منذ أيام اطلعت على ابحاث جديدة وخطيرة عن تأثير الأنترنت على السلوك الجنسي للرجل....وخصوصا فيما يتعلق بإدمان الرجل مشاهدة المناظر والمقاطع الإباحية...وأنا هنا اقول الرجل لكن المعلومات الخطيرة التي سأتطرق لها تنطبق على كل من يشاهد هذه المناظر سواء بالنت او القنوات أو غيرها من الرجال او النساء ...لكنني خصصت الرجل لعدة أسباب وهو أن الرجال كائنات بصرية لهذا فهم يميلون لمشاهدة هذه الأمور اكثير بكثير من النساء...فأنا طوال سنوات عملي لم أقابل امرأة مدمنة مشاهدة افلام أو مقاطع اباحية وهذا ليس دليلا قاطعا بل نموذج لما ذكرت....والحكمة من هذا المقال هو التأكيد على اهمية تربية أنفسنا وأطفالنا على العفة وغض البصر ...فديننا أمرنا بذلك ليأتي العلم ويعطينا الدليل العلمي القاطع على خطورة عدم غض البصر على أنفسنا وعلاقتنا ...فما أعظم هذا الدين والحمدالله أنا خلقنا مسلمين.
ناتي للمعلومات العلمية الخطيرة....هناك علميا مايعرف بعتبة الأثارة الجنسية...وهو معيار الأثارة عند الرجل ...ماذا يثيره والى أي درجة....ولقد وجد الباحثون أن هذه العتبة من الثارة تختلف من رجل لآخر ومايحدد درجتها هو التجارب الأولية التي يتعرض لها الرجل بهذا الجانب.... فمثلا عند القبائل التي تعيش بالأمازون والمعروف أنها تعيش حياتها شبه عارية من نساء ورجال فلقد وجدوا أن رجالها يعانون من ضعف الدافع أو الرغبة الجنسية وبالتالي قلة التكاثر لدرجة أن بعض القبائل اندثرت بسبب ذلك..والسبب أن عتبة الأثارة الجنسية لدى الرجال كانت عالية جدا...بمعنى أنهم كانوا بحاجة لاكثر من مشاهدة جسد امرأة شبه عارية حتى يشعروا بالرغبة في المعاشرة...فالجسد العاري لايثيرهم لأنه اصبح امر اعتيادي لعقولهم...لكن كيف يحدث ذلك؟؟دعونا نشرحها علميا من منطلق ماذا يحدث بالدماغ.....ونربط ذلك عندما يشاهد الرجل الصور الأباحية التي تظهر المرأة بمواصفات جسدية غير واقعيه لن مايحدث لدماغ الأثنان..رجل مدمن المواقع أمر واحد؟؟؟
فبناء على الأبحاث.. عندما يشاهد الرجل صور اباحية فأن هذه اللصورالجنسية يمتصها الدماغ ويخزنها في الجزء السلفي منه(مخ السحالي) فقط لاغير وهذا ، هو المهم حيث أن هذا الجزء من الدماغ مسئول عن اشباع الغرائز...غريزة البقاء..والتكاثر ولايوجد به ضمير يعني مايعرف صح خطأ ..حرام حلال..... كما أنه لايتعاطف مع الآخرين ولايفكر بهم ..ولايفهم الكلمات بل يتعامل ويفهم الصور الواقعية والمتخيله ويتفاعل معها....
وهذا الدماغ عندما ينشط فهو يعطل الجزء الآخر من الدماغ وهو العقل الأنساني المفكر ..فيصبح الأنسان الذي لديه دماغ السحالي نشط شخص أناني عبد لغرائزه وشهواته و يحب السيطرة .....وكلما مشى وراء هذه الشهوات الغير صحية واشباعها كلما نشط هذا الجزء من الدماغ أكثر ...وندخل بالدائرة المغلقة....مزيد من اشباع الشهوات والأنانية والمزيد من المخ السفلي النشط...وأذا نشط هذا الجزء من الدملغ ضعف العقل المفكر... المنطق.... الضمير...
أذا عندما يشاهد الرجل الصور الأباحية لأول مرة ...يمتصها الدماغ السفلي وتخزن بل تبرمج وتبدأ الأعصاب أو الروابط العصبية الخاصة بالجنس تتكون في هذا الدماغ...فتصبح تجربة مبرمجة مدى الحياة..
اذا تجربة جديدة تبرمج وتبدأ الأعصاب الجنسية بالمخ تنضج امام تجربة جنسية سلبية والخطر عندما تكون شاذة أو غير واقعية,,,
فتصبح الروابط العصبية
كالتالي..جنس= امرأة متعرية...قذرة...تحمل ملامح جسدية معينة...
