قوله تعالى: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}
متضمن لكنز من الكنوز .. وهو أن كل شيء ﻻ يطلب إﻻ ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيده. وأن طلبه من غيره، طلب ممن ليس عنده وﻻ يقدر عليه.
وقوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}
متضمن لكنز عظيم .. وهو أن كل مراد إن لم يرد ﻷجله ويتصل به فهو مضمحل منقطع ..
فإنه ليس إليه المنتهى وليس المنتهى إﻻ إلى الذي انتهت إليه اﻷمور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه،
فهو غاية كل مطلوب ..
وكل محبوب ﻻ يحب ﻷجله، فمحبته عناء وعذاب .. وكل عمل ﻻ يراد ﻷجله فهو ضائع وباطل .. وكل قلب ﻻ إليه، فهو شقي محجوب عن سعادته وفﻼحه ..
فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ..} .. واجتمع ما يراد له كله في قوله:
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}
فليس وراءه سبحانه غاية تطلب وليس دونه غاية إليها المنتهى.
* المصدر: كتاب الفوائد (1:222)
......................
...................
احلام *-* @ahlam_76
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أن الذنوب إذا تكاثرت، طُبِعَ على قلب صاحبها فكان من الغافلين ..
يقول تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
قال بعض السلف: هو الذنب بعد الذنب.
وقال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب.
وقال غيره: لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم.
وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية ..فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وقفﻼً وختمًا فيصير القلب في غشاوة وغﻼف .. فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة، انتكس فصار أعﻼه أسفله فحينئذ يتوﻻه عدوه ويسوقه حيث أراد._________________________________________
* المصدر: الجواب الكافى صـ 39.
يقول تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
قال بعض السلف: هو الذنب بعد الذنب.
وقال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب.
وقال غيره: لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم.
وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية ..فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وقفﻼً وختمًا فيصير القلب في غشاوة وغﻼف .. فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة، انتكس فصار أعﻼه أسفله فحينئذ يتوﻻه عدوه ويسوقه حيث أراد._________________________________________
* المصدر: الجواب الكافى صـ 39.
قوله تعالى: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}
متضمن لكنز من الكنوز .. وهو أن كل شيء ﻻ يطلب إﻻ ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيده. وأن طلبه من غيره، طلب ممن ليس عنده وﻻ يقدر عليه.
وقوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}
متضمن لكنز عظيم .. وهو أن كل مراد إن لم يرد ﻷجله ويتصل به فهو مضمحل منقطع ..
فإنه ليس إليه المنتهى وليس المنتهى إﻻ إلى الذي انتهت إليه اﻷمور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه،
فهو غاية كل مطلوب ..
وكل محبوب ﻻ يحب ﻷجله، فمحبته عناء وعذاب .. وكل عمل ﻻ يراد ﻷجله فهو ضائع وباطل .. وكل قلب ﻻ إليه، فهو شقي محجوب عن سعادته وفﻼحه ..
فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ..} .. واجتمع ما يراد له كله في قوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}
فليس وراءه سبحانه غاية تطلب وليس دونه غاية إليها المنتهى.
المصدر: كتاب الفوائد (1:222)
متضمن لكنز من الكنوز .. وهو أن كل شيء ﻻ يطلب إﻻ ممن عنده خزائنه ومفاتيح تلك الخزائن بيده. وأن طلبه من غيره، طلب ممن ليس عنده وﻻ يقدر عليه.
وقوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}
متضمن لكنز عظيم .. وهو أن كل مراد إن لم يرد ﻷجله ويتصل به فهو مضمحل منقطع ..
فإنه ليس إليه المنتهى وليس المنتهى إﻻ إلى الذي انتهت إليه اﻷمور كلها فانتهت إلى خلقه ومشيئته وحكمته وعلمه،
فهو غاية كل مطلوب ..
وكل محبوب ﻻ يحب ﻷجله، فمحبته عناء وعذاب .. وكل عمل ﻻ يراد ﻷجله فهو ضائع وباطل .. وكل قلب ﻻ إليه، فهو شقي محجوب عن سعادته وفﻼحه ..
فاجتمع ما يراد منه كله في قوله: { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ ..} .. واجتمع ما يراد له كله في قوله: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى}
فليس وراءه سبحانه غاية تطلب وليس دونه غاية إليها المنتهى.
المصدر: كتاب الفوائد (1:222)
الصفحة الأخيرة
جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربِّه ووجود طعم المحبة في التملق له، واﻹقرار له بصفة الرحمة وأنه أرحم الراحمين والتوسل إليه بصفاته سبحانه وشدة حاجته هو وفقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشفت عنه بلواه._________________________________________
* المصدر: كتاب الفوائد (1:221)