تعاني معظم المطلقات من تبدل مشاعر أزواجهن بعد الطلاق، وتتحول هذه المشاعر إلى عداء و إطلاق إشاعات، وقد تتحول أيضا إلى ما يشبه إعلان الحرب بين الطرفين، رغم كل الذكريات التي كانت تجمع بين الزوجين، في البداية تقول خ.غ "كان طليقي شقيقا لإحدى صديقاتي، وعندما انتهينا من دراستنا جاءت تخطبني لشقيقها فوافقت، ولكن أهلي رفضوه للفرق الاجتماعي الذي كان بيننا، ولكنه لم ييأس، وراح يوسط أهل الخير، وفي كل مرة كان طلبه يواجه بالرفض فازداد إصرارا على الارتباط بي، ولشدة عزمه و إصراره وأمام إلحاحي وإصراري على الزواج منه رضخ الأهل، ومرت السنوات الأولى من الزواج رائعة، أنجبت فيها طفلتين جميلتين، ولم يكن هناك ما يضايقني منه إلا غضبه من زياراتي لأهلي أو عندما يأتي منهم أحد لزيارتي، وكنت ألتمس له العذر نتيجة لما فعلوه معه قبل الزواج، وأحاول من جانبي أن أخفف على الأهل هذه المعاملة غير اللائقة منه، باعتبار أن الزمن كفيل بأن يداوي جراح الماضي، وعندما بدأ المال يجري بين يديه منعني تماما من زيارة أهلي، وأصبح يختلق المشاكل اختلاقا، حتى أغضب وأبكي، وشيئا فشيئا ساء خلقه فامتدت يده إلي بالضرب، وعند هذا الحد استغثت بالأهل لإنقاذي منه، و أخذت البنات معي، ولم أسلم بالطبع من تعنيف الأهل على اختياري لهذا الزوج السيئ، وجاء نادما يطلب الصفح متعللا بأنه كان في حالة غير عادية بسبب مشاكل في العمل، ومرة أخرى استجبت لندمه، وعدت معه على أمل إصلاح حاله، ولكن ما كادت تمر بضعة أسابيع حتى بدأ من جديد يتفنن في تعذيبي، وكأن هناك ثأراً بيني وبينه، بل وبدأ يشك في ويتهمني بأنني أكرهه، وأفكر في التخلص منه للزواج بآخر، وأصبح يقطع أسلاك الهاتف، ويغلق عليّ الباب بالمفتاح".
وتضيف " وعندما شعرت أن حياتي بدأت تتعرض للخطر من الضرب المبرح وغيره طلبت الطلاق، وطلقت، وعدت إلى أهلي من جديد، وبحثت عن عمل حتى لا أكون عالة أنا وبناتي على أحد، و أثناء ذلك حاول أن يطلق الشائعات عليّ ويشكك في سلوكي أمام الآخرين، ويزعم أنه لم يطلقني إلا بعد أن يئس من إصلاحي ومع أنني أنا التي طلبت الطلاق، وبدأت الشائعات تصل إلى الأهل فقيدوا من حركتي، ولم يكتف زوجي السابق بذلك، بل حاول أن يفصلني من عملي وتشويه سمعتي هناك، والآن أنا أكره اليوم الذي وافقت فيه على الارتباط بهذا الرجل، وأكره نفسي لأنني أحببته في يوم من الأيام، ووقفت أمام الأهل من أجله، ولا أعرف من الذي سيستفيد من تشويه سمعتي بهذه الطريقة، وهو يعلم أنه يشوه في نفس الوقت من سمعة بناته عندما يكبرن ويفهمن كل شيء".
وتروي م.ع (طبيبة) قصتها وتقول "لحسن حظي أنني لم أرزق بأطفال، وإنني لم أنجب من طليقي، ولكني أعاني من تدخله في حياتي حتى بعد طلاقي، بشكل أثر تماما على نفسيتي وأصابني بالاكتئاب، وأصبحت لا أغادر المستشفى وأدفن نفسي في عملي تماما حتى أنسى غلطة عمري التي جعلتني أرتبط بمثل هذا الزوج غير الطبيعي الذي جعلني أكره الزواج وأكره جميع الرجال".
وبعد طلاقها وعندما بدأت تتمالك نفسها وأمام ضغوط أشقائها وافقت على أن تتم خطبتها على زميل يعمل معها بالمستشفى، وعندما بدأت كأي عروس في إعداد بيت الزوجية فوجئت بخطيبها يعتذر عن إتمام مراسيم الزواج، ولما ألحت عليه رفض الإفصاح، وإذا بها تفاجأ باتصال من طليقها الذي قال لها بكل برود إنه سبب فسخ خطبتها، وهددها بأنه سيطاردها حتى تظل بلا زواج طوال عمرها.
وتضيف "أعتقد أنه نجح في ذلك، واستطاع أن يبعد من يتقدموا لي، بينما هو تزوج وأنجب، ولم أجد وسيلة إلا أن ألجأ إلى زوجته، وشرحت لها كل ما حصل لي، ووعدتني خيرا، ولكن للأسف وجدتها هي أيضا تعاني منه كما كنت أعاني أنا، فقد كان يشك فيها ويضربها، ولكنها رضخت له حتى تستمر حياتها الزوجية، والسؤال الذي لم أجد له إجابة حتى الآن هو لماذا هذا الانتقام ونحن قد افترقنا في هدوء ودون أن يعرف أحد بأسرارنا الخاصة التي أدت إلى الطلاق؟، وهل من الضروري أن ننشر غسيلنا أمام الناس حتى نثبت أننا مطلقان".
تقول "ش.س" كانت غلطة عمري أنني تنازلت عن كل حقوقي المادية وعن حضانة أولادي لزوجي حتى أحصل على الطلاق منه، ولا داعي لذكر أسباب الطلاق، لأن الله أمر بالستر، ولا يوجد زوجة تريد أن تحمل لقب مطلقة إلا لسبب يفوق طاقة تحملها، وأنا حريصة على سمعة أولادي، لأن ما يسيء إليه يسيء إليهم، ولكنه منذ أن حصل على الأبناء يرفض أن أراهم أو اتصل بهم، أو حتى أن يتصلوا بي، ورغم زواجه بأخرى لا يزال يتلذذ بالانتقام مني، ولا أعلم لماذا ينتقم مني كل هذا الانتقام، رغم أنه هو الذي أساء في معاملتي، ودفعني لطلب الطلاق، ولا أتذكر أنني فعلت ما يغضبه، ويجعله يحمل كل هذا الحقد والعداء ضدي".
وتضيف "هو الآن في كل محفل يتهمني أنني كنت زوجة مقصرة، وأطالبه بأشياء لا يستطيع أن يلبيها، وأنني لا أحب أبنائي والكثير الكثير من الشائعات أطلقها عليّ، اعتقد أن طلبي للطلاق أشعره بالإهانة والصدمة، ولكنه هو السبب ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل".
وتروي "ن.أ" قصتها وتقول "ما هو الذنب الذي اقترفته في حق طليقي حتى يعاملني هذه المعاملة، رغم أنه كان السبب في الطلاق لتعدد علاقاته النسائية التي لم أستطيع تحملها، ولم يكن هناك بديل من طلب الطلاق والإصرار عليه، والآن وحتى بعد زواجه بأخرى لا يكف طليقي عن إطلاق شائعاته حولي، حيث يزعم أنني سيدة مهملة ونكدية، وأن مكاني الحقيقي هو مستشفى المجانين، وحتى طفلتي عندما تذهب لزيارته يحشو رأسها الصغير بكل ما يسيء إلى شخصي، ولم يكتف بهذا، وإنما أصبح يطلق الإشاعات السيئة، كل ذلك لأنني لم أصبر على نزواته المستمرة وانحرافه، وانسحبت من حياته تاركة له كل شيء".
و تقول "ف. ظ" لم أستطع تحمل تدخلات والدته في حياتنا لدرجة، أنني لا أعلم هل أنا متزوجة منه أم من والدته، أصبحت لا أطيق هذا التدخل المتجاوز للحدود والعديد من المشاكل التي تعرضت لها، فقررت أن أنهي هذه المأساة، وبالفعل طلبت الطلاق، وأخذ مني أبنائي بتحريض من والدته، ولكني فوجئت أنه يسيء لي أمام أبنائي، ويملأ رؤوسهم بروايات وحكايات مختلقة من صنع الخيال، لزرع الكراهية في نفوسهم، رغم أنه يدرك تماما أنني في النهاية أبقى والدتهم، وأن الإساءة إلى شخصي فيه إساءة إلى مشاعرهم، وكان أبنائي يستغربون عندما التقي بهم وأنبههم ألا يعصوا والدهم وجدتهم، ولكنني لا أريد أن أشتتهم، وأحاول أن ازرع في أذهانهم صورة جميلة لحياتنا السابقة، حتى لا يصابوا بعقدة ويكرهوا الزواج".
وتضيف " لماذا لا يكون بين المطلقين نوع من الاحترام المتبادل، حتى لا يصاب الأولاد بالضياع والتشتت، وتكون الصورة جميلة للوالدين، لان التشويه ليس من مصلحة أحد، ولن يساهم إلا في زيادة الخلافات والمشاكل، والخاسر هم الأبناء أولا و أخيرا".
ويقول الاختصاصي النفسي الدكتور جمال محمد "تجربة الطلاق تجربة قاسية، لأن الطلاق يعني الرفض من طرف لطرف آخر، وذلك بحد ذاته أمر مؤلم، لأننا نتطلع جميعا لفكرة القبول من قبل الآخر لنا، ولذلك فإن فقدان شريك الحياة سواء بالموت أو الطلاق أو غيرة في مقدمة العوامل النفسية المؤدية للضغط النفسي والتوتر، فالطلاق أقرب إلى الشعور بالحداد، والألم الذي يعقب الانفصال عن شريك الحياة لا يعادله إلا الإحساس بموت هذا الشريك، رغم المظاهر التي قد تدل على غير ذلك، وخصوصا بالنسبة للمرأة، لأن المجتمع يضعها تحت ضغوط اشد بعد الطلاق، ولذلك فإن التريث واستنفاد كل طرق الإصلاح قبل الطلاق ضرورة، حتى إذا كان الطلاق هو الحل الوحيد الذي لا بديل له، نظرا لما يمر به الزوجان من مشاكل وخلافات".
وأضاف "عند الطلاق لا بد أن نمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى الذي يقول " فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان "، و التجريح وتشويه السمعة بعد الطلاق إنما يدلان على جهل بالنفس، وبمقاصد الدين الحنيف من تشريعه للطلاق كحل أخير يحمي طرفي العلاقة من استمرارها وهما كارهان لبعضهما البعض، وحتى لا يدمر الطلاق الأبناء وينفرهم من الأب و الأم أو منهما معا فيسود الانحراف بينهم ويعم العقوق والتنافر وهو ما يتنافى وروح التسامح والوفاء و الإخلاص التي حثنا عليها الدين الإسلامي .
الوطن
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

رياح الغربة
•
حسبي الله ونعم الوكيل بالرجال الظلمة




بساط الريح :
الله يكون في عونهم لا ارتاحو قبل ولا بعدالله يكون في عونهم لا ارتاحو قبل ولا بعد
هذى مو تصرفات رجال ابد ..
..
.
..
.
الصفحة الأخيرة