رحمك الله يا سلطان الخير

الملتقى العام

لنا لقاء

رحمك الله يا سلطان

عبدالرحمن الهزاع
سحابة حزن وألم ألقت بظلالها على المملكة بوفاة فقيدها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – امتد ظلال هذه السحابة ليشمل العالمين العربي والإسلامي . عندما ننعى الأمير سلطان فإننا ننعى رمزاً من رموز هذه البلاد كرس حياته وجهده في خدمة الدين والمليك والوطن . رمز يشهد له التاريخ بإنجازات في كل الاتجاهات ستبقى موئلاً يستنير وينتفع به الكثيرون .
سأجانب الحقيقة وأغالط نفسي لو اعتقدت أنني أستطيع الحديث عن كل ما له صلة بسلطان رحمه الله . إنجازات في كل الاتجاهات ، ومآثر لا تبرى ولا تتغير . سكن القلوب بعطاءاته وإنجازاته .. مؤسسات إنسانية ، منشآت تعليمية ، مجمعات طبية ، جمعيات خيرية، وغيرها كثير . الجميع نهل من عطاء سلطان ، والجميع رفع يديه داعياً لسموه بالمغفرة والجزاء الحسن لقاء ما قدم .
كما سبق وأن ذكرت في مقال سابق ، فإنني شرفت بمرافقة سلطان في زيارات كثيرة داخلية وخارجية ولقد رأيت بعيني وسمعت بأذني ما يعجز المرء عن وصفه . الكل يهب للقاء سلطان ، والكل يقدر مكانته وما يتمتع به من فكر متوقد وحضور سياسي كبير . رأيته مع بوش ومع شيراك ومع تاتشر وغيرهم من القادة . رأيت كيف يحتفون بسموه وينزلونه منزلة تليق بقائد وسياسي لديه الكثير ليقول والأكثر ليفعل . ألقى كلمته في الأمم المتحدة ورأيت الحضور كبيرا ، والإصغاء لما يقول مميزا ، والتصفيق له قويا مدويا رددت صداه أروقة القاعة على اتساعها. رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية في الدول الأجنبية التي زارها سلطان كانوا حريصين على لقاء سموه والاستماع لما يقول ويطرح من أفكار ورؤى تحيط بالقضايا العربية والعالمية .
مناطق عديدة في المملكة ازدانت بزيارات الفقيد سلطان . وردد المواطنون والمنشدون «مرحبا بالأمير الإنسان» . في
زيارات سموه لعسير وتبوك وحائل والقصيم وغيرها من المناطق رأيت مهابة القائد وبساطة الإنسان . افتتاحات وتفقدات وسلام على العلماء والمشايخ في منازلهم وغير ذلك كثير. سلطان لا يرد دعوة الداعي ولو على حساب وقته وراحته ... هكذا يفعل الإنسان .
بعيداً عن المهام السياسية والعسكرية التي كان يؤديها رحمه الله . كانت هموم المواطن واحتياجاته لا تغيب عن مخيلته وتفكيره .. يلبي احتياج كل طالب ، ويأمر بعلاج كل محتاج ، وتمتد أياديه لتشمل من يحتاج للعون والمساعدة ولو كان خارج الحدود .
قادة العالم وساستها يرون في سموه السياسي المحنك الخبير بالقضايا العربية والدولية ويرجعون إلى رأيه في الكثير من القضايا التي تشهدها الساحة . كان حريصاً على لقاء كافة الأطراف والتوفيق بين المتخالفين ، ولم الشمل ، ووحدة الصف العربي والإسلامي .
في لقاءاته وحواراته مع رؤساء التحرير والإعلاميين جميعاً كان يصغي ويجيب . بكل عفوية ولا يرد من يرغب في السؤال أو المزيد من المعلومات . والإجابات دائماً تأتي لتكشف عن رجل خبر السياسة والشؤون المحلية والعالمية وتلقى كل أثر في الداخل والخارج .
سنذرف الدمع عليك سخياً ، وسندعو لك بالمغفرة والرحمة يا سلطان الخير وسنظل نسطر بمداد من ذهب ما قدمته لدينك ومليكك وشعبك ... رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته إنه على كل شيء قدير . منقوول من جريدة الرياض
0
336

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️