الشيخ / ابن جبرين
رحلة لا رجعة فيها..
أخواتي : أكتب لكم هذا الموضوع ليكون ذكرى لي ولكل مسلم ومسلمة ... أدعوه تعالى أن ينفعني به وإياكم .
أختي العزيزة :
في هذه الحياة الدنيا يسافر الإنسان ويقطع المسافات البعيدة , و بعد أن ينتهي سفره يرجع إلى بلاده وموطنه طالت المدة أو قصرت ، فهذه حال الدنيا وحال المسافرين ، أما رحلتنا هذه فليست إلى أمريكا أو أوروبا أو أدغال أفريقيا ، وليست رحلة إلى باريس أو جنيف أو لندن أو إلى باقي بلاد الدنيا .
إنها رحلة تختلف ، لأن السفر فيها طويل ، والزاد فيها قليل ، والبحر فيها عميق فعلى ربان السفينة أن يحكمها ويقدر لهذا السفر قدره .
هل تعلمين ما هذه الرحلة ؟
إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية … رحلة لا رجعة فيها
فقد تبدأ الرحلة هذه الليلة ؟؟ … وقد تكون غدا أو بعد غد … فسبحان من يعلم وحده متى تكون.
قال تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت )
وتبدأ هذه الرحلة عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض روحك وأنت في هذه الحياة الدنيا قد انشغلت وغفلت عن الموت
وسكراته ، وغصصه ، وكرباته ، وشدة نزعه ، حتى قيل : إن الموت أشد من ضرب بالسيوف ، ونشر بالمناشير ، وقرض
بالمقاريض ، لأن ألم الضرب بالسيف أو النشر أو غيرهما إنما يؤلم لتعلقه بالروح فكيف إذا كان المجذوب المنتزع هو الروح
نفسها .
ألا تعلمين أختاه :
أنه ينزل ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ، ينزلون بالبشرى من الله – سبحانه وتعالى – للعبد المؤمن .
فبماذا يبشرونه؟!
قال تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون , نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون )
انهم يبشرونه بروح وريحان ورب كريم غير غضبان .
ثم يجيء ملك الموت – عليه السلام – حتى يجلس عند رأس العبد المؤمن فيقول : أيتها النفس الطيبة (وفي رواية : المطمئنة) اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها .
(وفي رواية : حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء ، وفتحت له أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم) .
فتخيلي فرحتك وسرورك وسعادتك … نسأل الله الكريم من فضله …
وأما العبد الكافر ، وفي رواية : الفاجر تنزل ملائكة من السماء غلاظ شداد ، سود الوجوه ، معهم المسوح من النار ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت فيقول :
أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول ، فتقطع معها العروق والعصب . فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض ، وكل ملك في السماء وتغلق أبواب السماء ، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم ، فيأخذها ، فإذا أخذها ، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح . ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض . (حديث صحيح ، رواه جمع من الأئمة )
أيتها الأخت الفاضلة يا من تتقلبين في نعم الله – عز وجل – آناء الليل وأطراف النهار ..
وماذا بعد ذلك ؟؟
تذكري عندما تحملين على المحملة وتغسّلين وتكفّنين ، ثم تؤخذين إلى المسجد لا لتصلي ولكن ليصلى عليك صلاة لا سجود لها وبعد ذلك تحملين على أكتاف الرجال ويذهب بك .
إلى أين ؟؟؟
إلى بيت الوحدة ، بيت الظلمة ، بيت الوحشة ، بيت الدود ، بيت الغربة .
إلي القبر !!
ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن
إنه أول منازل الآخرة فإما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار .
أختاه : قفي وتأملي رحمك الله :
عن هاني مولى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال :
كان عثمان إذا وقف على قبر بكى يبل لحيته , فقيل له : تذكر الجنة والنار فلا تبكي ، وتبكي من هذا ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "القبر أول منازل الآخرة ، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه ، فما بعده أشد منه " إسناده صحيح رواه الإمام أحمد .
أختي :
هل تخيلت القبر ؟
هل تخيلت عندما توضعين في قبرك لوحدك وترد لك الروح ويأتيك ملكان شديدًا الانتهار ، فينهرانك ، ويجلسانك فيقولان لك : من ربك ؟ ما دينك ؟ وما تقولين في هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ نسأل الله الثبات في ذلك الموقف العظيم .. فإذا كنت من أهل الخير ثبتك الله – سبحانه وتعالى – وفتح لك بابًا إلى الجنة فيأتيك من روحها وطيبها ، ويفسح لك في قبرك مد بصرك .
وإذا كنت خلاف ذلك فرش لك من النار وفتح لك باب إلى النار ، فيأتيك من حرها وسمومها ، ويضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك ، ثم يقيض لك أعمى ، أصم ، أبكم في يده مرزبة ! لو ضرب بها جبل كان ترابًا ، فيضربك ضربة حتى تصيري ترابًا ، ثم يعيدك الله كما كنت ، فيضربك ضربة أخرى فتصيحين صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين (الجن والإنس) ، ثم يفتح لك باب من النار ، وتمهدي من فرش النار ، فتقولين : رب لا تقم الساعة .
