رحله مع بروز الشمس

رحلتنا .... من بزوغ الشمس وحتى الأفول بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قررنا في أحد الأيام القيام برحلة استكشافية على أحدى المواقع الغريبة في المملكة
والتي يتجه نحوها الكثير من الباحثين والعلماء والمكتشفين والهواة ...

هذه المنطقة تسمى بـ ( مقلع طمية ) ومن هنا كان الإعداد لهذه الرحلة الفريدة والاستطلاعية
تم التنسيق والترتيب مع أعضاء المجموعة للذهاب إلى هذه المنطقة وتمت الموافقة وبدأت الرحلة
في يوم الخميس الماضي الموافق 3 / 5 / 1429هـ الموافق لـ 8 / 5 / 2008م

عند الساعة الرابعة فجراً التقينا... وتم التحرك بعد ان صلينا الفجر في الطريق ،،، وبدأت الرحلة وخرجنا من الطائف مع بزوغ شمس يوم الخميس ... وانطلقنا باتجاه طريق الرياض متجهين إلى مخرج بلدة أم الدوم ... ويبعد المخرج عن الطائف 161كم وفي الطريق طاب الكلام وحلا الحديث

بعدها اتجهنا إلى جهة الغرب ووصلنا ام الدوم التي تبعد عن المخرج 44كم . وهناك اتجهنا نحو هدفنا
وهو ( مقلع طمية ) وهو يبعد عن البلدة 42كم ... وصلنا إلى المكان في حوالي الساعة الثامنة وفي الطريق إلى هذا المقلع

على اليمين واليسار تجد المظلات وملاهي الأطفال ... ولما اقتربنا من الحفرة وجدنا مطبات صناعية ممهدة لهذا المقلع ،،، توقفنا ونزلنا من سيارتنا وكان أمامنا سيارة جيب صغيرة ،،، بها شنط رحلات
ودراجات هوائية وكامل التجهيزات للرحلات... ثم مشينا باتجاه الحفرة ... وظهرت لنا تلك الحفرة العميقة الكبيرة المذهلة

حفرة عميقة بعمق حوالي 1300م تقريباً وقطر تلك الحفرة أكثر من 1500م ... وكان منظرها مخيف ونزلنا قليلاً لكي نطل على الحفرة عن قرب ... واذا بنا نشاهد أصحاب ذلك الجيب وإذا هما اثنان من الغرب ... أحدهما أمريكي والآخر كندي ...

وما ان اقتربنا منهم إلا اقبلوا علينا وهم يقولون لنا :" السلام عليكم .... ، كيف الهــال ؟؟ " وقال لهم : " وعليكم " وتكلمنا معهم قليلا أخبرونا أنهم وصلوا منذ حوالي ساعتين وأنهم نزلوا إلى هذه الحفرةالعجيبة وأخبرونا عن طريق النزول من أين ... ثم ولوا راحلين ... وبقينا نتأمل ونصور ...

طريق النزول يبدو أنه يحتاج لحوالي ساعة ونصف إلى ساعتين ... وفي الأسفل كما يظهر لكم دائرة بيضاء يقال أنها أملاح ... ويوجد بالقرب من هذه الحفرة في الأعلى في أحدى الجهات مجموعة من نخيل الدوم ،،،
وفي الأسفل يوجد أيضاً شيء من النباتات الخضراء ... في الطريق وبالقرب من الحفرة توجد صخور بركانية وحرات مما يجعل تلك الحفرة وكأنها فوهة بركان ـ وهذا غير مستبعد ـ ويقال عنها أنها ربما تكون آثار نيزك سقط على تلك المنطقة ....

بقينا حوالي الساعة ثم اتجهنا إلى أحدى المظلات الملقاة على عاتق تلك الحفرة وتناولنا قهوة الصباحة ... واستمتعنا بجمال الجو أمام هذه الحفرة العملاقة ... وبقينا إلى حوالي التاسعة والنصف ،،، ثم بدأت الشمس في لهيبها فقررنا الذهاب ...

بعد أن رسمنا لنا خطة سيرة استطلاعية لبعض المناطق التي لم نعرفها من قبل ...

فتوجهنا إلى بلدة ( الخرمة ) وهي تبعد عن طريق الرياض السريع حوالي 80 كم . وصلنا هناك حوالي الساعة 11ص وأخذنا جولة في هذي البلدة وهي بلدة جميلة وكبيرة نسبياً وفيها مزارع نخل عديدة واستغربنا وجود مدينة حجاج فيها ...

سالنا هناك عن بلدة ( رنية ) ومشينا باتجاه تلك البلدة .... وهي تبعد عن الخرمة 136كم ، تحركنا من الخرمة بعد أن تزودنا بما اشتهينا من طعام وشراب ، وبدأنا المسير وصلنا إليها حوالي الساعة 12 الظهر ، وتفاجأنا فقد وجدناها مدينة كبيرة وعامرة بالسكان والحركة والنشاط

ومن أهم ما يميزها أن الشاعر ناصر الفراعنة السبيعي منها ، ووجدنا اللافتات التي تدعو للتصويت له في برنامج شاعر المليون ...
وكذلك مما يميزها مآذنها الطويلة والجميلة ، وكذلك بها قاعدة عسكرية ، وفيها مقالع للصخور والجرانيت ... وبها الشوارع الجميلة والاهتمام والعناية وهي تبعد عن مدينة بيشة 153كم .

... أذن لصلاة الظهر ، فتوجهنا لأحد المساجد والذي بناه الشيخ محمد بن خميس ... وكان المسجد غاية في الجمال والعناية والاهتمام ....
صلينا صلاة الظهر والعصر قصراً ... وخرجنا من المسجد وسألنا عن طريق يربط بين ( رنية ـ تربة ) فوجدنا الطريق لازال في طول التجهيز وبقي منه 40 كم ترابي... وعلى رأي المثل ...( طريق تدله ولا طريق تجهله ) ... ورجعنا من طريقنا باتجاه الخرمة ... وصلنا الخرمة حوالي الثانية ظهراً تغدينا هناك ... وبعدها اتجهنا إلى تربة وهي تبعد عن الخرمة 60كم ...

و من الخرمة إلى تربة ومزارع النخيل على طول الطريق ممتدة وصلنا إلى تربة حوالي الساعة الرابعة عصرا... ورأينا تلك المدينة الجميلة والمرتبة والهادئة بها مزارع النخيل المنتشرة والحدائق والأسواق والشوارع المرتبة ...

وبقينا بها فترة من الوقت ثم اتجهنا إلى طريق يربط بين تربة والطائف مباشرة يوصلك في طريق الرياض مباشرة بالقرب من الطائف قريب جداً من سوق عكاظ التاريخي ...

وما أن استقرينا على طريق الرياض في العودة وإذا بنا نمر من نفس المكان الذي مررنا به والشمس مشرقة بازغة في الصباح ، ولكنها كانت في طريقها للأفول والغروب .. وما دخلنا الطائف إلا والمؤذن يؤذن لصلاة المغرب ....

كانت رحلة مميزة اكتشفنا فيها الكثير من المدن والهجر ... وكذلك تعرفنا على ( مقلع طمية ) الغريب ...

وامتدت من طلوع الشمس حتى غروبها

والحمد لله أولاً وآخراً
:27::27::27::27:
والسلام عليكم ....