رحيل الى السماء ....بشرى من السماء ....شكرا لرب السماء ..(حكايتي الجزء الاول )

الملتقى العام

هذا الجزء الاول من احداث قصتي ...ستتضمن الاجزاء القادمه رؤيا غريبه وتفسيري لها وكيف صدقت ومفاجاة عجيبه ستجعلكم تكبرون الله كما فعلت الطبيبه فتابعوا احداثها معي ....ستحزنون معي ثم سوف تتفاجئون ثم ستفرحون كما فرحت ولله الحمد والمنه ....
كان أول زينة الدنيا من البنون يفرح بها قلبي فكان أول حملي وأول اولادي رغم ما عنيته من مصاعب ولادته إلا انني نسيت كل ذلك عندما رأيته وضممته إلى صدري ...لم تدم فرحتي كثيرا فلقد صدمة بخبر إصابته بضمور بالمخ لن يجعله طفلا عادي ...بالنسبه لي كان ذلك مؤلم ولكنه لم ينقص من حبي له وحرصي عليه شيء بل زااد وزاد ...تعلقت كل جوارحي به واصبح رفيقي في كل زمان ومكان ..كنا نمكث سويا في المستشفيات أسابيع وشهور احمله بين يدي وارقبه بنظراتي المشفقه عليه مما يفعل به على ايدي الممرضات او المتمرضات ...يتمزق قلبي عندما اسمع صيحات الالم بالكاد تخرج من حلقه الصغير ..كان يملك جمالا لم اراه في طفلا غيره ...وكانت لديه برائة اطفال تجعله يمتلك كل القلوب التي تنظر اليه فكان محبوبا لدى الجميع ..

عشر سنوات من الحب امتزجت بعشر سنوات من المعاناة التي كنت أجدها مهما بلغت أهون بكثير من أن أفقده ..كنت انهار خلف باب غرفة العناية المركزة وانا اختلس النظر الى الداخل لأشاهد الدم ينزف من رئته الضعيفة وعيناه ترمقان الاطباء ان رفقا بي ..ادخلوا امي تمسك بيدي لأشعر بالامان ...كم تمنيت الموت مرارا وهم يسلموني حاجاته الخاصه ويطلبون مني العودة الى البيت وانتظار إتصالهم لإستلام جسده المنهك ...أعود للبيت مجبره أعود بجسدي تاركة قلبي وعقلي قابعان هناك ...اعود لأدعو الله واتوسل إليه ان يتركه لي كما هو ..أعلم في قرارة نفسي أن الخيرة فيما اختاره الله ولكن هي مشاعر الامومة تطغى فلا تعرف سوى الرحمه والشفقه والحب ...عشر سنوات يتكرر هذه المشاهد كل حينا وحينا وذلك عندما يصاب بإلتهاب في الرئه او تشنجات معضله ...لم يكن يتحرك فيه سوى رأسه الذي يديره يمنة ويسره حينما يشعر بدخول احد لغرفته ...عشر سنوات كان الله اللرحمن الرحيم يمن فيها علي وعليه ويعيده لي بعد غياب ليطمئن فؤادي وتقر عيني برؤيته ...رزقت بعده بأطفال ولكن كان هو مختلف بالنسبة لي فقد خالط قلبي وعقلي وروحي ..