هذه حالة أهل البرزخ ، حالة أهل القبور حالة من تتلى عليه آيات الله فيصر مستكبرًا كأن لم يسمعها .
نعوذ بالله من عذاب القبر ، وظلمته ووحشته وغربته
أختاه :
أرأيت كيف تخلى عنك كل شيء في هذه الحياة الدنيا . أين أبوك ؟ أين أمك ؟ أين زوجك ؟ أين أخوك ؟ أين أخيك ؟ أين زميلاتك؟ أين صديقاتك وجليساتك ؟ أين مالك ؟ أين خروجك للأسواق ... إن الأسواق هي أبعض البقاع إلى الله والشيطان ينصب رايته فيها وهي مواطن الفتن... أين الفساتين ؟أين المساحيق ؟ أين السهرات ؟ أين العكوف على الفضائيات ومتابعة الأفلام والمسلسلات ؟ وسماع الأغاني – مزامير الشيطان- أين المجلات ومتابعة الموضة والموديلات ؟ أرأيت الجميع قد تخلى عنك ، وأصبحت رهينة عملك في قبرك ..
قال الله تعالى : ( كل نفس بما كسبت رهينة )
أين الدنيا بأسرها ؟ أين الدنيا وأهلها ؟
يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي فجأة والقبر صندوق العمل
ثم يأتي يوم القيامة ...
قال تعالى : ( ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلى ربهم ينسلون )
يوم القيامة هو يوم الطامة ، يوم الحسرة والندامة ، يوم يشيب من هوله الوليد .
قال تعالى : ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ويوم يقوم الناس لرب العالمين .
أختاه :
هذا اليوم طالما غفلنا عنه في هذه الحياة الدنيا فقليلاً ما نذكره ، وإذا ذكرناه لا ترق لهوله القلوب ، ولا تدمع لطوله وأجله العيون ، جفت الدموع ، وقست القلوب وما ذاك إلا بسبب الغفلة وطول الأمل واستحقار الذنوب...
فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني .
قفي أختاه وتدبري هذه الآيات التي والله إنها لتقرع القلوب قرعًا :
قال تعالى : )إذا الشمس كورت , وإذا النجوم انكدرت , وإذا الجبال سيرت , وإذا العشار عطلت , وإذا الوحوش حشرت , وإذا البحار سجرت , وإذا النفوس زوجت , وإذا الموءودة سئلت , بأي ذنب قتلت , وإذا الصحف نشرت , وإذا السماء كشطت , وإذا الجحيم سعرت , وإذا الجنة أزلفت )
هل تخيلت في ذلك اليوم العصيب ، الشمس فوق الرؤوس قدر ميل ، والناس بحسب ذنوبهم من العرق ؟
عن المقداد – رضي الله عنه _ قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل" قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد : فو الله ما أدري ما يعني بالميل ، أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين ، قال : "فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، منهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا" قال : وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه . رواه مسلم .
أخيه تدبري : نزول الملائكة ، وتطاير الصحف ، والميزان ، وضرب الصراط على متن جهنم والناس حفاة عراة .
سلي نفسك ماذا أعددت لهذا اليوم ؟؟
فتخيلي عندما ينادى على اسمك على رؤوس الخلائق . أين فلانه بنت فلان ؟ وأنت تعلمين أنك المقصودة والمطلوبة ، أنت لا غيرك ، لا اشتباه في الأسماء ، ولا في الأنساب .
قال تعالى : (وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا)
فما شعورك عندما تتخطين الصفوف والملائكة قد أتت بك ؟
ما شعورك وأنت قد أوقفت أمام الجبار ؟ أمام الواحد القهار ، أمام الملك ، أمام رب العالمين ، الذي هو مطلع على كل كبيرة وصغيرة لا تخفى عليه خافية .
قال تعالى :
( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
وما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان .
ماذا تقولين إذا سألك عن عمرك ماذا عملت فيه في هذه الحياة الدنيا ؟
قال تعالى ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون , فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم )
ألم يمتن عليك ويختارك من بين البشر ويجعلك موحدة في قلبك : لا إله إلا الله محمد رسول الله . وقد حرم منها الكثير ، الكثير من البشر ، وكفى والله بها من نعمة ، كفى بالإسلام نعمة وفضلاً ومنة.
نسأل الله – سبحانه وتعالى – الثبات على هذا الدين العظيم .
ألم يخلقك من العدم ؟ وأسبغ عليك سائر النعم ؟ ألم يرزقك نعمة السمع ، والبصر ، والصحة ، والمال ، والأهل والأولاد ، وقد حرم منها الكثير ؟
نعم عظيمة وآلاء جسيمة لا تعد ولا تحصى فلله الحمد في الأولى والآخرة .
