أخي إن قلبي ينزف دماً وأنا أشاهد ذلك الضمير الحي بداخلك وقد بدأ يتضاءل حجمه أمام اتساع ذلك الظلام الذي بدأ يشغل الحيز الأكبر منه. لقد أصبحت وحش كاسر نُزعت الرحمة من قلبه لا يفكر إلا بأول فريسة تقع عليها عيناه لينقض عليها.
أخي أنظر إلي!! أنظر في عيني!!! ألا تخاف الله في بنات المسلمين من اللعب في مشاعرهن وأعراضهن؟ ألا تخاف من عقاب الله ؟ أترضى أن يتلاعب في عرضك كما فعلت أنت بإعراض المسلمين؟ أترضى أن يدنس شرفك ؟ لم ترضى لغيرك مالا ترضاه لنفسك ؟ ما هو شعورك وعرضك يداس عليه؟ هل وضعت نفسك يوما في نفس وضعهم؟. أم أن جل اهتمامك كيف تصطاد فريستك وكيف ترمي لها الطعم.
أين أنت من يوسف عليه السلام حينما راودته امرأة العزيز عن نفسه ولم تكن فقط امرأة العزيز وحده بل نساء المدينة كلها أتذكر ماذا قال؟ لقد قال عز وجل في كتابه الكريم (قال رب السجن أحب إلىّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين ), لقد فسر الأستاذ عمر خالد في كتابه يوسف عليه السلام هذه الآية الكريمة حيث قال:
"يا رب إن مشقة السجن أحب إلى قلبي من مشقة المعصية. ( أصبُ إليهن ) بمعنى أميل إليهن, والميل هنا ليس معناه الفاحشة, وإنما يخاف أن يميل قلبه إليهن, من كثرة إغرائهن ومراودتهن. كما قال (وإلا تصرف عني كيدهن) أي : بالاستعانة بك , لا استطيع أن أصبر وأثبت إلا بك , فا أعني يا رب".
أخي اعلم بأننا بشر وكلنا نخطئ وليس هناك احد معصوم من الخطأ ولكن الله عز وجل قال في كتابه الكريم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائون التوابين) , نحن لسنا أنبياء ولا رسل وإنما بشر غير معصومين من الوقوع في الخطأ ولكن باب التوبة مفتوح . فعد أخي إلى طريق الصواب عد أخي واتق الله وابتعد عن طريق الندامة , الطريق الذي يزينه الشيطان بورود الرذيلة والفسق لأصحاب النفوس الضعيفة التي ابتعدت عن ذكر الله فتمكن منها الشيطان ونسج خيوطه حولهم كما تنسج العنكبوت خيوطها لتصطاد فريستها فلا تكن فريسة للشيطان وأتباعه , فلن يفلح من اتبع الشيطان ولن يفلح من جعل سيده هواه.
أخي أفق قبل فوات الاّوان فأنت من أمة محمد صلى الله علية وسلم خير أمة أخرجت للناس فأي شرف أعظم من هذا الشرف فلا تضيعه بإتباع الشيطان وجنده.

Mashael Al-Harbi @mashael_al_harbi
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الصفحة الأخيرة
شكرا للمشاركة الطيبة