رسالة إلى أخي العاق

الأسرة والمجتمع

:16:رسالة إلى أخي العاق
أخي الحبيب ترددت كثيرا في الكتابة إليك ولكن الأمر إما جنة وإما نار أخي أنا أختك الكبيرة والتي طالما حملتك صغيرا وأطعمتك بيدي وطالما غيرت ملابسك وكم كان شيء مقزز ولكني كنت افعله لأريح أمي بعض الشيء فقد كنا ستة أطفال أنت أخرهم وبهذه الأشياء الصغيرة التي كنت افعلها لك اشعر أن لي حق كبير عليك احزن إن تجاوزته أو انك أنكرته ولكن حينما أرى تقصيرك في حق أمك يتضاءل حزني من اجل نفسي ويعظم من اجل أمنا التي حملتك ووضعتك وانتم معشر الرجال لا تدرون ما معنى حمل ووضع وكفى أن الله العليم قال عن ذلك (حملته أمه وهنا على وهن ) هل تدرك أخي الغالي ذلك أنا نفسي لم أدركه إلا بعد أن أصبحت أم. أخي هل راقت لك الدنيا وأنت بعيد عن أمك واكتفيت بزوجتك تطعمها وتراضيها وتحمل الأكياس الممتلئة إليها وعين أمك تنظر إلى هذه الأشياء منتظرة أن تعطف عليها بشيء منها ثم تتركها وتصعد إلى شقتك تاركها بحسرتها وآلامها هل طاب لك العيش وأنت تقاطعها بالأيام والأسابيع ونسيت أن بطنها كان لك وعاء وثديها كان لك غذاء وتضعك تحت ملابسها لتقيك شر البرد الم تحس نظرة الفرحة والسعادة في عينها وهي تراك تكبر وتكبر وحينما اخترت زوجتك ثم أخبرتها آخر الأمر كتمت حزنها في قلبها
أنسيت أن جسمك تكون من شبابها وعظمها ولحمها أنسيت هذا وتضن عليها بزوجتك أن تساعدها وتبخل عليها من كدك أن تطعمها منه أما كان يجب عليك قبل أن تصعد إلى شقتك أن تطعمها مما رزقك الله أتتهاون أن تدعوا عليك فلا تربح أبدا أم انك لا تخشى عاقبة الأيام إن يرد لك الفعل بمثله
أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق وألجمها الحزن ،جعلت الكمد شعارها والغم دثارها وأجريت دمعها وأحزنت قلبها وقطعت رحمها أخي كلما شكت لي أمك منك تكاد تدعوا عليك ولكنها تخشى عليك أن تصيبك لعنت دعوتها وشؤمها وتندم يوم لا ينفع الندم وحينما تكبر مثلها ويرق عظمك وترتعش إطرافك وقد أصبحت حركتك ضعيفة تحتاج إلى من يناولك كوب الماء فلا تجد ابن مطيع أو بنت حانية ساعتها ستعض على أناملك من الندم وتقول أين أنتي يا أمي كي اقبل قدمك وألبي مطلبك وتذهب عند قبرها ترجو رضاها وعفوها ولكن إن هي صفحت عنك فلن يصفح الله عنك يا من آثرت عليها زوجتك وأصدقاؤك ونفسك يا من كنت تعاملها الند بالند إن كشرت في وجهك كشرت أنت أيضا وان خاصمتك خاصمتها .
أسالك أيها الغالي سُنة من تتبع ؟؟ لو أن أمي ما تعبت معنا وذاقت الأمرين في تربيتنا هي وأبي لو كانت مترفة تتركنا في الشارع بدون طعام وشراب لو لم ينفقوا علينا حتى كبرنا وتعلمنا وجعلوا لكل واحد منا بيت يسكنه لو أن كل هذا صدر منهما ما كان يجب عليك أن تتعامل معها هذه المعاملة أفق يا أخي.. بدأالشيب يعلو مفرقك ، وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً والجزاء من جنس العمل . وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثل ما كتبتها إليك أمي، وعند الله تجتمع الخصوم .


أرجع أخي فهذا طريق لابد لمن سلكه أن يتذوق مرارته اذهب إليها وقبل قدمها وابكي لعل الله أن يغفر لك ذلك فإن لم تدعوا عليك هي فسوف ادعوا أنا فأنا لست أمك .
1
408

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الدنيا سراب
الدنيا سراب
اتمنى ان تصلك رسالتك للعاقين من الابناء