إراده 1212

إراده 1212 @aradh_1212

عضوة فعالة

" رسائل من قلوب صغيرة"..#سباق النخبة#..قسم الفوائد اللغوية والأدبية

الأدب النبطي والفصيح




قسم الفوائد اللغوية والأدبية






تعجزُ الألسن عن الكلام

وتعجزُ الأعين عن التعبير

لكن الأقلام دائماً ماتعبر
عن القلوب ...
خاصة عندما تكون القلوب

"قلوباً صغيرة "

هنا خطت أيدينا رسائل قد تعبرعن أطفالنا الصغار الذين يعانون من مشاكل

قد لايشعر بها أهاليهم

فسمحنا لأنفسنا أن نعبر عنهم
عن طريق رسائل إلى أهاليهم

هنــا

نقدم لكم رسائل من فلذات أكبادنا

وإنمـا أولادنــَــــــا بيننـــَــــــا

أكبـــــادنا تمشي على الأرضِ

إن هبـّـــتِ الريحُ على بعضهم

لم تشــــــبعِ العينُ منَ الغمضِ


هنــــا
نقدم لكم
رسائل من قلوبٍ صغيرة
رسائل إلى من ربوهم صغاراً
ومن يدعون لهم بالرحمة كباراً
{ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}



أمي, كيف أصبح قلبكِ يا أمــاه؟ هل لا زال قلب الأم ملاذاً و عطاءً و سخاء؟


هل لا زال لي مكان في أحضانك أرتمي إليه و أفرغ ما في صدري من عناء؟

أمي, أنتِ معلمتي الأولى في هذه الحياة.


من صوتـكِ تعلمت الكـلام.

من صمتـكِ تعلمت الحكمـة,

من قلبـكِ تعلمت الحـب,

من عينيـكِ تعلمت الشمـوخ,
من لمسة يديـكِ تعلمتالحنـان.

فـ هلا كنتِ لي خير معلمٍ؟ هلا احتويتني و سمعتِ شكواي؟



52
10K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عروس الشام
عروس الشام





أمي أينَ أنتِ؟ عدتُ اليوم من المدرسة و قلبي الصغير يحمل ثقلاً كبيراً ينوء به. كم تمنيتُ أن أحظى بقبلة منكِ و أن أجلس في حجركِ لأخبركِ عن صديقي الذي تشاجرت معه و عن معلمي الذي صرخ في وجهي أمام كلّ الطلبة و أحرجني...
كنتُ أتمنى أن تقبّلي بشفتيكِ الطاهرتين جرحاً صغيراً في يدي أُصبتُ به و أنا ألعب في فناءِ المدرسة، و لكن وجدتُـكِ مشغولةً في المطبخ و كلما حاولتُ الاقتراب منكِ كنتِ تشيحين بوجهكِ عني بينما تتحدثين بالهاتف مع صديقتكِ.


ربّما لديها مشاكل و هموم أكثر مني و لذلك حظيَـت باهتمامكِ, و لكن ليس لي أحد في هذه الدنيا سواكِ, فلمن سألجأ يا أمــاه؟ لمن أشكو و في أحضان من أرتمي؟


إراده 1212
إراده 1212











أمي خذيني معكِ..

أمي لا تخجلي مني ... لأني على كرسي متحرك!

أمي أنا لي مشاعري واحتياجاتي

أنا لي الحق أن أخرج وأرى العالم...

لي الحق في اللعب وفي التنزه...

أمي .....لا تخجلي مني ..

وأنـا الذي يفخر بكِ ... فأنت أمي .. أنت من تغنّى الناس بحبكِ وعطاءكِ


الأمُ مدرسةٌ إذا أعددتهـا ... أعددْتَ شعباً طيبَ الأعراق







عروس الشام
عروس الشام




حبيبتي, نظرتُ في عينيكِ اليوم و شعرتُ بالحياة تتدفق في جسدي الصغير, فقفزتُ من السرير و باشرتُ بفعل ما يفعله كلُّ الأطفال في سني, كنتُ ألعب.


