بسم الله الرحمن الرحيم
للـذكرى
((اللهم اغفر لعلــــياء وارحمها، واعفوا عنــها، واكرم نزلها ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد…أبدلها دارا خيرا من دارها، وأهلا خيرا من أهلها، وزوجا خير من زوجها، وقيها عذاب النار…ولا تحرمها من صالح دعاءك)).
يـا أيهــا المغـــترُ بـالله فــــر مـــن الله إلى الله
ولـُـــذ به وأســألهُ مــن فضـــله، فقـــد نجى مـــن لاذ بـالله
وقم لــه والليل في جُنحه فحبذا مــن قــام لله
وأتلو مــن الــوحي ولو آيـــةٍ تُكـــسى بـهــــا نــورُ مــن الله
وعفـــر الوجــه لــه ساجـــداً، فعــز وجــه ذل لله
فمــا دعي منك مناجاته لخالص يخلص لله
برأتُ إليك يا ربــاه من حولي إلى حولك، برأتُ إليك من قولي إلى قولك، برأتُ إليك من حُزني ومن فرحي، ومن أسفي ومن مرحي، ومن جهلي ومن علمي ومن ما خطهُ قلمي، برأتُ إليك…فررتُ إليك…وبي شوقُ وبي غربة…وبي توقُ إلى توبة…إلى فجر يُـزيلُ الهم والكُربة، يفيقُ الناس تواقين، إلى أفيــائه الرحبة برأتُ إليك…فررتُ إليك… ((ففــروا إلى الله إني لكم منه نذير مــبين))
إنـذار:
((وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضي الأمرُ وهم في غفلة وهم لا يؤمنون)) فالفرار الفرار قبل يوم الحسرة،إنه يوم الحسرة وما أدراك ما الحسرة؟؟؟((يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه)) يوماً أُنذر به وخٌوف، وتُوعد به وهُدد، هناك يوم الطامة والصاخة((يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء))
أخـي:
أنسيت يوم الحسرة والأهوال و السكرة ((يوم يقوم الناس لرب العالمين)) ولا إله إلا الله إذا طال الوقوف بين يديه، ولا إله إلا الله يوم يُرهن العبد بما جناه بيديه…
وكــأني بنـفيسي في القيـامة واقــِفُ
وقـد فـاض دمعـي والمفـاصِلُ ترعدُ
آه من تأوه حين إذن لا ينفع، ومن عيون صارت كالعيون مما تدمع ((وأنذرهم يوم الحسرة)) إنها حسرة بل حسرات،وهل تغنهم حسرات؟؟((كلا))، إذاً ففروا إلى الله إنها حسرات، أنباء مغولات، ندمات وتأسفات إنها حسرات، يا حسرتاً على العباد…
فيا أخي:
تذكر يوم الحسرة يوم لا يُغني مولاً عن مولا شيء إلا من رحم الله، مثـــل وقوفـــك يـــوم الحشـــر عُـــريــانــا، هناك حيث تُـغصُ الحناجر بغُصصها ((وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوبُ لدى الحناجر كاظمين، ما للظالمين من حميم ولا شفيع يُطاع)) إنها حسرة بل حسرات على عمر مضى...
