كلُ سورة تُركّزْ وأنت تتلوها، وتفكر في الآية التالية منها وتتعب، حتى لو لم تخطئ فيها =فأنت لم تحفظها بعدُ أو بمعنى أدق (فهذه بداية الحفظ وليست نهايتَه)
الحفظُ هو أن تجري على لسانك، وتقرأها بطلاقة دون أدنى هَمّ أو تفكير كما تقرأ الفاتحة
هل معنى هذا أنّي أُحبِطُك؟ أبدا، بالعكس
-أنا أُخبرك أن القرآن مشروع عُمر
ليس هدفًا صغيرا تنجزه في يوم أو شهر أو سنة أو عشر ثم تتركه وانت مطمئن على ما انجزتَ منه!
القرآن هو الأصل الذي يبقى معك وتجمع معه غيره من الأهداف
-وتثبيتُ القرآن مراحلُ، وأنت قد أنجزتَ مرحلة مهمة
لكن الغلطَ أن تكتفي بذلك فتجعلها نهاية علاقتك بسورةٍ ما - ولأدلَّك على أن المهارة بالقرآن تأتي خطوة خطوة
-ودخولُ القرآن لصدرك يكون شيئا فشيئا، لا يأتي دفعةً واحدةً
-وأُشجّعك على تعاهُهد القرآن، والمواظبة على الأخذ بأسباب تثبيته
-وأريد أن أقول لك: إن الخطوة الأولى التي يبدأ منها حُسنُ التلاوة وظهور مهاراتك وحلاوة تلاوتك والعَيش مع معاني الآيات: ألّا تكون وأنت تقرأُ في الصلاة تحملُ هم الآية التالية.
فهذا التركيز في محاولة عدم الخطأ في القراءة يأخذ النصيب الأكبر من قلبك أثناء التلاوة.
-كما يجب أن تعلم أنّ تسميعك لسورة ما شيءٌ
وقدرتُك على الصلاة بها مُنفردًا أو إمامًا بطلاقة شيءٌ آخر تماما.. تماما
الصلاة بالقرآن مهارة خاصة
ولا تأتي من أول مرة ولا من عشرة..
ولكن علاقتُك بكتاب الله إلى هذا الحد لم تنته بعدُ بل بدَأَتْ😍
فالعلاقة ليست مقصورة على مجرد المهارة بالتلاوة وإتقان الحفظ... والطلاقة
هذه مجرد خطوة، وتمامُها في أمرين:
-طلب العلم بمعاني الآيات وسبب نزولها وتفسيرها ودلالاتها(وهذا هو التدبُّر)
-و مجاهدة النفس في الاعتبار بها والعمل بها والوقوف على حدودها (وهذا هو التذكُّر)
((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ))
وإتقانُك للصلاة بالقرآن وفهم ما تقرأ و الاعتبار به :هذا مشروع عُمُر ورحلةُ حياة
يحتاج مدوامة ومواظبة وتكرارا وصبرا وعزما واستحضارا لفضل الماهر بالقرآن، والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في ذلك
وبالصبر والتعب و المجاهدة ستجني فرحا ولذةً ونعيما ومُلكا كبيرا
وهذا واللهِ جنّةٌ من أول خطوة فيها وسترى بركاتٍ وفتوحات ومعاني وسعادة وبهجة تقول معها: إذا كان نعيمٌ الجنة هكذا فهو والله شيء عظيم..
أ.حسين عبد الرازق
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الله يجزاك كل خير ان شاءالله