بعد أن نشرت إحدى الصحف كاريكاتيرا عن مقابلة أجرتها قناة المجد في برنامجها ساعة حوار والذي يقدمه الدكتور / فهد بن عبدالعزيز السنيدي مع كاتب الإنترنت حسن مفتي والمشهور عبر المنتديات باسم الخفاش الأسود , جاء الرد من الكاتب على من سماه بحرامي الشخابيط !
توبة الحرامي علي بابا !
أي تطابقٍ في سيرة هذا الحرامي، لا تعني بالضرورة تطابقها مع سير لصوص وشطار القرن الواحد والعشرين وذلك لفرط الغباء !
جاء في كتاب : حرامية بلا مستقبل، للأستاذ أحمد الخميس، وهو بالمناسبة لا يمت بصلة قرابةٍ للأستاذ عبد الله الجمعة صاحب كتاب : عظماء بلا مدارس ما نصه : حملته أمه وهناً على وهن، وحينما انتفخ مضغةً داخل ظلام الرحم استطاع قطع مجرى الطعام - بطريقةٍ ما - عن شقيقه التوأم أيمن، محيلاً نصيبه - كاملاً - من الطعام عبر حبله السري إلى جوفه مباشرةً، فكان أن نفق أيمن في بطن أمه وولد علي بابا، حرامي الكاريكاتوريات الدولي المشهور !
اعتاد قطع الطريق منذ نعومة أطفاله، حيث اشتهر بتجريد أطفال الروضة من حفاظهم طراز بامبرز نتيجةً لقلة ذات اليد وشدة الفاقة، والفقر ليس عيباً، لكن السرقة حرام وتدل على قلة الدين وانعدام التربية والأدب، كما طالت يده الطويلة كل شيءٍ تقريباً، حلويات، أقلام الرصاص، كراسات، برايات، مساحات، طبشور، باختصارٍ شديدٍ كان كالإعصار لا يبقي ولا يذر، وإن شئت فقل كان كالملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها !
ملوك الحرامية طبعاً .
ولما بلغ أشده واستوى ارتاد مسجد القرية لا ليشهد الصلاة جماعةً ويظفر بسبعٍ وعشرين درجة وهو رجل مصلٍ ولا شك، بل ليسرق أحذية المصلين أثناء سجودهم بين يدي ربهم ومولاهم تعالى وتقدس سبحانه، أوقعه حظه العاثر يوماً في جزمة وجيهٍ من الوجهاء، فكان أن اعتقل وأوقف في دار الملاحظة بتهمة السطو على جزم وجهاء المجتمع .
خرج الحرامي – علي - من السجن إلى فضاء الدنيا الرحب، وسرعان ما امتطى طائرةً من طائرات الخطوط السعودية تجاه مدينة جدة، وهناك مو في جدة، بل فوق هام السحاب دخل إلى دورة مياه الطائرة لحاجةٍ في نفس الحرامي، فقرأ عبارة الخطوط السعودية الشهيرة، هل لنا أن نقترح عليك ترك المكان خلفك نظيفاً، إكراما لعيون لمسافر الذي سيخلفك ؟!
تبسم ضاحكاً من قولها – أي الشركة – وقال : ولو، من عيوني، مد يده إلى علبة المناديل وأفرغها من محتواها، ثم إلى الصابون الجديد والمستعمل، فزجاجة عطر التواليت، فتح دولاباً آخر وأفرغ منه جميع الفوط الصحية النسائية، اقتلع المرآة وآلة كشف الدخان وخرج من الحمام والطائرة إلى المطار .
زار مكتبةً صغيرةً في المطار تبيع على المسافرين صوراً ومجلاتٍ ورسوماتٍ فنيةٍ، ابتاع شيئاً منها عن طريق السرقة بطبيعة الحال، وتوجه إلى إحدى صحف الوطن المغمورة، عرض على سكرتير التحرير تلك الرسومات المسروقة، فقبله على الفور رساماً في الصحيفة برتبة ميني حرامي !
باعتباره مجرد حرامي من الدرجة العاشرة تحت الصفر، لا يمتلك من مقومات الحياة غير السرقة والسطو على أحذية المصلين وأفكار الآخرين، مارس دوره القديم مستعيناً هذه المرة بالشبكة العنكبوتية، فقام بالسطو على مئات الرسومات الكاريكاتورية الغربية وترجمتها بمساعدة مكاتب الترجمة غير المعتمدة، وكانت فضيحةً بمدينة جلاجل !
أقصد فضيحةً مجلجلةً .
حيث اسُتنطق الحرامي في صدر الصحيفة على يد الإدارة والقراء وأصحاب الرسومات المنهوبة عن صحة الواقعة السوداء، ليجيبهم صاحبنا علي بابا ببجاحةٍ يحسد عليها، ووقاحة يغبن عليها، ما قمت به يا معاشر السادة يعد في أعراف الحونشية وقطاع الطرق اقتباساً أكاديمياً مقبولاً للفكرة، وتجريداً لملابس المضمون، واختلاساً لجيوب المعاني، وتدليساً عن المناط، وبذلاً للجهد في استفراغ الخزائن ! يعني سرقة دون إكراهٍ !
