رد افتراءات المنصرين بأن الإسلام دين عنف وإرهاب
هل الاسلام دين عنف حقا؟!
لنقارن بين ما فعله الأعداء بالمسلمين في الأندلس بعد سقوط غرناطة، وانتهاء الحكم الاسلامي الذي استمر لثمانية قرون تقريباً حيث أُجبر كثير من المسلمين على اعتناق النصرانية، وأقيمت محاكم التفتيش التي استمرت لسنوات طويلة تمارس أبشع ألوان تعذيب المسلمين، وما قرأت في حياتي قط أفظع ولا أقسى من صنوف التنكيل والتعذيب التي تعرض لها المسلمون في تلك المحاكم التي كانت تصادر الأرض، وتنتهك العرض، وتسفك الدم على مجرد الهوية الاسلامية، ولقد انتابتني حالات عنيفة من التقزز والاشمئزاز والتعصب وأنا أقرأ عن تلك المحاكم البشعة، وأخذت أقارن بين ما فعله هؤلاء وبين ما فعله أسلافنا الفاتحون لتلك البلاد حيث لم يجبروا أهل الاندلس على تغيير ديانتهم أو اسمائهم، بل اعتنق كثير منهم الاسلام طواعية لما رأوا من سماحته وعاش النصارى واليهود في أمن وأمان تحت كنف الحكم الاسلامي الطويل.
وبالاضافة الى محاكم التفتيش التي ستظل وصمة عار في جبين الغرب فإن هذا الغرب الذي يدعي التحضر ارتكب الكثير من المجازر البشعة في أنحاء مختلفة من العالم ومنها مجازره ضد السكان الاصليين في استراليا وضد الهنود الحمر في أمريكا.
إن ديننا الحنيف يا أصحاب تلك الادعاءات الباطلة، والافتراءات الظالمة دين سلام ومحبة، دين يؤثر السلام على الحرب والعنف الا اذا كانت الحرب لحماية الارض والعرض، وهذا ما نطق به كتابنا الكريم في قوله تعالى: “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم”، (الأنفال: 61).
والقرآن الكريم يصف المؤمنين عباد الرحمن بالمسالمة في قوله تعالى: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما”، (الفرقان: 62).
والله تعالى من أسمائه السلام، ويدخل عباده المؤمنين دار السلام، وتحية المسلمين في الدنيا السلام، وفي الجنة السلام. إن الاسلام قام على الدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ودعا الى السلام، قال تعالى: “ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن”، (النحل: 125).
الجهاد في الاسلام ليس له هدف إلا اعلاء كلمة اللهوليست الحرب في الاسلام للسيطرة ولا للاعتداء على الآخرين ولا للغنائم، ولهذا لم يشهر المسلمون سيوفهم في وجوه أعدائهم الا بعد اليأس من مسالمتهم، ولم يحاربوا الا لإعلاء كلمة الله، والا ليردوا عدواً مقتدين بنهي القرآن الكريم عن العدوان، قال تعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”، (البقرة 190).
كذلك نهى القرآن الكريم عن قتال من أعلن مسالمته وان كانت ظاهرية، قال تعالى: “ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيراً”، (النساء: 94).
بل إن الاسلام أمر بالعدل حتى مع الأعداء حيث قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”، (المائدة:8).
فهل يوصف الاسلام بعد هذا بأنه دين ارهاب؟!!
ولقد حث الاسلام أتباعه على مهادنة أعدائهم اذا رغبوا في الهدنة بشرط ألا يكون هذا بإهدار حق من حقوق الله، قال تعالى: “فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا”، (النساء: 90).
أدب الحرب في الإسلام
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمجاهدين في سبيل الله: (اخرجوا باسم الله، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدورا، ولا تقتلوا الولدان ولا اصحاب الصوامع).
والفاتحون المسلمون لم يجبروا أحداً على الاسلام، لأن الدين ينهي عن ذلك، قال تعالى: “لا إكراه في الدين”، (البقرة: 256).
والاسلام لا يعتد بإيمان أحد إلا وهو كامل الحرية.
ان الاسلام لم ينتشر بالسيف، ولكن انتشر بالتسامح والقدوة الحسنة والاخلاق الحميدة، والمعاملة الطيبة، ولقد انتشر الاسلام في شرق آسيا، وفي افريقيا عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا خير سفراء لدينهم، فاعتنق كثير من أهل تلك البلاد الاسلام لما رأوه من صدق وأمانة التجار المسلمين.
أيها القارىء الكريم : من المعلوم أن النصارى وعلى الأخص الأرثوذكس منهم يؤمنون بأن المسيح هو الله ويؤمنون بأن العهد القديم هو كلام الله . . فهيا بنا اذن لنقرأ أوامر المسيح الارهابية والاجرامية في الكتاب المقدس !!
الرب يأمر بقتل النساء والاطفال والشيوخ والبهائم على صفحات الكتاب المقدس :
نسب كاتب سفر حزقيال للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي. فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ : نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون ))
وهل تعلم عزيزي القارىء ان الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد على وجه الأرض الذي يأمر بقتل الأطفال ؟
إله الكتاب المقدس يأمر بحرب أبادية كاملة !!
جاء في سفر التثنية :
((أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ ))
نعم هكذا ... حرب إبادة كاملة ومحارق تتصاغر أمامها ما يقال أن هتلر فعله باليهود . . .
فهل أمر المسيح ( إله الكتاب المقدس ) بكل هذه الافعال الاجرامية ؟؟
وتتكرر أوامر الرب بالقيام بالمذابح والمجازر في كتاب النصارى المقدس حيث جاء في سفر صموئيل الأول ما يلي :
((وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. 3فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً.))
ونحن نسأل : . . . أين هذه الأوامر الاجرامية المثبتة في كتاب النصارى المقدس من وصية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام للمقاتلين حينما قال لهم : ((انطلقواباسْمِ الله وَبالله وَعَلَى مِلّةِ رَسُولِ الله، وَلا تَقْتُلُوا شَيْخاً فَانِياً وَلاَ طِفْلاً وَلا صَغيراً وَلا امْرَأةً، وَلا تَغُلّوا وَضُمّوا غَنَائِمَكُم وَأصْلِحُوا وَأحْسِنُوا إنّ الله يُحِبّ المُحْسِنِينَ))زيادة الجامع الصغير- للإمام السيوطي]
وقوله عليه الصلاة والسلام :((سِيُروا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ. وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً)) . رواه ابن ماجه]
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
إذاً الاسلام هو دين السلام. وإن القتال فرض على سبيل الاستثناء في حالات محددة كذلك الاسلام يحرم الحرب مع أهل الكتاب المسالمين ومع المشركين الذين يرتبطون بدولة الاسلام بمعاهدات، ولننظر إلى أخلاقيات الاسلام في الحرب..
فالاسلام لايقر العنف ولا الاعتداء على النفس البشرية، ولنقارن بين ما فعله الاسلام مع غير المسلمين في البلاد التي افتتحها ومعاملته الحسنة لهم وتخييرهم بين الدخول في الاسلام بلا إكراه وبين البقاء على دينهم وبين ما فعلته الدولة الرومانية المسيحية الكاثوليكية مع المسيحيين أنفسهم من قتل وتعذيب وحرب إبادة.

fraternity88 @fraternity88
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️