رقم الفتوى (11116) موضوع الفتوى الوسوسة في الصلاة السؤالس: امرأة بها وسواس الصلاة وهي تقول إنني لا أستطيع أن أصلي إلا بإمام بسبب استسلامها لوساوس الشيطان في النية وقامت معها والدتها بالصلاة جماعة وهي الآن تقول أنني لا أستطيع أن أكبر تكبيرة الإحرام فهي لا تكبر إلا في الركعة الثانية أو الأخيرة وقد تصلي إلى التشهد الأخير وكثيرًا من الأيام قد تنتهي والدتها من صلاة الفريضة وهي لم تصلي معها فتضطر والدتها أن تصلي بها السنة الراتبة فقد لا تصلي معها أيضًا في السنة الراتبة فتقوم والدتها بالتصدق عليها بصلاة أخرى وهكذا إلى أن تصلي.. وأحيانًا يخرج وقت الصلاة وهي لم تصل. ..
اعلمًا بأن والدتها وهي في الصلاة معها تطيل في الركوع تنتظرها تركع لمدة طويلة ملحوظة حتى تكبر معها وهذا قد يشق على والدتها.
إذًا:
1) ما حكم الصلاة معها مع أن هذه حالتها ؟
2) هل يجوز التصدق عليها بالصلاة حتى تصلي؟
3) ما هي النصحية التي توجهونها لمعالجة هذه الحالة؟
4) هل يوجد لديكم أسلوب أو طريقة مع التعامل مع المصابين بهذ المرض وهو وسواس الصلاة (أي ماذا يتعامل الآخرون مع هذا الشخص) ؟
5) هل تأثم والدتها بعدم الصلاة معها؟
6) إذا لم تصل مع إمام فإنها تقول أنها لا تستطيع أن تصلي بدون ذلك وإذا لم يصل معها أحد فإنها ينتهي وقت الصلاة وهي لم تصل فما قولكم في ذلك وهل يترتب على أهل البيت إثم ؟
الاجابـــةوبعد ما ذكرت من قصة المرأة المبتلاة بالوسوسة في الصلاة وما تلاقيه من صعوبة عند الدخول في الصلاة فإن هذا من الشيطان نعوذ بالله من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس فإنه متى تغلب على قلب الإنسان شدد عليه في النية وأوهمه أن نيته بطلت أو أنه ما نوى فيمضي عليه وقت وهو يتذكر أو يفكر في النية مع أن النية موجودة فهي التي حملت على الطهارة وعلى القيام إلى الصلاة ودليل ذلك أنك لو سألته ما الذي أقامك الآن لقال أريد الصلاة ولو أوقفته قليلا لقال دعني أذهب للصلاة قبل الفوات وهذا دليل على أنه قد نوى فالنية محلها القلب والتلفظ بها بدعة ولا يمكن أن يوجد عمل إلا بنية فأما أن تكون نية صالحة بأن ينوي أداء الصلاة الحاضرة أو براءة الذمة من هذه الفريضة أو تكون نية فاسدة بأن ينوي مراءاة الناس أو التمدح بالصلاة فعلى هذا لا حاجة إلى الاهتمام بوجود النية فإنها موجودة وضرورية وإنما الشك في إصلاحها. والله أعلم.
وهكذا قد يثقل الشيطان على المصلي تكبيرة الإحرام ويخيل إليه صعوبة النطق بها أو أنه يغلط فيها أو يحرفها مع أنه إذا كان خارج الصلاة نطق بها بسهولة وفصاحة فمثل هذا لا يجوز أن يكلف نفسه بل عليه أن ينطق بها مرة واحدة ويعصي الشيطان ولو خيل إليه أنه لم يفصح بها أو غلط فيها فلا يلتفت إلى هذه الخيالات الشيطانية التي يثقل بها العبادة وينفر عنها فمتى تجرأ وعصى الشيطان استراح من هذه الوسوسة.
ج: لا مانع من الصلاة بها لتكون كالمأموم عن يمين الإمام ولو كان القصد من الصلاة معها تخفيف العبادة عليها.
ج: ولا مانع من إعادة الصلاة لأجلها وتكون الصلاة الثانية صدقة عليها ونافلة للمصلي معه سببها أن يقتدي بالمتنفل في أداء فريضته.
ج: ننصحها بأن لا تشق على نفسها ولا تكلفها فوق طاقتها فإن هذا من تكليف ما لا يطاق وهو من وسوسة الشيطان والدين يسر وإن مع العسر يسرا.
ج: هؤلاء المصابون يغلب عليهم التشدد في الأصل ثم يوسوس لهم الشيطان فيحملهم على التكلف ويستولي على أحدهم فلا يستطيع الإتيان بالعبادة كما ينبغي ولو عرف أن هذا من الشيطان وقاس نفسه على إخوته وأقاربه السالمين من هذه الوسوسة وأنه لا فرق بينه وبينهم.
ج: لا إثم عليها إذا وجدت مشقة وعليكم جميعًا نصيحتها وإقناعها حتى تؤدي الصلاة بنفسها.
ج: عليها أن تعود عليها على أداء الصلاة وحدها وتستحضر خفة العبادة وأن الله ما جعل في الدين من حرج، ولا بأس أن يصلي معها بعض أهلها للتخفيف عليها حتى تتدرب وإذا لم تقدر وأخرت الصلاة فلتحرص على قضائها متى تمكنت وهي معذورة لما تلاقيه من الصعوبة وعليها كثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يشفيها وكثرة الاستعاذة من الشيطان وتوهيمه والله الشافي. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
لألئ الحق @laly_alhk
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام حكوم
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة