¨'*•~-.¸¸,.-~*' رحلة مع أطهر البشـــر ¨'*•~-.¸¸,.-~*'
إنها تبتعد في السماء!!
انظري أمي إنها هناك!!
غريب أمرها!!
كيف تطير!!
بسم الله الرحمن الرحيم إنه كابوس أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. تف.. تف.. تف..
ما بك يابنيتي؟
رأيت في منامي حيواناً يطير في وسط السماء؟
هل يمكن أن يحصل ذلك يا أمي؟
حيواناً لا يقوى على الطيران يطير؟
لن أجيبك على سؤالك، لكني سأحدثك بقصة البراق التي حمل رسولنا صلى الله عليه وسلم وأسرى به إلى المسجد الأقصى ثم عرج به الأقصى ثم عرج به إلى السماء...
يا الله حديثيني يا أمي أنا بشوق لسماع حديثك....
فكم هي رائعة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
يقول رب العزة سبحانه: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).
شاء الله الذي لا راد لمشيئته سبحانه القادر الذي لا يعجزه شيء أن يمن على حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام برحلة مباركة طيبة هي الإسراء والمعراج.
الإسراء: فهي رحلة أرضية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس.
أما المعراج:فهي رحلة سماوية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من بيت المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض سبحانه.
وكانت آلة الركوب هي البراق.
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث .
أمي هل الإسراء تمَّ بالروح والجسد، أم بالروح فقط؟
المتفق عليه لدى جمهور العلماء أنه تمَّ بالروح والجسد معاً يقظةً لا مناما ، لأنه لو كان بالروح فقط لما أحدث خلافاً، إذ أننا نسري بأرواحنا كلَّ ليلة عند نومنا معتمدين على أدلَّة كثيرة منها:
إن التسبيح والتعجُّب في قوله تعالى: {سبحان الَّذي أسرى بعبده} إنما يكون في الأمور العظام، ولو كان ذلك مناماً لذكره الله تعالى (كما ذكره عن إبراهيم وولده إسماعيل في قصَّة الذبح المعروفة) إن قوله تعالى: {بعبده} يدلُّ على مجموع الروح والجسد.
إن عملية الإسراء بهذه السرعة ممكنة في نفسها، بدليل أن الرياح كانت تسير بسليمان عليه السَّلام إلى المواضع البعيدة في الأوقات القليلة.
ولماذا رُفع السيِّد المسيح من المسجد الأقصى بالذات؟،
هل يمكن أن تكون هناك قاعدة فضاء سماوية مهيَّأة لرفع الأنبياء جسداً وروحاً في بيت المقدس؟
يأتينا الجواب من قِبَل ربِّ العالمين في قوله سبحانه: {المسجدِ الأقصى الَّذي باركنا حوله} أي أحطناه ببركات الدِّين والدنيا لأنه مهبط الوحي والملائكة، ومحراب الأنبياء ومكان عروجهم إلى عالم السماء.وقد أَطْلَعَ الله تعالى نبيَّه الكريم على أصناف من الناس يواجهون عواقب ما عملوا في الدنيا، ليكون في ذلك موعظة لمن يبلِّغهم الرسالة، فقد أخرج أحمد وأبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لمَّا عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون في وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء ياجبريل؟ قال: هؤلاء الَّذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» (أي يغتابونهم). قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليلة أسري بي مررت بناس تُقْرَض شفاههم بمقارض من نار، كلَّما قُرضت عادت كما كانت. فقلت من هؤلاء ياجبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمَّتك الَّذين يقولون ما لا يفعلون». وأخرج ابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليلة أسري بي رأيت رجلاً يَسْبَحُ في نهر يُلقَم الحجارة فسألت: من هذا؟ فقيل لي: هذا آكل الربا».
ليرى الرسول صلى الله عليه وسلم آيات ربِّه، الَّتي ما شُرِّف برؤيتها أحد من الأولين أو الآخرين، حيث إنَّ المعراج لم يكن إلى مكان بعينه دون سواه، فإنه تعالى لا يحدُّه مكان ولا يقيِّده زمان.
ما الفائدة التي نخرج منها من حادثة الإسراء والمعراج؟
نستنتج من هذه الحادثة العظيمة مقاصد يا بنيتي...
أولاً) مقصد توحيد الله سبحانه
إن من أعظم المقاصد التي تتضمنها حادثة الإسراء والمعراج توحيد الله سبحانه ووصفه بكل صفات الكمال وتنزيهه عن كل نقصان، حتى توجه أنظار الناس عموما وأهل مكة خصوصا
ثانياً) مقصد بيان مستلزمات النبوة الخاتمة
إذ أن الإنسانية ستشرع من الآن فصاعدا على السير وفق الرسالة الخاتمة والشاملة لكل الشرائع السماوية السابقة، والتي صيغت وفق قواعد كلية توافق مجريات وأحوال تغير الزمان والمكان
ثالثاً) مقصد الابتلاء
إن الناظر في تاريخ وأحوال وقوع حادثة الإسراء والمعراج يجدهما وقعتا في مرحلة الجهر بالدعوة الإسلامية، وينقل لنا أصحاب السير حالة النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه من المؤمنين وموقف قريش منهم، فكانت مرحلة محنة وابتلاء وتمحيص للإيمان كقصة آل ياسر المعروفة عند العام والخاص من المسلمين وقصة بلال وغيرهم رضي الله عنهم وفي هذه الظروف الصعبة جاء امتحان آخر للفئة المؤمنة بربها ولمدى تمسكها بأصول عقيدتها
رابعاً) مقصد بيان مصير الإنسان
إن الإنسان بطبعه ميال إلى البحث عما ينفعه ويحقق له مصالحه ولذاته وعن مسألة معرفة مآله أو مصيره بعد الموت شغلت عقله ولهذا جاءت الشرائع السماوية تبين له أن مصيره الموت وبعهدها مرحلة الحياة البرزخية، فالآخرة، أي مصيره إلى الجنة أو النار
خامساً) مقصد التيسير والرفق بالأمة
ويتبين ذلك من الحوار الذي جرى ما بين الرسول الخاتم وموسى عليهما الصلاة والسلام ومسألة التنقيص من الصلوات من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة فحرص نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام على التنقيص من الصلوات دليل على أن الرفق والتيسير صفة تتضمنها كل الشرائع السماوية وأنها من مقاصد الشريعة الخاتمة
سادساً) مقصد تكريم الإنسان
لقد رفعت حادثة الإسراء والمعراج من شأن الإنسان من كونه مخلوقا صغيرا وذا شعور عاجز إلى مقام رفيع ومرتبة عالية، بل أرقى مقام عزيز مكرم على جميع المخلوقات وجاءت حادثة الإسراء والمعراج لتضع دستورا جديدا يتمثل في أن أعلى نسبة وأشرفها هي النسبة إلى الله سبحانه بالعبودية "أسرى بعبده" أو على حدّ تعبير ابن العربي: »لو كان للنبي اسم أشرف منه لسمّاه به في تلك الحالة العلية.
ولكن مما يجب الحذر منه هو عدم الاحتفال بهذه الليلة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر.
وهذه بعض الفتاوي للشيخ أبن باز رحمة الله تنص على بدعة الإحتفال بلبية الإسراء والمعراج
http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...ticl e_id=132
وهذه فتوى أخرى للعلامة ابن عثيمين رحمة الله
http://www.binothaimeen.com/publish/article_229.shtml
16
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
gloos
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة