السلام عليكم
هذي استاذنت كاتبها عشان أتشارك معاكم فيها
لا تنسوووووووووووووووووون انتظر ارائكم
يااااااااااااااااااااااااااحلوات
:26: :26: :26: :26: :26: :26: :26:
رسائل مغتربة
دعوني أحكي لكم حكايتي، ولكن أرجوكم قبل أن أبدأ لا تصدعوا رأسي بنصائحكم، أرجوكم لا تحدثوني عن أخلاقيات العمل ولا عن احترام الخصوصيات، دعوني فقط أحكي لكم.
شركة ضخمة هي، ذات طوابق متعددة، ومئات الحواسيب المرتبطة بشبكة داخلية واحدة، وهنا آتي أنا، الشبكات... تخصصي اللذيذ... القدرة السحرية في النفاذ لذلك العدد الضخم من الأجهزة، الأدمغة، النفسيات، البشر، وأفضل ما في الأمر... الجزء المسكوت عنه وهو قدرة الدخول على كل جهاز مربوط بالشبكة وتصفح أدق خصوصياته.
لا تدعوني أبدأ فأخبركم عن مدير إحدى الإدارات الذي يحتفظ في جهازه بمقاطع لأفلام كرتونية قديمة
( عدنان ولينا) و( سالي) و( ليدي) و( فارس) وحتى ( كابتن ماجد)، أو عن أحد الموظفين الذي يغص جهازه بمقاطع وصور للبر والإبل الهاربة وقصائد نبطية غير مفهومة حتى أني عندما أدخل جهازه أحس كأني انتقلت للدهناء أو الربع الخالي، وذلك الموظف العربي المهووس بالتنظيم وجهازه المليء بالمجلدات على غرار ( صور الولاد)، ( صور مراتي)، ( صور حماتي)، ( صور حماتي لما كانت صغيرة)، ( صور عم حجازي) إلخ....، هي حكاية تطول... أحببت ذلك الجزء رغم المحاذير الأخلاقية والعملية، صار بالنسبة لي كسياحة عقلية، حتى صار شعاري الماسخ نوعا ما
( دعني ألج جهازك، أقل لك من أنت)، مقولة ماسخة؟ حسنا ً تجاهلوها.
أرى عيونكم تسأل متلهفة ما الذي حدث؟ حسنا ً... الذي حدث هو أني دخلت يوما ً في رحلة تجوالي بين الأجهزة جهاز أحد موظفي قسم ( شئون الموظفين)، كنت أعرف الرجل بشكله فقط، كان أربعينيا
ً ذو وجه بشوش وسمت طيب، متزوج وذو عيال.
جذب انتباهي في جهازه مجلد لم أره من قبل يحمل اسم ( رسائل مغتربة)، قصدت المجلد وفتحته لأجد فيه خمسة عشر ملف وورد وصورة واحدة، قصدت الصورة أولا ً... وضغطت عليها.
صعقت... كانت صورة فتاة جميلة جدا ً، تستند بدلال على جدار ما، وقد لفت رأسها بحجاب أسود فبدا وجهها مضيئا ً... عذبا ً... رقيقا ً... كدت أغلق الصورة، وأنا أتعوذ من الشيطان، فقد تكون زوجة الرجل، ولكني تراجعت وأعدت التحديق، لا... لا يمكن أن تكون زوجته، هذه أصغر من أن تكون ذات عيال... من هي إذن؟ ولم يحتفظ بصورتها في جهاز العمل؟؟
قصدت ملفات الوورد التي لم تكن تحمل أسماء ً، مجرد أرقام متسلسلة من الواحد إلى الخامس عشر، فتحت الملف الأول وقرأت:
( صباح بارد هنا...
لم تدفئه نبرات صوتك، ولا كلماتك الصباحية التي أشتاق إليها...
سيدي بالأمس سقطت الثلوج، كنت أتأملها من نافذة الفندق... كانت كقطن مندوف، وددت لو لمستها... لو خرجت وانطرحت لتغطيني برفقها ونعومتها، ولكن لم أجسر على فتح النافذة، بل لم أقدر...
متعبة أنا بعد هذه الرحلة الطويلة... في الغد سأخبرك ماذا قالوا؟
قبل الرحيل... تقبل مني كرة ثلج صغيرة... وهمسة ( أحبك ) ).
ما هذا؟ هل هذه رسالة من صاحبة الخمار؟ ثلوج؟ أين ونحن نذوب في هذا الحر؟ وأحبك؟ ما الحكاية؟ قصدت الملف الثاني وفتحته بسرعة لأقرأ:
( لم تشرق الشمس اليوم هنا...
ربما لأنها صحبتك ِ هناك إلى بلاد الثلوج...
كيف حالك ِ يا جميلتي؟ كم تحملت ِ؟ وكم ستتحملين؟ آه يا لهف قلبي...
لا صباحات لي منذ عدت من المطار...
كنت أقف هناك متكئا ً على جانب بعيد انظر إليك وأنت ترحلين...
لا قدرة لي على الإكمال... ماذا قالوا؟
أحبك ِ).
ما الحكاية... تحلب ريقي، وسرت الرجفة في أوصالي، ما هذا الحب الملتهب؟ معقول أن يرتد أبو ناصر( وهذه كنيته) إلى الصبوة في هذا العمر ويكتب مثل هذا الكلام لفتاة تصغره بما لا يقل عن عشرين عاما ً؟ ما الذي يحدث؟ أعانك ِ الله يا أم ناصر على بلواك ِ.
الرسالة الثالثة كانت تحمل التالي:
( لا أعلم أصباح هو أم مساء...
نخلوني البارحة... لا أعلم ما الذي تبقى في لم يفحصوه؟ خلت في لحظة أنهم سوف يمزقون أحشائي بحثا ً عن شيء ما...
لغتهم كريهة... مؤلمة... كصفعات على جلد يبسته الشمس...
الأمل يتسرب مني... كخيط من دخان...
أنت هنا...
بين الشغاف).
وكان الرد كالتالي:
( بكيت اليوم... كطفل في المهد...
ولكني لم أجد يدا ً تهزني...
رباه... ما أصعب فقدك ِ...
آلموك ِ... هل قلبت أيديهم الفظة ما سكن من أوجاعك؟ آه يا مليكة القلب... لكأن أيديهم طالتني أنا هنا...
لا تفقدي الأمل... أرجوك ِ... فأنت ِ أملي).
مضيت أقرأ الرسائل، الفتاة مصابة بسرطان الدم، وقد استشرى في جسدها، وقد ذهبت إلى ألمانيا للعلاج... بلا أمل تقريبا ً، قرأت رسالتها الأخيرة والدموع تطفر من عيني:
( لا أريدك أن تراني...
لقد صرت شبحا ً... بلا شعر... التصق جلدي بعظمي...
هذا العلاج الكيميائي يقتلني... صدقا ً لا أستطيع الجلوس...
أتنفس بصعوبة...
أحتفظ بصورتك العزيزة في قلبي عندما يدفعونني إلى صندوق الأشعة الموحش كتابوت...
أحبك...
هي النهاية... أحس بطعم الموت... هنا...).
بكيت ثلاثا ً عندما انتهيت... بكيت الزوجة الغافلة، والعاشق التائه، والجميلة الذابلة، نسخت الرسائل والصورة العزيزة إلى جهازي، أخفيتها في بطن من بطونه، وصرت أسترق إليها نظرات يومية تطفئ شيئا ً من لهيب الحسرة والألم.
صرت أمر بمكتب الرجل من حين إلى حين عل ِ أراه... عل ِ أقرأ تفاصيل الوجع على صفحة وجهه، عل وجيب قلبي يهدأ، وصارت صورتها وكلماتها طقسي الصباحي اليومي.
ثم غاب... أربعة أيام أمر بمكتبه فلا أجده، أوجست خيفة شجعتني على سؤال رفيقه فقال لي أنه رحل إلى ألمانيا، خرجت من المكتب كالذبيح، لم هرع إليها؟ هل ماتت؟ هل ذهب إلى هناك ليراها مسجاة... ليرى هيئتها الأخيرة بعدما أكل المرض ملامحها وأطفأ ابتساماتها؟
* * *
مضت أيام سود... حتى دخلت مكتبي يوما ً عائدا ً من مهمة ما، وجدت زميلي تركي يشرب شايا ً ويقلب بين يديه كتابا ً صغيرا ً ذو غلاف أخضر، مررت بجانبه ثم توقفت مصعوقا ً، كان الكتاب يحمل اسم
( رسائل مغتربة)، جذبته من يده بفضاضة لا مبالية وفتحته لتطالعني كلماتها وكلماته، زعقت ما هذا؟
قال تركي وهو يهز كتفيه مستغربا ً:
- هذه رواية ألفها زميل لنا هنا، عاد بالأمس من ألمانيا حيث دشن روايته هذه في معرض
( فرانكفورت) الدولي للكتاب... رواية جميلة... تتحدث عن شاب وفتاة جميلة وهذه الفتاة تصا.....
* * * * * * * * *

نورةالدوحة @noraldoh_1
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الحمد لله أنها قصه
ماادري اتحزن على الحبايب ولا على الزوجه:(
بس كويس كل شي طلع فشوش
يسلموووووووووووووا حبيبتي
:26: :26: ودمتي ولاهنتي:26: :26:
ماادري اتحزن على الحبايب ولا على الزوجه:(
بس كويس كل شي طلع فشوش
يسلموووووووووووووا حبيبتي
:26: :26: ودمتي ولاهنتي:26: :26:



الصفحة الأخيرة
بس
حلوه