فيا حسرتـــاه تـولى العمـرُ في سهــوٍ، وفي لهـوٍ، وفي خُســرٍ،
ويـا حسـرتي مــا ضيعـت في الأيـام من عمـري
وما لي في الـذي ضيعت مــن عمـري مـن عُذري…
ففروا إلى الله…
((إني لكم منه نذير مبين)) إنه إنذار من الله العزيز الجبار، قبل يوم الحسرة، وما أدراك ما الحسرة؟؟((قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون))
هل تفكرت في تلك اللحظة؟
يوم يفرُ المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل مريء منهم يوم إذن شأنُ بغنية يود المجرمُ لو يفتدي من عذاب يوم إذن ببنيه، وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه، ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه، يوم لا يُغني مولاً عن مولا شيء إلا من رحم الله ((يوم هم بارزون لا يخفي على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)) ووقف العباد بين يدي رب العباد لكي يُفصل بينهم في يوم التناد، ((إن كل من في السماوات والأرض إلا آت الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم أته يوم القيامة فردا))…
فيا أخي:
مثل وقوفك يـوم الحشر عريانـا مستعطفاً قلق الأحشاء حيرانـا
النار تــزفرُ مــن غـيضٍ ومـن حنـقِ على العصـاة و تلقـى الرب غضبانا
اقـرأ كـتابك يـا عـبدي على مهـل انظـر إليه ترى هـل كان مـا كانـا
لمـا قـرأت كتابــاً لا يغـادر لـي حـرفُ ومـا كـان في سر و إعلانا
قال الجليلُ خذوه يـا ملائكـتي، مـروا بعبدي إلى النيران عطـشانـا
يـا ربي لا تخزنـا يــوم الحساب ولا تجعل لنارك فينا اليوم سُلطـانا
فيا أخي:
إنه إنذار وإخبار في تخويف وترهيب بيوم الحسرة حين يقضى الأمر، حين يجمع الأولون والآخرون في موقف واحد يُسألون عن أعمالهم فمن آمن وأتبع سُعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، ومن تمرد وعصى شقي شقاءٍ لا يسعد بعده أبدا، وخسر نفسه وأهله وتحسر وندم ندامة تتقطعُ منها القلوب،وتتصدع منها الأفئدة أسفا…
فيا حسرتاه…وأي حسرة أعظم من فوات رضي الله، وجنته،واستحقاق سخطه وناره…على وجه لا يمكن معه الرجوع ليُستأنف العمل، ولا سبيل له إلى تغير حالة ولا أمل، وقد كان الحال في الدنيا أنهم في غفلة عن هذا الأمر العظيم فلم يخطر بقلوبهم إلا على سبيل الغفلة حتى واجهوا مصيرهم، فيا للندم والحسرة، حيث لا ينفع ندم ولا حسرة، وأنذرهم يوم الحسرة يوم يُجاء بالموت كما في صحيح البخاري، كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟؟؟.. فيشرأبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، ثم يقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟؟.. فيشرأبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال فيؤمر به فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلودُ فلا موت، ويا أهل النار خلودُ فلا موت، ((فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفيرُ وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والارض إلا ما شاء ربك، إن ربك فعال لما يريد، وأما الذين سُعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ((
إنذار:
وا حسرتاه…الحسرة التفريط في النفس والأهل أن تقيهم من عذاب جهنم يوم تفقدهم وتخسرهم مع نفسك بعد ما فُتنت بهم ذلك هو الخُزي والخسار والحسرة والنار ((قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهلهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخُسران المبين)) ما أعظمها من خسارة إذا طويت الصحائف باللعنات، ما أعظمها من خسارة يوم يُطبع على القلوب، يوم يتأذن غضب الله علام الغيوب، من عظيم الإساءة،وعظيم الذنوب، ما أعظمها من خسارة يوم لا يستطيع الرجوع، يوم لا تنفع المعذرة ولا تغني الدموع، يوم يتقطعُ القلبُ من الألم يوم يعتصر من شديد الندم ((قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا، على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزيرون))
فيا إيها الغافل:
بأي وجه تلقى الله سبحانه، وأنت قد عصيت أوامره، واقترفت زواجره، فعودتاً إلى الله قبل أن تخسر نفسك و أهلك ((يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) أيضاً يا عبد الله تذكر في موقفك بين يدي الله عز وجل إذا جئت أمام الله…
في مشهد فيه جميع الوراء قد نكسوا الأذقان لله
كم سوءة مستورةٍ عندنا يكشفها العرض على الله
وا ضيعتُ العمر لا الماضي انتفعتُ به ولا حصلتُ على علم من الباقي بلى علمتُ وقد أيقنتُ وا أسفاه أني لكل الذي قدمتُ لاقي…فيا حسرتاه…
وا حسرتاه إذا كُتبت نيراني وعظم الوقوف بين يدي الله الواحد الديان ((ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا)) بعد أن يقرر بالذنوب يقول: ربنا أبصرنا و سمعنا، ماذا يريد الآن!؟ ((فارجعنا نـعمل صالحاً إنـا موقنون)) يا رب أرجعنا إلى الدنيا نعمل صالحات، يا رب أرجعنا فو الله يتمنى أنه يرجع إلى الدنيا فلا يفارقُ بيت الله، ليظل ساجداً إلى أن يموت، والله لا يلقي فلساً واحداً في جيبه إلا ويتصدق به يتمنى كل هذا ولكن ((أفحسبتم أن ما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم)) فالفرار الفرار قبل يوم الحسر ((وأنذزهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون))
إنـذار:
إنذار وإخبار في تخويف وترهيب بيوم الحسرة حين يُقضي الأمر، يوم يجمع الأولون والآخرون في موقف واحد يسألون عن أعمالهم فمن آمن وأتبع سُعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا، ومن تمرد وعصا شقي شقاء لا يسعد بعده أبدا، فخسر نفسه وأهله، وتحسر وندم ندامة تتقطعُ منها القلوب،وتتصدع منها الأفئدة أسفا…وأي حسرة أعظم من فوات رضى الله، وجنته،واستحقاق سخطه وناره…على وجه لا يمكن معه الرجوع لُيستأنـف العمل، ولا سبيل له إلى تغير حالة ولا أمل، وقد كان الحال في الدنيا أنهم في غفلة عن هذا الأمر العظيم فلم يخطر بقلوبهم إلا على سبيل الغفلة، حتى واجهوا مصيرهم، فيا للندم والحسرة حيث لا ينفعُ ندم ولا حسرة ((وانذرهم يوم الحسرة إذ قُضي الأمر وهم في غفلة وهم لا بؤمنون))
يتبع,,,,,,
garmOsha @garmosha
عضوة
هذا الموضوع مغلق.