بمعنى أن الدماغ السفلي يخزن ماهي مواصفات المرأة التي تثير الدافع الجنسي لدى الرجل واذا لم يجد هذه المرأة لا يثار او يصبح الدافع ضغيف...فيتكون لدى الدماغ السفلي مرجعية يقارن على أساسهامايوجد أمامه مثير أو غير مثير والمشكلة من يستطيع التغلب على الخيال؟؟؟؟ا
وهذا الشيء يحدث دائما...فمثلا تأكلي طعام جديد لأول مرة بحياتك مثلا طعام صيني و بعدة مباشرة تشعري بمشاعر سلبية حادة ..الم معدة.,.قيء..تسمم غذائي
فيتكون بدماغك رابط عصبي يقول أن الأكل الصيني= ألم...مرض
وبالتالي في أي مرة تشمي رائحة أكل صيني أو تشاهديه تشعري بكل المشاعر السلبية المقززة تعود إليك ولن تشتهيه أبداً أبدأ.
اذا عندما يتعرض الرجل لتجربة جنسية جديدة يتكون لها رابط عصبي...فتصبح الأثارة أو الأغراء..او الأنوثه= المرأة التي يشاهدها بتلك الأفلام وبالطريقة التي شاهدها ....
وعندما يتكرر ذلك يتكون مايسميه العلماء عتبة الأثارة الجنسية عند الرجل...
بمعنى أن رجل متزوج من سيدة عادية...تحمل ملامح جسدية طبيعية...
لكن هذا الرجل مدمن للأفلام الاباحية حيث المرأة تظهر بشكل جسدي وسلوك معين..
فتصبح عتبة الأثارة لديه توازي تلك المرأة بالفيديو وليس زوجته الواقعية...بالتالي الكثير من النساء تشتكي أن زوجها مدمن الأفلام الأباحية لكنه مهملها تماما...والسبب العلمي أن عتبة الأثارة لدية اصبحت أعلى مماتملك هذه الزوجة فهو بحاجة لرؤية امرأة بمواصفات تتشابه مايشاهد بالأنترنت حتى يشعر بالأثارة...
ومن هنا تتجلى عظمة شرعنا الذي أمر النساء بالحجاب وعدم اظهار زينتهن..وامر الرجال بغض النظر وفي حالة أن رجل نظر لأمرأة ووقعت في نفسه أن يقوم بمعاشرة زوجته وفي هذا توجيه تصريح لتهذيب هذا الجزءالغريزي أو البهيمي من الدماغ
فترتبط الأثارة والمشاعر الجنسية مع الزوجة وليس مع غيرها وتكون تصويلة العصبية الخاصة بالجنس= الزوجة....خصوصا وان النظر أحدى أقوى طرق برمجة هذا العقل...سبحان الخالق جل جلاله.
فإن الله تعالى لم ينهى عن الوقوع فيه فحسب، بل نهى عن القرب منه فقال عز من قائل: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً .
لهذا الرجل الذي لم يشاهد هذه الصورة ولم يكن له تجارب جنسية سابقة ويتزوج تكون عتبة الأثارة الجنسية منخفضة و تتوافق مع مواصفات زوجته فيجدها مثيره...وشهية ومغرية....وكل ماتقوم به من حركات وسلوكيات مثيره له جدا ونادراً مايعانون من ضعف الرغبة الجنسية عند الرجل....(لكن هذا ليس قاعدة فهناك استثناءات)
لهذا من يدمن مشاهدة الأفلام الأباحية ممكن أن يعاني من ضعف الرغبة بالزوجة التي لديه لأن عتبة الأثارة لدية عالية جدا جدا لكنه ممكن ان يدمن أنواع من الأشباع الذاتي ويهمل الزوجة لأنها لاتثيره فهو تعود على مستوى عالي من المظهر والسلوك الجنسي حتى يثار والذي لاتستطيع امرأة طبيعية مهما كان جمالها ان توفره فالخيال والتمثيل لايشابه الواقع...
اذا مالحل؟؟؟ اتباع تعاليم ديننا بغض النظر وبالتالي التوقف الفوري عن مشاهدة الصور والأفلام الأباحية(وليس التخفيف) بل تجويع النفس مع تعويدها على الخيارات الواقعية..والحلال...فمن رحمة ربي الواسعه بنا أن اي توصيلة عصبية يتعلمها وبالتالي يبرمجها الدماغ عن خبرة أو تجربة غير موجودة بالفطرة ولا تتوافق معها ممكن أن لايتعلمها...فتتفكك وتزول...
كما أن على الشخص المدمن لهذه الأمور الأبتعاد عنها قطعياً لمدة لاتقل عن 21 يوماً...وتعويد النفس أن الإثارة الجنسية= الزوجة..الحلآل...سيكون الأمر بالبداية متعب لكن بعد 21 يوم يزول نهائياً بإذن الله
واخيراً....عليكم بالصيام فهو من أقوى الطرق لتهذيب النفس وتهذيب هذا الجزء الغريزي من الدماغ.