ركضي و هروبي منكِ وأنتِ تحاولين إلباسي ملابسي, كان لعباً. رميي للأوراق هنا و هناك كان لعباً. ضحكاتي و صوتي العالي كان لعباً. قفزي فوق السرير كان لعباً.


لا تنسي يا أمي أني طفلٌ أحتاجُ للعب لأنمو, فلا تصرخي أرجوكِ و لا تغضبِي مني. تستطيعين تقويمي بطرقٍ أخرى لو حاولتي من دون كلل أو ملل.
لو خصّصتِ وقتاً في المساء لتقرأي لي قصةً عن بطل الأبطال الذي كان يطيع أمه في الصباح, كنتُ سأشعرُ بالغيرةِ منه و سأحاول تقليده.
لو ابتسمتِ في وجهي عندما قفزتُ على السرير و قلتِ لي بحنان: تعال إلى أحضاني يا ولدي العزيز، كنتُ سأركض إليكِ و أسمعُ كلامكِ دون شجار.


ربما لم تضربيني و لكن صراخكِ و شتائمكِ و دعواتكِ علي طعنَت قلبي بكل قسوة و حطمَت كلّ إحساسي بطفولتي و مرح الصغار.


إراده 1212
إراده 1212









قرة عيني,
أعرفُ أنّـكِ تعشقينَني و أنّي طفلك الوحيد
و مدللـكِ الذي ترين الدنيا كلها بين عينيه.
و لكن دعيني أتنفس يا أماه.
دعيني أعيش الحياة و أختبرها بنفسي
فلن تكوني بجانبي عندما أصبح شاباً
و سأكون ضعيفاً في مواجهة الحياة و سأُكسر.



لا تجلبي لي كأس الماء و أنا أجلس كملكٍ متوج,
دعيني أعتمد على نفسي. لا ترتبي لي سريري ولا تنظفي غرفتي.
لستُ صغيراً و أستطيعُ فعلَ ذلك بنفسي.
لا أريد أن أكونَ مدللاً بغيضاً يكرهني الناس لأنني
لا أستطيع فعل شيءٍ بمفردي دون أن آمر الجميع حولي و أتوقع طاعتهم العمياء.
لا أريد أن أكون متكبراً و أنانياً
لا أفكر سوى بنفسي و أنسى أمي
التي ضحت بكل شيء لسعادتي لأنني بكل بساطة لم أتعود على أن أشعر بتعبها و أساعدها.



لا تربيني على أن أعقك يا أماه.
دلالك يجعلني شخصاً آخر لا يرى سوى نفسه في هذه الحياة.
اجعليني أعتمد على نفسي و أساعدك لأشعر بكل ما تتحملينه من أجلي.




عروس الشام
عروس الشام




دوَت صفعتكِ على وجهي اليوم في أرجاء الحديقة أمام كل الأطفال. نظر الجميع إلي بعين الشفقة بينما سكبت دموعي أنهاراً و احمرت وجنتاي من شدة الألم.



قد أكون مخطئاً و قد أكون لا أسمع الكلام. و لكني رأيتُ كل الأطفال يلعبون و أحببتُ أن أندمج معهم و نسيتُ لوهلة أنّـكِ موجودة. فأنا طفل في النهاية و إحدى مميزاتي أنني سريع التشتت و قليل الانتباه.



صفْعتك يا أمي جرحت كرامتي أمام الجميع و لكنها في الحقيقة بنَت سداً عالياً بيني و بينكِ. لم أعُد أنظر إليكِ بنفس النظرة, الآن أصبحتِ وحشاً في نظري مستعداً لضربي في أي وقت.



أصبحتُ أخاف منك, و عندما أرى يدكِ ترتفع ترتجف أوصالي و يقع قلبي من الخوف.



هل هذا ما تريدينه؟ أن أخاف منكِ طول حياتي و أحلم باليوم الذي أكبر فيه و أهرب فيه منكِ؟ هل تريدين أن تدوسي على كرامتي حتى أتعود على الإهانة و أصبح شخصاً إمعة في المستقبل أتلقى الإهانات من كل الناس بخنوع و انكسار و لا أحرك ساكناً؟