يا أختاه : أعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده فما ذا تنتظرين ؟
يا من لا تصلين :
كيف تجرأت على مخالفة أمره ولا تجيبين دعوته وأنت لا تخرجين عن قبضته ولا تستغنين عنه طرفة عين .
أما حذرك وأنذرك ، أما دعاك وأمرك ، أما وهبك الصحة والقوة ، أما أعطاك المال وأغناك ، أما أمهلك وحثك فما بالك لا تجيبين دعوته .
يا من تصلين :
هل تؤدين الصلوات الخمس في وقتها خاشعًا بها قلبك مطمئنة بها جوارحك لأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر (ذلك هو الخسران المبين)
ماذا تقولين لربك إذا سألك عن حجابك ؟ هل أنت ممن يحافظن على حجابهن الشرعي ويتقين الله فيه ولا يبدين زينتهن
إلا ما ظهر منها ؟
أم أنت ممن خالفت وعصت أمر ربها وأطاعت شياطين الجن والإنس وانقادت وراءهم وتسمع كلامهم ، العباءة فوق الكتفين مطرزة ومجملة ، فاتنة جاذبة للأنظار ، النقاب الذي اتسع شيئًا فشيئًا حتى بدت الخدود ، وكحلت العيون ، والبنطال الذي انتشر انتشار النار في الهشيم ، الفساتين المفتوحة الجانبين إلى الفخذين ، غطاء الوجه الشفاف الذي يصف المفاتن ، كثرة الخروج والتردد على الأسواق بسبب وبدون سبب ، الحديث مع الباعة بكلام لين ناعم وابتسامات ساحرة ، الخلوة المحرمة مع السائقين وغيرهم من الرجال الأجانب في الأسواق وغيرها ، الاستهزاء بالدين والصالحين والصالحات ، الغفلة وطول الأمل ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ماذا تقولين لربك ؟ ما إجابتك ؟
إن كتاب أعمالك يشهد عليك أو يشهد لك فأعدي للسؤال جوابًا ...
واعلمي علم اليقين ، أن الذي ينتظرك إما جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ...
أو نار قعرها بعيد ، وحرها شديد أماني أهلها الموت فيها.. أودية من النار لو سيرت فيها جبال الدنيا لذابت من حرها ...
فاختاري لنفسك أي الطريقين تسلكين فريق في الجنة وفريق في السعير .
أبشري أختاه … أبشري … أبشري بهذه البشارة من رب العالمين من أرحم الراحمين .
قال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم , وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لله‘ أشد فرحًا بتوبة عبده" رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه مسلم .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " رواه الترمذي وقال : حديث حسن .
ماذا تنتظرين ؟ ماذا تنتظرين ؟
هل تؤجلين التوبة حتى تبلغي سن الستين أو السبعين فمن الذي يضمن لك أن تبلغي ذلك السن ؟ هبي أنك بلغتي سن الستين أو السبعين هل توفقين للتوبة أو يحال بينك وبينها ؟
لا تقولي غدًا أتوب فقد لا تدركي الغد ، لقد رأيت شمس هذا اليوم فقد لا تشرق عليك شمس غد .
أختاه : احمدي الله – سبحانه وتعالى – أنك لا تزالين تعيشين إلى هذه اللحظة ولست من أهل القبور فكل يوم تعيشينه في هذه الحياة الدنيا هو والله مكسب لك ..
إما أعمال صالحات تقربك إلى الله وإما ذنوب وآثام تتخلصين منها ، فما ظنك أن أصحاب القبور يتمنون ؟؟
فهل يتمنون الرجعة للدنيا لأجل الأموال ، والدور ، والقصور ؟
لا والله إنهم يتمنون الرجعة إلى هذه الحياة الدنيا.. لأجل تسبيحه ، أو تهليله ، أو تكبيرة ، أو سجدة تكتب في صحيفة أحدهم لما رأوا وتيقنوا من الثواب العظيم..
فلا تغتري بصحتك وشبابك ، ومالك ، وحسبك ، وقبيلتك ، ولا تغتري بحلم الله عليك فتداركي رحمك الله ما بقي من عمرك ، فاليوم عمل بلا حساب ، وغدًا حساب بلا عمل.
أختاه : بادري بالتوبة الصادقة النصوح وتخلصي من الذنوب والأثام وأعلمي أن التوبة تجب ما قبلها ، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وأن السيئات تبدل حسنات فابدئي صفحة جديدة بيضاء مشرقة ، وميلادًا جديدًا وحياة سعيدة ، واعلمي أن لك ربًا غفورًا يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، أعانك الله ووفقك ، ويسر أمرك في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما , ومن تاب وعمل صالحًا فإنه يتوب إلى الله متابًا )
الشيخ / ابن جبرين
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️