شائت قدرة الله أن اضطر للسفر مع زوجي خارج البلاد من أجل الدراسه فتركته عند أمي وماكنت سأتركه واسافر لولا ان زوجي اكد لي عودتنا خلال شهران من سفرنا فذهبت في مرضاته وتركت الغالي عند أمي فهي تحبه أكثر مني وتحرص عليه أشد الحرص لا حرمني ربي منها ...سافرت وانا لا اعلم مالذي تخفيه لي الاقدار ...نعم لقد سافر هو ايضا ..لقد زاره ملك الموت ليلا وهو في فراشه وفي غرفته فأخذ روحه بكل يسر وسهوله وحلق بها بعيدا حتى لامست عنان السماء وصعدت الى حيث الراحه فلا اطباء ولا إبر ولا ادوية ولا عناء دنيا دنيه ...حدث ذلك بعد مرور مايقارب الشهران على سفري ..وصل الخبر لزوجي فلم يشاء إخباري قبل العودة للسعوديه إلا انني سمعته يتقبل العزاء من شخص عبر الهاتف فعلمت أن احدهم قد رحل نظرت لعيني زوجي وسئلته وانا لا اريد ذلك ولكن لابد منه ...من رحل من اهلنا ؟ قل كلهم الا هو لا تقل انه مات في غيابي ..اطرق زوجي وحاول تجنب الاجابه وكأنه لم يسمعني ولكن قلبي كان يقول انه هو ..فلقد رأيت في المنام قبلها بيومين سحابة تمطر على بيت أهلي فقط ...نعم انه هو جعله الله شافعا لك هكذا قالها زوجي ...فتحولت ماليزيا بأكملها الى كهف مظلم موحش ..تمنيت ان يخلق الله لي في هذه اللحظات جناحين اطير بهما الى بيت اهلي فأضمه إلى صدري الضمة الاخيره وأقبل جبينه وقدميه ..طلبت منهم ان لا يلمسه احد فأنا فقط من يغسله ويكفنه انا فقط من يغطيه برفق كي لا يتألم ..اريد ان اعتذر له عن بعدي عنه ...عشر سنوات معا ثم يموت وانا عنه بعيده ..لله الامر من قبل ومن بعد (والله ماكانت الا رحمة من الله بي )...اتصلنا بالخطوط للحجز ولكن لا أمل لنا بالعودة قبل عشرة ايام ...كان قبل رمضان بقليل وكانت ايام إجازه ومن الطبيعي ان لا نجد حجز في هذا الوقت ...كيف لي أن اصبر عشرة ايام كيف لي ان لا أراه قبل ان يدفن..زاد ألمي وزادت احزاني ...عرضت على زوجي السفر الغير مباشر المهم ان اذهب ولكنه رفض لأأن ذلك صعب على اطفالي وقد ينهكهم الامر كثيرا …(كان يعلم ان كل شيء قد انتهى وان قلبي قد دفن تحت الارض فلقد تعمد أهلي إنهاء الامر قبل عودتي رحمة بقلبي ) لم يكن يشاء اخباري كي لا افقد الامل برؤيته ولو كان ميت وحتى لايزداد الامر سواء ..غربه واطفال وحزن ..

عدت ولكن كان كل شيء قد رحل حتى سريره وملابسه ...لقد اخفوا كل شيء الا الدموع التي لم تتمكن اقوى السدود من منعها فقد انهمرت من العيون التي اجتمعت للسلام علي ..صرخت في وجوهم لماذا لم تنتظروني حتى اعود واضمه الى صدري هذا ما اريده فقط ...بكاء الجميع بكاء اعتذار وحزن ورحمه ..وايقنت تماما أن ماحدث ماكان الا رحمة من الله بي وبقلبي الضعيف فقد علم ربي عظيم تعلقي به ولكن كان لابد ان يرحل رحمة به هو ايضا فهون علي ذلك بأن ابتعد ليرحل بسلام .


62
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

anan1919
anan1919
لا اله الا الله
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
قصصة مؤثرة جدا اختي اسأل الله لك فرجا وراحة بعد عناء وتعب ومن قال آمين
غِنـــى ..~
غِنـــى ..~
،


يااااااااااه ياخلوود
استقبلنا بداية قصتك بالدمووع
اللهم اجعله شااافعاً لكم
واجعله سبب لدخولكم الفردوس الأعلى
الله يعظم اجرك
ويعلى مكانتك
على ماقدمتي له


متابعين ..
صيدلانية سنفورة
لا اله الا الله اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم قصصة مؤثرة جدا اختي اسأل الله لك فرجا وراحة بعد عناء وتعب ومن قال آمين
لا اله الا الله اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم قصصة مؤثرة جدا اختي اسأل الله لك...
اللهم آميــــــــــــــــــــن


خلود .. صافحتني كلماتك كأول ما دخلت إلى المنتدى فدخلت
.. لا أصعب من ان تنعي الأم فلذة كبدها .. وتتحدث عن فراقه
لكنك كنت هنا رائعة في صياغة الألم والأمل .. جعلتينا نحب تلك الروح الصغيرة
ونحن لم نرها ..
أسأل الله أن يجمعك به في الجنة وأن يعوضك بأبنائك خيـــــــــــــرا
سبحان الله .. فوالله إن رحمته أوسع من رحمة الأم بابنها !!
اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
بوتيك جلنار السيالي
كلماتك احاسيسك حاكة مشاعر الامومة دواخلنا

اسال الله لك الخير والاجر
نبراس الحياه2013
": الدموع : ليست قطرات،،، 
بل كلمات سقطت لانها لم تجد من 
يفهم معناها " قصه حزينه