garmOsha
•
أخـي:
لا ملجأ ولا مفر، ولا منآ من القدر إذن ((ففروا إلى الله أني لكم منه نذير مبين))…وبعد أخي؟؟؟ أما آن لك أن تتوب …أما آن لك أن ترجع، وإلى من..؟؟؟ إلى علام الغيوب، أستمع إلى ربك العظيم التواب الرحيم وهو يدعوك أنت!!…أنت!!نعم، ومن أنت؟ ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنهُ هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكمُ العذاب ثم لا تُنصرون وأتبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتتاً وأنتم لا تشعرون)) ..يقول عليه الصلاة والسلام :التائب من الذنب كما لا ذنب له، ((وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)) يناديهم لكي يتداركوا…لكي يُقبلوا، لكي يُقبلوا على الله جل وعلا وينيبوا…
فيـا أخـي:
أقبل إلى الله، أرجع إلى الله هذه امرأة في السبي، تلتفتُ يمنة ويسرا، تبحثُ عن رضيع لها قد أضاعتهُ، وتخيل أُماً قد أضاعت رضيعها والصحابة ينظرون ثم وجدت رضيعها من بين الناس، فأخذت رضيعها ثم ضمته إلى صدرها، فألقمتهُ ثديها ثم بكت من شدة الفرح، فقال: - عليه الصلاة والسلام، تظنون هذه ملقيه بولدها في النار…قالوا: لا يا رسول الله قال: لا الله لا الله أرحم بعبادة من هذه بولدها…((يا آيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحة عسى ربكم أن يُكفر عنكم سيآتُكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا إنك على كل شيء قدير))
فيـا أخي:
دع الذي يفنى لما هو باقي، وأحذر ذلل قدمك وخفف ذلول دمك، وأغتنم شبابك قبل هرمك وأقبل نصحي، ولا تخاطر بدمك، ثم تتحسر حين لا ينفعُ ندمك، إذا ما نهاك أمرؤ ناصح عن الفاحِشات، انزجر وانتهي أن دنيا يـــا أخي من بعدها ظُلمة القبر وصوت النائح لا تساوي حبة من خردل أول تساوي ريشة من جانحي لا تسأل عن قيمة الربح…وأسأل عن أساليب الفريقُ الرابح… جعلنا الله وإياك من الرابحين السعداء…
من شريـط رحلة غريب_ففروا إلى الله_
أختكم في الله
لا ملجأ ولا مفر، ولا منآ من القدر إذن ((ففروا إلى الله أني لكم منه نذير مبين))…وبعد أخي؟؟؟ أما آن لك أن تتوب …أما آن لك أن ترجع، وإلى من..؟؟؟ إلى علام الغيوب، أستمع إلى ربك العظيم التواب الرحيم وهو يدعوك أنت!!…أنت!!نعم، ومن أنت؟ ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنهُ هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكمُ العذاب ثم لا تُنصرون وأتبعوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتتاً وأنتم لا تشعرون)) ..يقول عليه الصلاة والسلام :التائب من الذنب كما لا ذنب له، ((وأني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)) يناديهم لكي يتداركوا…لكي يُقبلوا، لكي يُقبلوا على الله جل وعلا وينيبوا…
فيـا أخـي:
أقبل إلى الله، أرجع إلى الله هذه امرأة في السبي، تلتفتُ يمنة ويسرا، تبحثُ عن رضيع لها قد أضاعتهُ، وتخيل أُماً قد أضاعت رضيعها والصحابة ينظرون ثم وجدت رضيعها من بين الناس، فأخذت رضيعها ثم ضمته إلى صدرها، فألقمتهُ ثديها ثم بكت من شدة الفرح، فقال: - عليه الصلاة والسلام، تظنون هذه ملقيه بولدها في النار…قالوا: لا يا رسول الله قال: لا الله لا الله أرحم بعبادة من هذه بولدها…((يا آيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحة عسى ربكم أن يُكفر عنكم سيآتُكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا وأغفر لنا إنك على كل شيء قدير))
