رحمك الله يا جدي

هيجتي الاحزان واثرت الاشجان اختي بنت عتيبه الموحده بمقالك عن جدك فآثرت ان اكتب موضوعا مستقلا عن جدي رجاء ان يحظى بدعوات من يقرأون الموضوع

رحم الله جدك وجدي وموتى المسلمين

نشأ على قيام الليل وذكر هادم اللذات منذ شبابه على الرغم من حياة البداوه والجهل التي نشأ عليها

من تفتحت عيناي وانا ارى جدي يهرع الى الصلاة مجرد سماعه لنداء الحق

تولى الاذان في مسجد الحي فكان اول الداخلين وآخر الخارجين

حفرت خطواته الطاهره جادة اراها اليوم كلما مررت بمسجده

اللهم اجعلها شاهدة له لا شاهدة عليه

كلما سمعت الاذان تذكرت جدي وتذكرت مكروبا ينتظر الفرج

نهاره يبدأ الساعه الثالثه فجرا

دعاء ورجاء يسمعه جميع من بالبيت

كثير الذكر للموت ليس خوفا من الموت ولكن خوفا مما بعد الموت

رقيق القلب واصل الرحم قريب الدمعه سخي اليد

خضع لعملية فتح لصدره الطاهر وتغيير للشرايين وكان يوم جمعه

لما صحى من البنج نهض وفصل الاجهزة المتصله بجسده وشرع في الوضوء ليصلي الجمعه

دخل الطاقم الطبي وهو واضع قدمه في المغسله في آخر مرحلة من الوضوء

من سيجرؤ على النهوض وصدره مفتوح إنها الهمه والحرص على الصلاء

بعد هذه الحادثه بسنوات اصيب جدي بجلطه في المخ خلفت شللا نصفيا وفقدان جزئي للذاكره

بقي في غيبوبة لمدة اسبوعين كان خلالها يقرأ القرآن ويسبح الله ويستغفر

بعد ذلك خرج من المستشفى واصبح اسير السرير قرابة التسع سنوات

كان فيها مثالا للصبر رغم انه لا يعي ما حوله

عندما يشتد به البلاء كان يصرخ بلا إله الا الله

وكان رحمه الله يشعر بدخول رمضان ودخول عشر ذي الحجه بدون ان يخبره احد

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مات فقام عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) إي جعلهم شفعاء فقبل شفاعتهم به أو فقبل شفاعتهم له

و كان للإمام أحمد - رحمه الله - عبارة مشهورة يقول بيننا وبينهم الجنائز

توفي جدي فكان يوم وفاته يوما مشهودا

شهد جنازته القريب والبعيد , من نعرف ومن لا نعرف

صلى عليه ثمان جماعات وامتلأت المقبره حتى ضاقت

رحمك الله يا جدي ما اذن مؤذن وكبر

رحمك الله يا جدي بعدد من صلى ونحر

رحمك الله يا جدي بعدد من سبح واستغفر

رحمك الله ورحم موتى المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والموات


كتبت هذه الكلمات على عجل وانا اغالب دمعي فسامحوني على الخلل والتقصير