حارث

حارث @harth_1

عضو مميز

رسالة ،،،

الملتقى العام

رسالة ،،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
هذه رسالة كتبتها منذ مدة وأرسلتها إلى إحدى الأخوات في أحد المنتديات متناولاً فيها بعض كتاباتها ،
وقد رأيت إنزالها في الركن العام لتعم بها الفائدة ، وقد عدلت ما يحتاج فيها إلى تعديل ،،
والله من وراء القصد ،،

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة ....... ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
يظل القلم صديق من لا صديق له ، بل يظل الصديق المحافظ المخلص ، في زمن اختلف فيه كل شيء ،،،
وسبحان الله ! فما من شيء يكمل في هذه الدنيا !! وها هو ذا القلم يخرج مكامن نفوسنا وينشر قلوبنا ومشاعرنا على الملأ ،،،
نتنفس عنده ظانين كتم السر وعدم البوح ، وهو يفشي دواخلنا عند غيرنا ، ونحن بذلك راضون !!

أختي الكريمة ،،
لقد قرأت مشاركات وخواطرك في ركن ...... ،،،
ولقد رأيت إبداعاً ،،، إبداعاً في الطرح ، وفي إيصال الفكرة ، تلميحاً لا تصريحاً ، وضمناً لا مطابقة ،،،
ومن هنا جاءت هذه الرسالة --------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------
أختي الفاضلة ،،
آمل منك أن يتسع صدرك لما سأناقشه في هذه الرسالة ، فإن إبداعك الذي لمسته يحتم علي أن أكون معك صريحاً ، ويحتم علي أن أقف معك لأجل أن يتميز عطاؤك ، وهو متميز بالفعل ،،
ولذا ،، فإن هذه الرسالة طويلة ، وأنا إذ أعتذر عن طولها ، لألتمس منك التكرم بقراءتها كاملة ، شاكراً لك سلفاً كريم استجابتك ،،

كتبت عن ( .... ) ، وكتبت موضوع ( ..... ) ، وكتبت ( ...... ) ، وكتبت ( ..... ) ، وكتبت ( ......... ) ،
وكل موضوع من هذه الموضوعات كان يحمل دلالات وإشارات ،،
أضم صوتي معك في النداء الذي وجهتيه إلى فتيات هذا الزمن ،، وإن كنت أختلف معك في آخر الأسطر ،،
وأعجبت بما تكلمت به عن ( .... ) ، وإن كنت أختلف معك في بعض الأفكار سأوردها لاحقاً ،
وكلامك في ( ..... ) أشار إلى جملة من الأمور الجيدة ،،،
ولكني أريد أن آخذ رأيك في بعض ما ورد في تلك المقالات :

في كلامك على ( ...... ) ،، أريد أن أسألك :
.................................................. ؟
وبمعنى آخر هل الرجل الصيني أو الياباني أو التايلدني يحمل هذه الصفات التي ذكرتيها ؟
ثم لنرجع إلى الوراء قليلاً إلى شخوص بعض الشرقيين :
هل كان أبو جهل يحمل هذه الصفات ؟
وهل ذاك الذي قال - وقد بُشِّر بولادة بنت له - : والله ما هي بنعم الولد ! نصرها بكاء وبرها سرقة !!
وهل كان وائد طفلته ، وهو يدسها في التراب يحمل هذه الصفات ؟ ،

وهل المرأة هانت على نفسها لكي تسلم قيادها للرجل ، لا لشيء إلا لكونه ( شرقياً ) ؟
لعلك تتفقين معي بأن الذي ينبغي أن يحكم العلاقة ما بين الرجل والمرأة أمر أقوى من الرجل وأقوى من المرأة ،،
أمر يعرف به الرجل حدوده ، وتعرف المرأة به حقوقها ،،
فعندما تتحجب المرأة أو تخفض صوتها ؛ فإنها تفعل ذلك لا لإرضاء ( كبرياء الرجل الشرقي ) بل لأجل إرضاء من أمرها بذلك سبحانه ، وقد آمنت بوعده واطمأنت نفسها لقوله وعرفت حكمته ،،

ومن وجه آخر ، فإن الرجل حين يلتزم بحفظ المرأة ورعايتها وصيانتها وخدمتها فإن ذلك واجب عليه لا من باب تفضله وإحسانه على المرأة ،،

إن ما نعانيه أن مفاهيمنا أصبحت مغلوطة ، وقد أجلبت علينا الثقافات الأخرى بخيلها ورجلها وجاءتنا موروثات جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان ، فاختلط هذا بذاك ، وأصبحنا نشاهد الخلط في المفاهيم والتصورات ، في أشياء كثيرة من حياتنا ، منها ما يتعلق بحدود العلاقة ما بين الرجل والمرأة ، وفي علاقتنا بالآخر ، وفي حدود ما يسوغ فيه الخلاف البشري مما لا يسوغ - والذي تعرضت - وفقك الله - إليه في موضوع ( ....... ) ،،

نعم أتفق معك بأن ما وقع فيه ( .... ) كان نتاجاً للخلط الذي أشرتُ إليه ،،
فليس كل خلاف مذموماً ، كما أنه ليس كل خلاف محموداً ،،
إن من جاء لينقض أصلاً من الأصول فإن خلافه مذموم ومردود عليه وإن ادعى أنه مسلم ،،
لقد سمعت أحدهم يقول : هل يتصور أن تأتي طير لتحمل حجارة من نار ؟ هكذا !! ينكر صراحة ما جاء في سورة الفيل !! فهل أعد خلاف هذا خلافاً سائغاً لا يفسد للود قضية ؟!!!
بل مخالفته ورأيه مردود عليه ولا كرامة ، بل ليس لي أن أدعه لينشر غيه وضلاله ، والواجب هنا أن تأتي حكمة الممرض والطبيب في العلاج ، فإن لم ينفع العلاج فالبتر ، و (( من بدل دينه فاقتلوه )) ، ولكن ،، ينبغي علي أن أعلم بأنه ليس لأي أحد أن يقوم بالبتر ، فالأمر موكول إلى من يحسنه ممن ولاه الله الأمر ، فكما أن الرجل العادي لا يملك حق بتر عضو مريض فكذا عضو المجتمع - وشأنه في ذلك أشد - ،،
ومن وجه آخر فإن من الأمور ما يكون فيها الخلاف سائغاً من باب اختلاف وجهات النظر ،،
أترين ( ... ) لو أدرك هذا ،، أكان له أن يقع في حيرة ؟!!

( ..... ) ،، أظهرتِ- وفقك الله- فيه ما أراد بعض كتاب هذه الأيام أن يشوهوه من أهمية دور المرأة في مجتمعنا وأن لها مكانتها في الأسرة ، وأن الوالدين يقدرانها كما يقدران الولد الذكر ، بل أزلتِ - وفقك الله - الصورة القاتمة عن تصارع الفتاة مع أخيها ، وشعورها بالهضم تجاهه ،،
ولكن قفي معي عند قولك : ( ...............................................................
------------------------------------------------------------------------------------
.................................................................................................................. )
نعم ،، لقد تحدثت - وفقك الله - عن الواقع ،، واقع ما تحويه أذهان بعض فتياتنا حول الحجاب ، وأنه عادة اعتاد عليها المجتمع ، وأنه كفن أسود تكفن به المرأة في الحياة !! ، وأنه لولا العادات الاجتماعية لأصبح من حديث الأمس ،، و.. و.. إلى آخر تلك المعزوفة النشاز !!

لكن ،، لو أن الفتاة أدركت بأن هذا الحجاب عبادة قبل أن يكون عادة اجتماعية ، هل يمكن أن تدور في ذهنها تلك الأفكار ؟ ولو أنها أدركت أن من أنعم عليها بنعمه الوفيرة من صحة وأمن وعافية ورزق هو الذي أمرها بالحجاب هل يمكن أن تعتبر الحجاب مسايراً للموضة وللأمزجة ضيقاً وسعة وقصراً وطولاً ولوناً وشكلاً ؟!! ،،،
ولو أنها أدركت بأنها بحجابها لا تقل درجة ومكانة عن الرجل في الحقوق والتكاليف ، أكان لتك الأفكار المريضة أن تستولي عليها ؟!!