وكان العذر أشد قبحاً من الذنب، إذ ثارت ثائرة لصوص الدنيا من فرط الوقاحة في الجواب، والغباء في التبرير، فكتب إليه الوجيه النيويوركي كابوني - حفيد آل كابون الشهير، جد المافيا الروحي - ما نصه : أخي الحرامي علي بابا رسام الشخاميط المسروقة على قارعة الصحف، هل عقمت تلافيف مخك أن تتقيأ علينا إبداعاً محلياً من صميم تراث وطنك الضارب بجذوره الطيبة في أعماق التاريخ ؟
فامتدت يدك القصيرة المشوهة إلى تصاميم رفاق المهنة الأجانب بالسطو والسرقة يا حراميّ العالم الثالث ؟
وقادتك خطاك المنحرفة على قدميك الحافيتين المصابتين بأثاليل عاقرةٍ لكل ما يمت بصلة نسبٍ إلى بوابة الإبداع الإنساني، فاخترت التشبع بإبداعات أسيادك نحن الغربيين ؟ والمتشبع بما لم يعطى يا حرامي الكاريكاتوريات كلابس ثوبي زورٍ .
هلا استوحيت من أساتذة فن الشخمطة الحرة على جدران مدينتك وأرصفة شوارعك بل وحتى دورات المياه - يا خريج السجون - أفكاراً جديدةً لصحيفتك الرائدة في استقطاب اللصوص والمرضى ؟ هلا سطوت على شخاميط الجدران ودورات المياه مع الحذر الشديد من السطو على توقيعاتهم التي ذيلت تلك الشخاميط، من قبيل سر الليل، وهجولة، والإرهابي، وعاشق الذباب، وأبو قمري، وفصفص، وبوبو الشمال .................. وحرامي ............ يا حرامي ؟
لا أشك أو أتردد طرفة عينٍ في أن السرقة تجري في دمك الملوث ببلازما قطاع الطرق، وهيموجلوبين الحرامية، وكريات الدم البيضاء وارد مافيا الأجداد بصقلية، غير أن أخبث أنواع السرقات يا حرامي الجرائد هي أن تسرق إبداع غيرك الفكري أو الفني ثم لا تحر جواباً غير قولك اقتباساً من الغير ؟! وهي سياسة ليست متبعة لدينا نحن زعماء المافيا، إذ لو كنت في نيويورك هنا لقمت بتحطيم أناملك وإلقاء جثتك من فوق جسر بروكلين إلى قعر المياه لفرط غباءك في الجواب يا ثور!
أنت عالة على اللصوص، أنت شؤم على جميع الحرامية، أنت أنت أنت ........ ولم يستطع الوجيه كابوني إكمال رسالته، إذ أصيب بنوبةٍ قلبيةٍ حادةٍ نقلته إلى العالم الآخر .
ألقت به صرير الخربشات المسروقة على قارعة البطالة من جديدٍ، فشرع في ارتياد المساجد ثانيةً واستطاع تكوين ثروةٍ لا بأس بها من بيع أحذية المصلين المسروقة قبل أن يلقى عليه القبض ثانيةً، وهذه المرة بتهمة السطو على زنوبة عاملٍ آسيوي، حكم عليه الشيخ هذه المرة بالجلد رمياً بالزنانيب، والسجن لعامٍ كاملٍ في محلات الإسكافي المشهورة، لا لأصل السرقة، بل لسوء اختيار الهدف !
وهناك في تلك الزنزانة المظلمة لم يجد ما يسرقه ولا من يسرقه من النزلاء، فاضطر إلى سرقة نفسه عياذاً بالله !
خرج من سجنه ناقصاً بسبب عملية السرقة تلك، ثم قرر أن يشهر توبته على الملأ فكانت أولى وآخر إبداعاته، رسمة يتيمة – لا بأس بها - لخفاشٍ ملتحٍ أجريت معه مقابلة في إحدى القنوات الفضائية، ولم يرسم غيرها إذ توفاه الله جل وعلا بجنون البقر عن عمرٍ يناهز الثلاثين، أفناها – رحمه الله - في السرقة والسطو .
رحمه الله رحمةً واسعةً، وغفر الله له، كان من أكثر الحرامية ارتياداً للمساجد !
ملحوظة : اكتشف أحد الباحثين مؤخراً، أن حزمة الأوراق التي استخدمها الفنان علي بابا كمسودة لرسمة الخفاش اليتيمة تلك، سرقت قبل عشرة أيامٍ من محلات كل شيءٍ بريالين ! مما يلقي بظلالٍ من الشك عن نسبة الكاريكاتور لأنامل الحرامي علي بابا !
ولمشاهدة الكاريكاتير المقصود اضغطي هنا ..
أديــــبـــة @adyb_3
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أنفاس
•
وش ذا الكلام
برادشاي
•
مهما يكن الرسام فجزاءه عند ربه وكان المفترض على كاتب المقال أن يترفع بمستوى مقاله هذا فأنا أشعر أنه ليس بينهما فرق
يبدو أن البعض ظن أنني معجبة برده , أو معه في ماكتب في مقاله !
أنا مجرد ناقلة فقط دون أن أبدي رأيي فيما كتب ...
أشكر لكم المرور ...
أنا مجرد ناقلة فقط دون أن أبدي رأيي فيما كتب ...
أشكر لكم المرور ...
الصفحة الأخيرة