*
انطلقت قاطرة العمر
تجر ورائها عربة السنين التي انتظمت على جيد الحلم
ومع ارتقائي سلم الأيام بدأت تباشير إدارة الحياة تلوح في الأفق
فاخترت امتطاء صهوة الرحيل
*
** رحيـــــــــــــــــــــــــل **
*
عن شيئ لا أعرفه !!!
أو بالأصح ... أتجاهله
قد يكون واقعي الذي ترفضه نفسي
أو ...... قد تكون نفسي التي ... يرفضها الواقع
ظننتُ بأن الرحيل سيوقفني على محطة تخلو من أرصفة الألم والذكرى المتعبة
ولكن هيهات ...
فكل رحلة ظننها ستمر على كآبتي كممحاة ...
مرت كسكين رديئة
تعود بي محملةً بدفاتر ٍ نازفةَ الصفحات
أقرأ فيها جراحاً لا تصمد أمامها كل ضمادات السفر
فأستسلم لاستراحة المحارب...
أنسكب فيها بين مداراة جرح قديم وترقبٌ لجديد قد يأتي
وما أن تتلبد سمائي بطيف ٍ من غيوم
حتى أحزم حقائبي من جديد متناسية عذابات آخر رحلة
*
وهكذا تقاذفتني أمواج الرحيل الثائرة
وما بين مد ٍ وجزر ... ضاع أجمل العمر
صدقاً .. لم أنتبه لضياعه ولا لمقدار خسارتي بسبب رحلاتي الهاربة
حتى جاء يوم ٌ لا يُنْسى ..
فقد هاتفني الرحيل من جديد
ولكنه كان مختلفا ً ...
*
فقد تركت كل صباحاتي الوضيئة
هربا ً من ذكرى لن أحتمل استنشاق غبارها
كانت الرحلة مليئة بالشجن
ولكن الوقت قد فات على التراجع
ولابد من مواصلة الطريق
يحدوني الأمل بمحطةٍ وعدتني أن تنسيني الألم
وقد كان لي ذلك ...
نسيت الألم ...... والسعادة
والضيق ........ والبهجة
والذكرى ........ والذاكرة
جف شعوري المتدفق
وفقدت الإحساس بروعة الأشياء
*
ومر عـــــــــــــــام
لا أعرف إلى الآن أين موقعه الإعرابي في قواعد عمري
هل هو فاعل أنساني الألم ؟؟ .... أم مفعول به قتلته بالندم ؟؟
جر إلي السكون القاتل ... وجررته بتبلد الحس
منعني من صرف السعادة ... وصرفته في مصرف التجربة
حتى انتهى بكل ما فيه وكل ما عليه
ومع بزوغ شمس أخيه ...
لم أشعر إلا بخطواتي تستقل درب الرحيل من جديد
لأعود من حيث أتيت ..
حيث استقبلتني ذكريــــــــــــات باتساع المدى
هي ذاتها
لم ينقصها إلا بعض ذاتها !!
فأدركت أن ..
!!! هناك أشياء ثمينة قد تسقط من حقائبنا أثناء تنقلنا بين محطات الرحيل !!!
*
*
*
أخذتني حروفك إلى بحار لا سواحل لها..
فما كان مني إلا الرحيل....
تقبلي مروري/فرح....