فقراء طعامهم من صندوق القمامة
بينما كنت في المكتب .. ذات ليلة .. وبعد فترة من شهر الصيام ..
جلست كعادتي على مكتبي مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية
فجأة .. دخلت عليّ فتاة صغيرة .. متحجبة وعمرها ما يقارب 8 سنوات ..
قالت لي نحن من عائلة فقيرة .. ليس لدي إخوة كبار .. أبي كبير السن وهو مريض ..في المنزل .. لا يستطيع العمل ولا الخروج ..بيتنا إيجار وقدره 900 ريال شهرياً ..
ثم بدأت استجوبها وآخذ بياناتها الخاصة بهم لكي نستطيع من خلالها الوصول إليهم ..
ثم .. ذهبَت وهي تبكي ..
بعدها مباشرة دخل عليّ زميلي في العمل .. ورأها عندما تخرج .. قال : لي ما الخبر ؟؟
فقلت له ما حدث .. فجلس بجانبي وقال : لي :ـ نعم هي كما قالت ,,
قال : ذات يوم رأيت هذه الفتاة في احدى شوارع المدينة مع اختها ..
انحصر عنهم الجوع .. وبحثوا عن الطعام فلم يجدوا إليه سبيلاً ..
وفي تلك الليلة الظلماء .. رأيت ما لم أكن أتصور رأياه .. في هذه البلاد ..
رأيت الفتاة ومعها أختها الصغيرة في وسط برميل النفايات .. يبحثون عن الطعام ..
ثم لا حظت أن لديهما أختان يراقبان لهما الطريق خشية أن يراهما أحد من الناس ..
يا ترى لهذه الدرجة بلغ الجوع مبلغة .. يبحثون عن لقمة العيش فلم يجدوها ..
ومع ذلك أبو إلا العفة ..ولم يذهبوا بأنفسهم نحوا المحرمات .. يا سبحان ربي أيعقل أن هذه القصص في عالمنا اليومي .. لم يرضوا لأنفسم الحرام .. بل العفة .. فأين العفيفات .. الذين هم في نعم تترى متقلبات بهن ..ومع ذلك يريدون الحرام ..
ومن الناس من لا يبالي من أي شيء أكل أو شرب من..
حلال أم من حرام .. نعم الله علينا تترى .. لكن للأسف نجازيها بالعصيان
فقراء طعامهم من صندوق القمامة
بينما كنت في المكتب .. ذات ليلة .. وبعد فترة من شهر الصيام...
يقول الشيخ عبد الرحمن السميط :
أقمنا مخيمات لعلاج العيون في أفريقيا ، فجاءنا رجل كبير يريد العلاج فأجرينا له عملية في عينه اليسرى فنجحت ولله الحمد ، فبدأ بعدها يتحرك للدعوة إلى الله ، ثم جاءنا مرة أخرى فأجرينا له عملية في عينه اليمنى ، ففرح فرحا شديدا ، وأقسم بالله أنه مادام حياً فسيبقى للدعوة إلى الله رغم أنه مسن جداً وعمره 85 سنة .
فبدأ يتنقل من قرية إلى قرية للدعوة إلى الله .
فحاولنا أن نبين له أنه معذور فقال : أنا أقبل منكم إذا ضمنتوا لي الجنة .
فقلنا : لا نستطيع نحن ولا غيرنا .
فقال : إذاً أتركوني أدعو إلى الله .
ثم أخذ يتنقل بين القرى ماشياً على قدميه ولم تكن له دراجة تنقله ولا أي وسيلة مواصلات أخرى .
انظروا يا شباب .. يا رجال .. عمره 85 سنة ..
ماذا قدمت أنا وأنت أبناء العشرين والثلاثثين .. هنيئاً له تلك الخطوات التي قطعها من أجل الله ..
وهنيئا له تلك الدقائق التي قضاها في الدعوة إلى الله ..
أما أنا وأنت فلنبكي على أنفسنا إن لم نستطع أن نفعل شيئاً ولو يسيراً لأجل هذا الدين.
المصدر : شريط ( أبصروا النور )
للداعية / عبد الرحمن السميط