رسالة إلى ابني المبتعث

رسالة إلى ابني المبتعث

فوزية محمد أبو عبيد-جريدة الرياض




إنني بمداد امتزج بالدمع أسطر لك هذه الكلمات فتأمل معانيها لتحس أنها نبضات قلب، بني اعلم ان هناك خيالاً يزورك كل ليلة لينظر إلى عينيك قبل ان تخلد للنوم وقلب يرفرف حول سريرك ويدعو الله بحفظك وهدايتك وتذكر من تتمنى لو تحس بيدها رأسك وتطمئن عليك قبل نومك إنها تحملت في بعدك عناء عظيماً لن تدرك مداه حتى تصبح في يوم ما أباً بمشيئة الله فاجعل ذلك العناء مثمراً بعودة تقر بها العين ويأنس بها القلب إن شاء الله ثم أعلم ان والدنا جميعاً الملك عبدالله جزاه الله عنا خير الجزاء قد بذل الكثير والكثير إنه ينبوع من العطاء يفيض بالود من أجل أبنائه المبتعثين لقد احتضنك وغيرك من المبتعثين داخل قلبه لتكونوا عماداً لهذا الوطن وفخراً وعزاً نرفع به رؤوسنا وأعلم ان تربة الوطن ترويها قطرات العرق منكم، في صبركم وكفاحكم فارعوا أملنا بكم وكونوا للوطن شبابه وقوته وسنده، وحين تروا أعلام الدول الأخرى تذكروا الراية الخضراء التي تخفق بأعظم عبارة عرفها التاريخ (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله)، أدامها الله خفاقة بالعز والخير.


بني إن قربك من أهدافك وحصولك على أعلى مراتب العلم لن يتسنى لك حتى تقترب حقاً من رب العزة والجلال، جاعلاً أعمالك مرضاة لوجهه الكريم ثم كن واثقاً من قدراتك واحذر اليأس فإنه معول يهدم الطموح ويقضي عليه وحين يستعصي عليك أمر استعن بالله الذي لا يعجزه أمر في الأرض ولا في السماء وحين يغلبك الشوق إلينا أكثر من ذكر الله وافتح كتابه الكريم تالياً بعض آياته ففي ذلك سكينة وثواب ولا يغفل عن تفكيرك أنه قد يرجع البعض إلى أرض الوطن متفوقاً في تحصيله حاملاً أعلى المؤهلات العلمية لكنه قد فقد مؤهلاته الخلقية وفقد المحافظة على مبادئ دينه رجع مستعيناً بعقله تارة وتارة فاقداً له، مصطحباً في رحلته صحبة سوء تزين له الحاضر وتدمر المستقبل فاحذرهم احذرهم احذرهم.


آمل ان تتذكر قلباً يهتز لذكرك وينفطر لبعدك، تذكره جيداً فذلك من برك الذي عهدته بك صدقني إنني انتظر عودتك من اليوم الذي تسافر به..


لا حرمني الله رؤيتك وبرك ولا حرم الوطن عطاءك وبذلك
دُمت في رعاية الله وحفظه،،،