
إليكِ..
كيف حالكِ الآن؟
مرت سنواتٌ انقطعت فيها الأخبار،
وفقدنا التواصل.
أألوم نفسي على ذلك؟
أم أعلّقه على شماعة الظروف؟
كل ما أعرفه
أن اللقاء الآن…
صار صعبًا جدًا.
هل ما زلتِ تحبين السهر كما عهدتكِ؟
غياب السند أوجعكِ، وكسر فيكِ شيئًا لا يُرمَّم.
بدوتِ بعيدة جدًا، حتى في حضوركِ.
تتظاهرين بالبرود، لكني أعلم أن قلبكِ موجوع.
كل محاولاتي للتخفيف عنكِ لم تُفلح،
وكيف ستفلح المواساة إذا لم نشعر بها؟
تظاهرتُ بفهم حزنكِ، لكن وقفت كلماتي عاجزة أمام قوة الفقد.
لم أستطع أن أكون معكِ حين احتجتِني،
ربما أنانيةً مني، أو عجزًا،
ولكنكِ، بكل الأحوال، لستِ بحاجة لأحد.
تواجهين الصعاب والأزمات بسخرية،
وبروح شجاعة لا تُقهر.
شامخةٌ أنتِ، تقفين في وجه الزمن وعواصف الحياة.
تنبعثين من رحم المعاناة كعنقاء من تحت الرماد.
أما أنا، كنملة على كفّ عفريت،
أقف مشتتةً بين الماضي والحاضر دون انتماء.
ما زلتُ أسبح في الفراغ،
أفتّش عن متنفسٍ صغير يعيد الأمان لروحي المتعبة.
أبحث عنك في عيون العابرين،
في صباحات الشتاء الحزينة،
في فضفضةٍ لم ترَ النور،
وفي دعاءٍ بظهر الغيب.
أتخيل صوتكِ في أغانٍ لم أسمعها،
أضحك بصدق على نكاتٍ لم تقوليها،
أنتظر حلولكِ لمشاكل أقع بها…
وأعترف… أشتاق لأحاديثنا وشجارنا.
أفتقدكِ في كل يومٍ أشعر فيه بالغربة والخذلان.
أكتب لكِ وأنتِ الحاضرة الغائبة،
وأعلم أنكِ لن تقرئي…
وأتساءل:
هل أنتِ بخير؟
بقلمي
وحوار رائع ..
وأسلوب رفيع المستوى
قراءتك ممتعة جذابة
احسنت