فيـا أخي:
دع الذي يفنى لما هو باقي، وأحذر ذلل قدمك وخفف ذلول دمك، وأغتنم شبابك قبل هرمك وأقبل نصحي، ولا تخاطر بدمك، ثم تتحسر حين لا ينفعُ ندمك، إذا ما نهاك أمرؤ ناصح عن الفاحِشات، انزجر وانتهي أن دنيا يـــا أخي من بعدها ظُلمة القبر وصوت النائح لا تساوي حبة من خردل أول تساوي ريشة من جانحي لا تسأل عن قيمة الربح…وأسأل عن أساليب الفريقُ الرابح… جعلنا الله وإياك من الرابحين السعداء…
من شريـط رحلة غريب_ففروا إلى الله_
أختكم في الله
<FONT FACE="AL-Mohanad Bold" SIZE="+2"><FONT COLOR="#007F7F">ج</FONT><FONT COLOR="#17738B">ز</FONT><FONT COLOR="#2E6896">ا</FONT><FONT COLOR="#465CA2">ك</FONT><FONT COLOR="#5D51AE">ي</FONT><FONT COLOR="#7445B9"> </FONT><FONT COLOR="#8B3AC5">ا</FONT><FONT COLOR="#A22ED0">ل</FONT><FONT COLOR="#B923DC">ل</FONT><FONT COLOR="#D117E8">ه</FONT><FONT COLOR="#E80CF3"> </FONT><FONT COLOR="#FF00FF">ك</FONT><FONT COLOR="#FF00FF">ل</FONT><FONT COLOR="#EA00FF"> </FONT><FONT COLOR="#D400FF">خ</FONT><FONT COLOR="#BF00FF">ي</FONT><FONT COLOR="#AA00FF">ر</FONT><FONT COLOR="#9500FF"> </FONT><FONT COLOR="#8000FF">و</FONT><FONT COLOR="#6A00FF">ج</FONT><FONT COLOR="#5500FF">ع</FONT><FONT COLOR="#4000FF">ل</FONT><FONT COLOR="#2A00FF">ه</FONT><FONT COLOR="#1500FF">ا</FONT><FONT COLOR="#0000FF"> </FONT><FONT COLOR="#0000FF">ف</FONT><FONT COLOR="#0000EA">ي</FONT><FONT COLOR="#0000D4"> </FONT><FONT COLOR="#0000BF">م</FONT><FONT COLOR="#0000AA">ي</FONT><FONT COLOR="#000095">ز</FONT><FONT COLOR="#000080">ا</FONT><FONT COLOR="#00006A">ن</FONT><FONT COLOR="#000055"> </FONT><FONT COLOR="#000040">ح</FONT><FONT COLOR="#00002A">س</FONT><FONT COLOR="#000015">ن</FONT><FONT COLOR="#000000">ا</FONT><FONT COLOR="#000000">ت</FONT><FONT COLOR="#0B000B">ك</FONT><BR><FONT COLOR="#150015"></FONT><FONT COLOR="#200020"></FONT><FONT COLOR="#2A002A">م</FONT><FONT COLOR="#350035">و</FONT><FONT COLOR="#400040">ض</FONT><FONT COLOR="#4A004A">و</FONT><FONT COLOR="#550055">ع</FONT><FONT COLOR="#5F005F"> </FONT><FONT COLOR="#6A006A">ر</FONT><FONT COLOR="#740074">ا</FONT><FONT COLOR="#7F007F">ئ</FONT><FONT COLOR="#7F007F">ع</FONT><FONT COLOR="#821088"> </FONT><FONT COLOR="#842092">و</FONT><FONT COLOR="#87309B">م</FONT><FONT COLOR="#8A40A4">ج</FONT><FONT COLOR="#8C50AE">ه</FONT><FONT COLOR="#8F60B7">و</FONT><FONT COLOR="#926FC0">د</FONT><FONT COLOR="#947FCA"> </FONT><FONT COLOR="#978FD3">أ</FONT><FONT COLOR="#9A9FDC">ر</FONT><FONT COLOR="#9CAFE6">و</FONT><FONT COLOR="#9FBFEF">ع</FONT></FONT>
الصفحة الأخيرة
أنسيت يوم الحسرة والأهوال والسكرة…؟؟؟ فتصور معي تلك الأهوال، وقد بست الجبال، وشخصت الأبصار، وزفرت النار وأحاطت الأوزار، ثم ينادى باسمك، أين فلان ابن فلان…؟؟؟ ينادى باسمك يا عبد الله, فترتعدُ الفرائس وتضطرب الجوارح، وتكاد تسقط على ركبتيك فتجرك الملائكة جراً إلى الله،إلى الجبار، إلى الملك، إلى العزيز، إلى القهار وأنت تتذكر الذنوب كلها،تتذكر يوم أن نمت عن صلاة الفجر، تتذكر يوم أخرت صلاة العصر، تتذكر يا عبد الله يوم كان الصالحون يأمرونك بالمعروف وكنت تصد، كنت تقرأ الآيات ((وذروا ما بقي من الربى إن كنتم مؤمنين))وكنت تصر على الربى، كنت تعرف أن عليك مسؤولية أن تأمر بناتك وزوجاتك بالحجاب ولم تكن تفعل، يُؤتى بك أمام الله يوم القيامة فيذكرك الله عز وجل بالذنوب ((وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا ووُضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا يويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرٍ ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)) وشخصت الأبصار وولت بين يدي الواحد القهار،
مثل وقوفك أيها المغرور يوم القيامة والسماء تمورُ
ماذا تقول إذا وقفت بموقفٍ فرداً ذليلا والحسابُ عسيرُ
وتعلقت فيك الخصوم وأنت في يوم الحساب مسلسلُ مجرورُ
وحشرت عريانا حزينا باكيناً قلقاً ومالك في الأنام مجيرُ
لا عمر آخر ولا حياة أخرى، ولا رجوع إلى الدنيا…((ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسوده أليس في جهنم مثوى للمتكبرين وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون)) حسرة جلساء أهل السوء يوم انساقوا معهم يقودونهم إلى الرذيلة ويصدونهم عن الفضيلة، إنها لحسرة عظيمة في يوم الحسرة يعبرون عنها بعض الأيدي يوم لا ينفع عض الأيدي كما قال ربي ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتاه ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا)) يقول ذلك الرجل بعد أن يأتي يوم القيامة فينظر إلى ذنوبه فيتذكر من كان السبب؟؟؟؟؟ صاحبـــــه في الدنيـــــا… يـا حسرتــــــــــــــــــــاه على أصحـــــــــاب لم ينفعوا يا حسرتـــــــــــــــــــــــاه على أحبـــــــــــــــاب لا يشــــفعوا ((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتاه ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني )) يتذكر صاحبه في الدنيا كان أصحاب الصلاح وأصحاب الخير يقولون له: ائتي معنا في مجالس الخير، لنذهب إلى العمرة نذهب إلى مجالس الخير إلى الدروس، إلى بيوت الله، وكان يأتيه صاحب السوء فيقول: أنت شباب تمتع بالشباب، تذهب مع أولئك المعقدين، تذهب مع أولئك المتزمتين المتطرفين لا عندهم ضحك، ولا عندهم لعب، ولا عندهم دنيا ولا حياة، ائتي معنا بالدنيا، يتذكر هذا الموقف يوم القيامة، فيعض لا على أُصبعه ولا على أصبعيه ولا على يد بل يدخل يديه كلتيهما في فمه فيعض عليهما من الندم ((يا ويلتاه ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا…))
ألا فحرز النفس عن غيـها عسـاك تــجوز السراط الدقيـقا
ودون السـراط لنــا مــوقفُ به يتناسى الصديقُ الصـديقا
فـتبصر ما شـئت كــفاً تعــضُ وعـــينُ تسـحُ وقـلب خـفوقا
فلا إله إلا الله إذا ندم المفرطون…ولكن لا ينفع الندم، ولا إله إلا الله إذا كثرت الآهات وأشتد الألم، في تلك اللحظة، لا ينفع خليل ولا يشفع صديق، إلا إذا كان على الحق مستقيماً ((الأخلاء يوم إذن بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)) قال: رسول الله –صلى الله علية وسلم-((الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))
إنذار:
((وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل، أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال))