ثم قفي معي عند قولك في موضوع (........... ) :
( .................................................................................
...........................................................................)
وعند قولك في موضوع ( ............ ) :
(......................................................................................
..................................................... )
تأملي معي في الإيحاءات والرموز !!
القمر يشير إلى عالم الذكور ،، أحلام بقيادة السيارة والسفر دون قيود ،، تحطيم القيود (الشرعية ) والمنطقية ،،
ذلك تصوير للثورة الجامحة التي تختلج في حنايا بعض الفتيات ،،
نعم ،، الضغط الاجتماعي الذي جاء بتفضيل الذكور على الإناث مع سلب حقوق الإناث ،،
الحرية المطلقة للذكر وكأنه لا يسأل عما يفعل ،،
الإعلام الذي يصور حياة الانفلات بأنها حياة الحرية والمتعة ،
الانهزام النفسي والفكري والمعرفي الذي استولى على فتياتنا ،،،
ضعف لتوجيه والتربية ،،
وقبل ذلك ضعف الإيمان ، وعدم تذكر النهاية والخاتمة وعدم الاعتبار بما حل بمن قبلنا ،،،
كل هذه العوامل جعلت بعض الفتيات يضعن في فكرهن بأن أسباب ما هن فيه راجع إلى العادات البالية : حجاب ، قرار في البيوت ، أوامر ، نواهي ، كتاب وسنة ،،،، كبت في كبت في كبت !!
ونسيت أولئك الفتيات بأن الأوامر الشرعية شيء ، والعادات الاجتماعية شيء آخر ،،
فإن الذي أمر بالقرار في البيوت وبالحجاب ، لم يجز للرجل أن يفعل ما يشاء ،،،
ومن أمر بالحجاب والاحتشام ، أمر الرجل والمرأة بغض البصر ،،
ومن أمر بالحجاب والستر ، هو الذي أمر بالصلاة وحسن الخلق والصدق والصلة ، وكل تلك الأحكام لها حكمة وفيها مصلحة ،،
ثم لتنظر إلى حال تلك المجتمعات التي انفتحت على مصراعيها دون ضوابط ، حيث كسرت سور الحواجز ( الشرعية والمنطقية ) لتزاحم الرجل ،، فهل الرجل أفضل منها إلا بما فضله الله ؟

ثم ما الذي نال المرأة ( المتحررة ) من القيود من ( تحررها ) المزعوم ؟ !!!
ما نالها إلا الذل والهوان ،، أصبحت سلعة ، وأداة تعمل لأجل أن تخدم الرجل ، ولأجل متعة الرجل في البارات والأفلام ومسابقات ملكات الجمال ،،، واعذريني على هذه الكلمة ،،،
فرطت في أسرتها وبيتها ،،،، خرجت وهي بنت الثامنة عشرة لتتعلم الخيانة ، ولتضع نتاج خطيئتها طفلاً لا ذنب له ، ينشأ يلعن أمه وأباه والمجتمع بأسره !!
ثم ذهبت بعد أن تخلى عنها أبواها لتعمل ، أي عمل ، أي عمل ،، لأجل لقطة العيش ،، في محطة بنزين ،، في مصنع ،، في ماخور !! في بيت دعارة !!
هكذا خرجت المرأة ، وهكذا ( تحررت المرأة ) ، وهكذا نالت المرأة حقوقها المسلوبة كما زعموا !! ،
وها هي ذي الأفكار الآثمة قد انتقلت إلى بناتنا ،، أفكار الانفلات والحرية المطلقة ،
بل تأثرنا بأولئك حتى في أسباب العيش ووسائله ،، فأضحت الفتاة ترى بأن حياتها بلا عمل يدر عليها كسباً ( مادياً ) حياة لا معنى لها ، كما تفضلت - وفقك الله - ببيان ذلك عند قوله في موضوع ( ..... ) :
(...................................................................................
...................................................................................
..................................................................................
............... )
من قال بأن المرأة لن تجد من سيرعاها وهي في المنزل ؟
أ ليس الأصل أن وظيفتها صناعة الجيل ؟
أليس الرجل مسؤولاً عنها إنفاقاً ورعاية وخدمة ؟
بل إن كانت المرأة غنية وزوجها فقير فإن الشرع يلزم الرجل أن ينفق عليها بقدر استطاعته ، ولم تكلف هي البحث عن مورد الرزق ،،،
وأعود لأقول : من سيحضن الأبناء لو تولت الأم عن وظيفتها الفطرية ؟ ، ولهثت وراء العمل والكسب ؛ لأجل تحصيل الكماليات ، من سيحضن الأجيال ؟ من سيربيهم ؟ الشارع ؟ أم الإعلام ؟ أم ... ؟
أترانا سنقع فيما وقع فيه أولئك التائهون ممن زعموا الحرية وكسر الحدود ؟
لماذا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون ؟
لماذا لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون ؟!!!

أسئلة كثيرة أطرحها ، وأسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة من أقلام المبدعين من أمثالك ،،،

إنها وقفة منا لأجل أن نواجه هذا الواقع ،،
وإنه لواجب على حملة الأقلام - من أمثالك - أن يواجهوه ، وأن يبصروه ويعرفوه ، وعقول الناس كل الناس بين يدي تلك الأقلام المبدعة ،،،
قال صلى الله عليه وسلم : (( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) ،،،

أعتذر إليك أختي الكريمة على طول هذه الرسالة ،،
وآمل أن لا أكون قد أثقلت عليكم ،،
وفقكم الله إلى كل خير ، وأنار بصركم وبصيرتكم بنور الحق ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
2
502

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حارث
حارث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أختي الكريمة رضاب 99 ،
أشكركم على المشاركة ، لا حرمكم الله الأجر ،
وأعتذر لكم عن تأخر الرد ،،