرة الأصدقاء .. أم نيل كل ما يشتهى .. أم قبلة عاشق .. أم في شربة الماء البارد على الظمأ في نهار قائض ... أم .. أم .. أم ..
o هاتوا لنا شخص يدعي أنه سعيد في هذا العالم البائس ..
o ثم دعونا نتوقف قليلاً .. كيف سنثبت أنه سعيد ؟.
o ماهي المؤشرات والدلائل لنثبت فعلاً أنه سعيد ؟.
o كم أقصى مدة للسعادة .. هل هي ضمة أم لولدها .. أم نشوة خبر سعيد .. أم دمعة فرح .. أم
صلاة في جوف الليل .. أم تدبر آية .. أم ساعة مناجاة .. أم قضاء عطلة نهاية الإسبوع ..

o دعوني أحكي لكم قصة الشيخ سعد :
o شيخ يربو على الستين من عمره ، يبدأ يومه مع أذان الفجر يردد الأذان خلف المؤذن لا ترداداً للصوت فقط بل ويقف خلفه مباشرة ..
o بعد السنة الراتبة للفجر يكمل ما أبتدأه من قراءة للقران في تهجده .. مصحفه المذهب والفريد عليه آثار أنامله الطاهرة ..
o لقد أصبحت أراه قليل القراءة من مصحفة وما أظنه إلا حفظ القرآن عن ظهر قلب .. ما زال يدأب على الإلتجاء لذلك الركن القصي في المسجد عند خزانته التي اشتهرت به، خزانة من الحديد ذات طراز قديم يتخذه هذا الشيخ ليضع فيها بعض الأغراض الشخصية له .
o الفضول يقتل جميع ساكني الحي للإطلاع على ما تحتويه تلك الخزانة .. كل الذي يعرفونه أنه يخرج منها وسادة يتخذها أريكة له بعد صلاة العصر ليقرأ القرآن كالعادة .. هذا ما يعرفه الجميع لكنهم يجزمون أنها تحتوي على أشياء أخرى صورتها لهم الغرابة والمجهول الذي يكتنف هذا الشيخ المسن وتعلقه بالمسجد حتى غدا المسجد بيته الأول لا الثاني ..
o وبعد شروق الشمس من كل يوم يختم هذا الشيخ لقاءه الأول في المسجد بركعتين ليخرج من المسجد حيث لا أعلم لكنني أشاهده بعد صلاة العصر عند تلك الخزانة
o واللقاء الثالث الجلوس بعد المغرب حتى العشاء .
o وفي الحقيقة لم أرى في حياتي مسنٌ مثله في جمال المظهر وحسن الهندام كانت ثيابه غاية في النظافة والجودة مذ عرفته صغيراً وحتى اللحظة .. له زي خاص في الشتاء يلبسه فثيابه الملونة بنفس لون الجاكيت ولم يغير هذه العادة أبداً ..
o ذات يوم في الصغر تصادف مروري مع وقوفه أمام تلك الخزانة فأبطأت الخطى كي أكتشف السر الذي خفي عن الكثيرين والذي يكمن خلف باب تلك الخزانة .. فتح الخزانة ليعيد وسادته التي يتكئ عليها فوجدت الخزانة شبه فارغة إلا من بعض المصاحف التي تشبه مصحفه المذهب وكتاب أو اثنين أو هكذا ظننت فقد خشيت من الوقوف كثيراً في مكاني لأرقب ما يصنع فإن له هيبة لم أعهدها في رجل مثله .. مع أننا لم نسمع له صوتاً طيلة حياته ولا أعلم لماذا كنا نهابه إلى درجة الخوف .
o هذه هي حكاية الشيخ سعد ..
o فإن كان في الدنيا شخص سعيد فلا أظنه إلا ذلك الرجل ...

o أيها المبحرون على مراكب الغفلة الباحثون عن السعادة في أمواج الفتن المتلاطمة ...
o أيها الغارقون في محيطات الدنيا تتلمسون النجاة على ضفاف الطمأنينة ...
o أيها الشباب اللاعب أيها العمر الفائت أيتها النفس التائهة في زقاق ضيق مظلم ...
o أيتها النساء التي ابتلاكن الله فكنتن محل الفتنة ومصدر المحنة ...
o لكل إنسان دارت به الحياة فحياها وحيته أضحكته حيناً وآلمته أحايين أكثر .. يامن
جربت من الملذات الظاهرة والمتع المختلفة فلم تجد ما تصبوا إليه فما إن تستقر بهجة في
نفسك حى تلملم شتاتها فترحل وكل مالتقيت بضحكة عابرة عقبتها غصة باقية ...

o فلتقف معي وقفة تأمل لهذا الموقف :
(من كتاب الطمأنينة بين الوهم والحقيقة ) لرياض السلطان
o هاهو ابن تيمية رحمه الله تدور من حوله الأزمات، وتحل به النكبات، ويضايق من قبل الخاصة والعامة، يودع السجن، ويحبس وراء الحديد والقضبان، ثم يقول قولته العصماء، تحرك بها الجنان قبل اللسان، ولحظتها النواظر قبل أن يتكلم بها فاه، خلدت عبر الزمان، وتواتر نقلها عبر القرون والأيام، عدة كل مصلح وداعية، ومبدأ كل جريء في الحق لا يخاف في الله لومة لائم :
o ((ماذا يفعل أعدائي بي؟ قتلي شهادة، وسجني خلوة، وطردي سياحة، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة)).

o وعندما سجن عليه رحمة الله وأودع الظلمات، قال: (( فضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قِبَـله العذاب)).
o يظن الناس أنه في شقاء ونكد، وضيق وتعاسة، لأنه في قبضة الأعداء وتحت سطوة جبابرة ألداء، ولكن ما علموا أن الروح التي بين جنبيه لا يملكها إلا خالقها، ولذة الاتصال بالله وترطيب اللسان بذكره بينه وبين الله، لا يستطيع أحد كائناً من كان أن يكون دخلاً بينهما، الدموع بالعين تشرق، والقلب بحلاوة اليقين يغرق، أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون. أ.هـ

o ويقف أحد أكبر طلاب الشيخ ليكون شاهداً على العصر فيقول :
o كنا إذا ادلهم بنا الخطب _أي طلاب ابن تيمية_ وضاقت بنا الدنيا اتجهنا إلى الشيخ في سجنه فكنا نجد لديه من الطمأنينة والانشراح ماينسينا همنا ويثبت جناننا. (ابن القيم)

o هنيئاً لكل من حصل على أسباب السعادة ...
o وهنيئاً لكل من استوجب الطمأنينة ...
o وهنيئاً لكل من يسر له سلوك درب الأنبياء والرسل ...

اللهم أحييني حياة السعداء وأمتني ميتة الشهداء
اختـكــم تسبيــــــــــــــــــــح

وهل بعد رضى الله سعادة
تسبيح أقف مبهورة بروعة ما كتبت
و أصفق لك إعجابا
و ينحني قلمي إكبارا
فأنا حقا عاجزة عن أن أوفيك حقك
لكن الله تعالى قادر على ذلك وسيجزيك خير الجزاء
هلا سمحت لي بنشر روائعك ؟؟