يــا حسرتــاه…يا حسرة على أموال دنعت لوجوه الحرام، رباً، ورشوةُ، وغُش، وغصبِ، وسرقة واحتيال، وغيرها…يــا حسرتاه…على زكاة منعتُها…يــا حسرة…على أيام أفطرتُها… يا حسرة…على ذنوبِ فعلتها، يــا حسرتاه…على خطايا تلبست بها…
فيـا الله أي حسرة أكبر…على امريء أن يؤتيه الله مالاً في الدنيا فيعمل فيه بمعصية الله…فيرثه غيره…فيعمل فيه بطاعة الله، فيكون وزرة علية وأجرة لغيره…
فيـا حسرتــاه…أي حسرة أكبر على امريء أن يرى عبداً كان الله ملكه إياه في الدنيا…يرى في نفسه أنه خيرُ من هذا العبد، فإذا بهذا العبد عند الله أفضل منهُ يوم القيامة…يـا حسرتــاه…يوم فاز الصالحون بالدرجات وسموا إليها بنفوس عالياتِ أبيات…ووقفت بالأخريات أنظر إليهم بتلك الحسرة...
أي حسرة أكبر على امريء أن يرى عبداً مكفوف البصر في الدنيا قد فتح الله له عن بصره يوم القيامة، وقد عمي هو أن تلك حسرة لعظيمة عظيمة ((ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى، وقد كنتُ بصيرا قال كذلك أتتك آياتُنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى،وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى))
أي حسرة أكبر على أمرؤ…علم عِلماً ثم ضيعة ولم يعمل به فشقي به، وعمل به من تعلمه منه فنجى به ، يقول طالب العلم يـا ليتني تكلمتُ في الناس، يـا ليتني أنكرتُ المنكرات يا ليتني تكلمت…ما بالك يا طالب العلم؟؟؟ يمنعك الخجل!.. يمنعك الحياء!!.. يمنعك الجهل!!.. يمنعك الخوف!!.. ما بالك يا عبد الله، ما قمت المقام الذي أمرك الله به في مجلسِ من المجالس استهزؤا على الله فيه، ويتكلمُ فيه على الدعاة والمُصلحين، وأنت ساكت، تتذكر يومها هذا الموقف يوم القيامة، فتقول يا ليتني قدمتُ لحياتي، يا ليتني تكلمتُ ولم أبالي بالناس، يا ليتني أنكرتُ المنكرات، يا ليتني تكلمت في الناس ونصحت ولم أُبالي بكلامِ الناس، يا ليتني ويــا ليتني ((يقول يا ليتني قدمتُ لحياتي)) أي حسرة أعظم من حسرات المنافقين الذي يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم يوم تُبلى السرائر، وينكشف المخفي في الضمائر، ويُعرضون لا يخفى منهم على الله خافية ثم يكون من المأوى الدرك الأسفل من النار ثم لا يجدون لهم نصيرا ((إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ولن تجد لهم نصيرا)) إنها والله لحسرة عظيمة …
أما الحسرة الكبرى، فهي عندما يرى أهل النار، أهل الجنة وقد فازوا برضوان الله والنعيم المُقيم، وهم يقولون ((أن قد وجدنا ما وعدنا ربُنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربك حقاً قالوا نعم، فأذن مؤذنُ بينهم أن لعنةُ الله على الظالمين)) وحسرة أعظم حين ينادي أهل النار، أهل الجنة…
لـو أبصرت عينـاك أهـل الشقـــاء سيقوا إلى النار وقد أُحرِقِوا
يصلونها حين عصـوا ربهـم وخالفــوا الرسـلَ وما صدقوا
تقولُ أُخراهمُ لأُولاهُمُ في لُجــجِ المُهـل وقد أُغرقـوا
قد كنتمُ حُذرتم حُرها لكن من النيران لم تفرقوا
وجيء بالنــيران مزمومـةً شرارها مـن حـولها محرقوا
وقِـيل للنـيران أن أحرقي وِقيل للخُزانِ أن أطبقوا
فيــا حسرة أهل النار…وحسرة أجلُ…حين يُنادي أهل النار مالكاً، ليقضي علينا ربك ((قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون))
