رسالة

الأدب النبطي والفصيح

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى أختي

أخيتي
قد يكون المداد مرًا فيشرق به الورق ولا يستسيغه , وقد يحلو بصفاء الحرف فيداعب الوتر فكأنه يعزف على مساحاته بسمات تتلألأ.
وقد يكون منساباً حتى ليخال نفسه نهراً معطاء لا يلوي إلا ليسمع من ثنايا الشجر ووطنِه, والزهر وعبقِه , نداء صحبة ..صحبة لطالما كانت ولا تزال وستظل من أجل أن تنتشر فهي عذوبة في قطر ترتشف منها سحب الحب فتقول ندى وتقول رسوم إخلاص.
أختي الحبيبة
مالي أراني لما أكتب لك هذه المرة وكأنها أول تباشير فجر !! أتراه الشوق الذي يعمر الفؤاد ويصيخ السمع لدقاته فيعلو ويعلو ولما يصل جناح اليمام يرجوه أن يتلون بطيوف ألوان ليصل لك أجمل .
زاجل أنت يا يمام كنت ولا تزال مرسول الخير والحب بيني وبين رفيقتي .
زاجل أنت بفكري منطلق عبر عتمة غلفت روحي في ترحلي .
زاجل أنت فخذ مني عبرتي وعباراتي واستسلم للديمة الثائرة ولا تقـْفُ ما في رسائلي فقد تحجم عن ثورانك فتقف ْ.
ها هو زاجلنا يا أخيتي الحبيبة يصلك يحمل لك أنشودة صعبة في زمن أصعب حروفها نسج من فرح كان يوم اجتمعنا لهدف نعلي ونبني .
حروفها يا رفيقتي في الله علوية سماوية ديمومتها حبل موصول بيننا وبين رسل الخير . فمالي أراك اليوم عني تنأين ولشعاعات غامضة قاتمة تستسلمين .
عهدنا أخوة
عهدنا عمل
عهدنا سمو ورفعة
عهدنا شتاء متهاو في غربة القلوب لنؤنسها بندى التسبيح ورقة السحر والذكر وقومة بين يدي العظيم .
حجارتنا الصغيرة ذرات تحال لما نقصيها فتردم خبث من أنشأها , ونبتسم ذات الابتسامة لما نرضي بارينا بوأدها .
أتراه أخيتي جنوح حرف مني !
فإن كان كذلك فلأني أحبو في عالم صعب أصل إليه ببسمة وتحمل فأزيح عن كواهل الأيام رينا ثقيلا وأرسم خط صلة لأزرع ما بدأنا .
بذارك وبذاري لا زالت في مهدها فلا تنسي أن نصفها معي فإن نأيتِ فلن تكتمل شجرتي وإن تباعدت همومنا فلن يثمر شجرنا .
يا أخيتي
من له بطريق سالك
ومن له بنجوم لا تخبو
ومن له بعمر لا ينقضي
ولا نفس شموسها جياشة على مد الليل
ولا هم يوقفه ولا حزن يثقله ولا صخور إبليسية تصده ,
من يا أخيتي
؟؟
من ؟
فهل برد الثلج في حروفك وغلافاته المتوارية حتى عن ظهور يسيرمركباً تعاهدنا على تسييره؟
مركبنا يا أخيتي وإن كثر سكانه هو نفسنا المتأججة , ونفسنا السارحة على متون الدنيا تحمل لا همها بل هم الغير
بيوتاتنا في قلوبنا ..وعوالمنا قصور واسعة
غرفها لا نملك فيها إلا مفتاح الدخول فتسري ببرد الحب لما يقطن الداخلون ,, ومبسمهم يفتر بتوبة ودعوة عملنا لها سويا
فما بالك أخيتي تنسين أن من بدأ بصرح يقوضه إن تباعد !
صرح النفوس يا أخيتي إن شيد بسنا وشمائل خير ..لا تغيب لما يغيب القمر , ولا تتراكض خلفاً لما يكثر هجوم وعصف أذهان متضاربة .
صرح النفوس إن بنيت جسورة مقدامة نقبها صعب وشرخها أصعب .
مهما جيشت أظافر لخدشٍ فلن تخدش فهي بالله وفي الله ولله .
عودي لنفسك فليكن ما بدأنا
نفس تائبة
نفس عاملة
نفس داعية
ثلاث تساكن قلوبنا ونسكبها
ثلاث لوم ثم توبة ثم طمأنينة ..
فهل علي أخذ عصا الترحال !! فقد بت أرى ترف البعد منك يطول ويطاول حتى ليخلدك إلى دعة .
فابقي معي مبسما مرتل آي ذكر
وابقي معي تسبيحا سحره في سحر .
وابقي في قلبي النابض فهو يحبك لأنه اجتمع معك في الله .
وابقي في قلبي النابض ولا تعتبي على ضجيجه فهو صراخات عالية من ذوات ترتفع .
وابقي في قلبي النابض فأنا يد وجناح
وأنت أخرى وأخرى
نصفق معا ونطير معاً ...........
2
589

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
زاجل حمل إلينا التعجب والألم

في الوقت الذي نعود فيه في فسحة من زمننا الصعب نطارد الثواني لنجتمع بكم ..

نتبارى مع الزمن أينا أسرع للعودة إلى تلك الأيام .. في هذا الوقت يصل زاجلكم

لو وصلتنا الرسالة في وقت مضى لوقعنا راضيين

وعلى جميع حروفك نوقع مهما يكن وفي أي وقت تكون ..

ولك نرخي عنان الدقائق والثواني ...

لاينادى القريب بالضجيج ... ولا يطلب الموجود يا صباحي ...

ليس الثلج في شيء من الحروف التي تصل إليكم ...

إنما البرودة من بعدكم ... والاختصار حرصا على جمع الدرر والاستمتاع بالغوص أكثر وأكثر ...

وحربا على الأوضاع والظروف ..

معكم ... نحلق .. ولو بدون جناح !

فرفقا بنا يا كل المحبة والإخاء