وحسرة أجلُ وأعظم حين ينادون ربهم وقد أشتد صُراخهم وعلا نواحهم وأرتفع بُكاؤهم…وهم يقولون ((قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين ربنا أخرجنا منها، فإن عُدنا فإنا ظالمون)) ومنتهى الحسرة عندما يأتيهم الجواب من الجبار جل جلاله بعد سنين ((قال أخزوا فيها ولا تكلمون)) ويزيد حسرتهم حسرة، وألمهم ألماً عندما يعلمون هذا العذاب الأليم والهوان المقيم، كان بسبب لذةٍ فانية، وشهوةٍ ذاهبة…فيا سبحان الله لقد باعوا جنة عرضها السموات والأرض بلذاتِ تمتعوا بها في الدنيا…بشهوات زائرة، وكان مصيرهم النار((يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكُبرائنا فأظلونـا السبيل، ربنا آتهم ضعفين من العـذاب وألعنهم لعناً كبيراً)) ينظر إلى رُفقائه فيقول يا رب هو الذي أظلني، يا رب هو كان يأخذ بيدي إلى الأسواق، يا رب كان يقول لي أذهب معنا لنسافر إلى بلاد الغرب لنفعل ونفعل… وكان يقول لي لا تذهب إلى الصالحين، إياك أن تذهب إلى المساجد، كان ينهاني عن الطاعة ويأمرني بالمعصية…
إنذار:
حسرة الأتباع المقلدين لكل ناعق، يوم يتبرؤ منهم من تبعوه بالباطل فلا ينفعهم ندمُ ولا حسرة، ولو يري الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا، وأن الله شديد العذاب، إذ تبرأ الذين أُتبعوا من الذين اتبعوا ورؤا العذاب، وتقطعت بهم الأسباب وقالوا الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم، وما هم بخارجين من النار، فلما يدخل إلى جهنم سوداء، تزفر، وتنادي فتقول: هل من مزيد، ماذا ينظر؟؟ أنه ينظر إلى أصحابه في النار، إلى رفقائه في الدنيا ينظر إليهم في النار ((كلما دخلت أُمة لعنت أُختها حتى إذا أداركوا فيها جميعا قالت أُخراهم لأُولاهم ربنا هؤلاء أظلونا فآتيهم عذاباً ضعفاً من النار)) حسرة الظالمين المفسدين في الأرض الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها، وحين يحملون أوزارهم وأوزار الذين يظلونهم بغير عِلم ((ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار مُهطعين مُقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء، إنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال)) فلما يدخل إلى جهنم سوداء تزفر من غيض إذا سُعرت للظالمين فما تبقي ولا تذر، لو لم يكن لك غير الموت موعظة لكان فيه عن اللذاتِ مزدجرُ ((كل نقس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم نكن من المصلين، ولم نكن نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين)) وهوا في تلك الدركات رهين السيئات ((وسيقى الذين كفروا إلى جهنم زُمرا حتى إذا جاءوها فُتحت أبوابُها وقال لهم خزنتها ألم يأتيكم رسول منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا: بلى، ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل أدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين))
فيــا حسرتــاه أهل النار، فيــا حسرة المقصرين، ويا خجلة العاصين لذاتُ تمر، وتبعاتُ تبقى ((والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نُجزى كل كفُور، وهم يصترخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كُنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير))عجبت للنار كيف نام هاربها، وعجبت للجنة كيف نام طالبها…يــــــــا غــــافلاً…
يـا غافلاً عن منايـا ساقهُ القدرُ
ماذا الذي بعد شيب الرأس تنتظرُ؟
عايم بقلبكَ إن العين غافلةُ
عن الحقيقة وأعلم أنهـا سقرُ
سوداء تزفرُ من غيضٍ إذا سُعـرت
للظالمين فما تُبقـي ولا تـذروا
لـو لم يكـن لك غـير المـوتِ موعظـة
لكان فيهِ عـن اللذاتِ مزدجروا
يتبع,,,