رسالة إلى حواء

الأسرة والمجتمع

حقوق الزوجين والتعامل بينهما ..


=== القسم الأول: ما للمرأة من حقوق ومعاملة.
تم ذكره في الموضوع https://www.hawaaworld.com/showthread.php?t=452434...

=== القسم الثاني: ما للرجل من حقوق ومعاملة.
قبل أن أشرع في ذكر الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب، أود التنبيه إلى أمر مهم قد انتشر بين الشابات في هذا الزمن!
صرنا نسمع كثيرًا من الشابات المقبلات على الزواج أو حديثات الزواج: لماذا أطيع زوجي وأسمع أوامره وأخدمه؟ أنا مثلي مثله!
سمعت هذه العبارة كثيرًا حتى مرّ معي ذات يوم قصة إبليس حين أمره الله بالسجود لآدم عليه السلام وأمر كذلك الملائكة، فالملائكة قوم مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، استجابوا لأمر الله تعالى مباشرة دون أي اعتراض، ولم يقولوا لماذا نسجد له؟ مثلنا مثله وكلنا مخلوقات لله ، بل نحن خير منه وخُلقنا قبله وقد كرمّنا الله وخلقنا من نور!
بل أطاعوا ونفّذوا دون اعتراض.
أما إبليس: قال أنا خير منه، وأبى السجود لآدم واعترض على أمر الله, فجوزي باللعن والطرد من الجنة!
فالزوجة التي تأبى طاعة زوجها وتقول لماذا أطيعه ومثلي مثله فلتحذر! لأنها تشابه إبليس في الاعتراض والكِبر.
ومن الزوجات من تقول: لو كان زوجي يستحق لفعلت وفعلت، نقول لها امتثلي أمر الله دون اعتراض، فالله لما أمرك أن تطيعي زوجك لم يقيد ذلك بكون الرجل حسن الخلق أو غير ذلك، وإن كان سيء الخلق فقد جعل الله لك مخرجا بأن تردّي المهر وتتركيه، ولم يأذن لك بعصيانه إلا إن أمرك بمعصية.


ما ورد في الكتاب والسنة عن حق الزوج ومكانته:
قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى, من المحافظة على فرائضه, وكفهن عن المفاسد والرجال عليهم, أن يلزموهن بذلك.
وقوامون عليهن أيضا, بالإنفاق عليهن, والكسوة, والمسكن.
ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: " بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ" أي: بسبب فضل الرجال على النساء, وإفضالهم عليهم.
فتفضيل الرجال على النساء, من وجوه متعددة:
من كون الولايات مختصة بالرجال, والنبوة والرسالة, واختصاصهم بكثير من العبادات,كالجهاد, والأعياد, والجمع.
وبما خصهم الله به, من العقل, والرزانة, والصبر, والجلد, الذي ليس للنساء مثله.
وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات, بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال, ويتميزون عن النساء.
ولعل هذا, سر قوله " وَبِمَا أَنْفَقُوا " وحذف المفعول, ليدل على عموم النفقة.
فعُلم من هذا كله, أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته, وهي عنده عانية أسيرة.
فوظيفته, أن يقوم بما استرعاه الله به.
ووظيفتها, القيام بطاعة ربها, وطاعة زوجها
فلهذا قال: "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ " أي: مطيعات لله تعالى
"حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ" أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب, تحفظ بعلها بنفسها, وماله, وذلك بحفظ الله لهن, وتوفيقه لهن, لا من أنفسهن, فإن النفس أمارة بالسوء, ولكن من توكل على الله, كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه. تفسير السعدي


ما ورد في السنة:
1- تعظيم حق الزوج ، قال صلى الله عليه وسلم:
* (لو تعلمُ المرأةُ حقَّ الزوْجِ ، لم تَقْعُدْ ما حضَرَ غدَاؤُهُ و عَشَاؤُهُ ؛ حتى يفرَغَ منه) صححه الألباني
وقد فسره بعضهم: فإذا وضعت الغداء ليأكل تقف على رأسه تنظر ماذا يريد لتقدم له، وهكذا عند العشاء تقف حتى يفرغ من غدائه وعشائه؛ لمنزلة الزوج وعظم حقه.
* (فإنِّي لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها، والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ) صححه الألباني
قال ابن الأثير : إن نسِاء العرب كُنَّ إذا أَردْن الولادة جلسْنَ على قَتَب ويقلن إنه أسْلسُ لخرُوج الولد ، فأُرِيدت تلك الحالة !
وفي رواية: (إذا أرادَ أحدُكمْ مِنِ امرأتِه حاجَتَهُ فلْيأتِها وإنْ كانَتْ على تَنُّورٍ) صححه الألباني
حتى وإن كانت في صناعة طعام ، ولو أدّى ذلك إلى احتراق بعض الطعام ، أو تأخير كل الأعمال .


2- وأعجب من ذلك أن المرأة لا تتشاغل بِحَقّ ربِّها من نوافل الطاعات عن حقّ زوجها ، ولذلك جاء النهي عن أن تصوم المرأة وزوجها حاضر إلاّ بإذنه كما في الحديث:
(لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه ، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) رواه البخاري
وفي رواية: (لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ)
وفي لسان العرب:
بَعْلُ الشيء: رَبُّه ومالِكُه ، والبَعْل المَالك والرئيس، وإِنما سمي زوج المرأَة بَعْلاً لأَنه سيدها ومالكها.


3- بل توعد من تأبى تلبية زوجها فقال:
* (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فأبت أن تجيء ، لعنتها الملائكة حتى تصبح) رواه البخاري
* (والَّذي نفسي بيدِهِ ما من رجلٍ يدعو امرأتَهُ إلى فراشِها فتأبى عليهِ إلَّا كانَ الَّذي في السَّماءِ ساخطًا عليْها حتَّى يرضى عنْها) رواه مسلم


4- أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحاجة، فقال: ((أي هذه! أذات بعل؟))، قلت: نعم، قال: ((كيف أنت له؟))، قالت: ما آلوه إلا ما عجَزت عنه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك)) صححه الألباني


5- جمع بين ركنين عظيمين من أركان الإسلام وبين طاعة الزوج وجعل ذلك سبب دخول الجنة:
(إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ) صححه الألباني


6- صفات خير النساء:
(خيرُ النِّساءِ التي تَسُرُّهُ إذا نَظَرَ ، و تُطِيعُهُ إذا أمَرَ ، لا تُخالِفُهُ في نَفسِها و لا مالِها بِما يَكرَهُ) صححه الألباني


7- توعد من تعصي زوجها:
(اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبِق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عَصَت زوجها حتى ترجع) صححه الألباني


8- مسؤولة عن بيت زوجها:
(والرجل راع على أهله وهو مسئول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسئولة) رواه البخاري.


9- حقوق للزوج:
(فَحَقُّكُمْ عليهِنَّ أنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهونَ ، ولا يَأْذَنَّ في بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهونَ) حسنه الألباني


10- توعد من لا تشكر زوجها أو تنكر معروفه:
* (ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا لم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط) رواه البخاري
* (لا ينظرُ اللهُ تبارك وتعالى إلى امرأةٍ لا تشكُرُ لزوجِها ؛ وهيَ لا تَستَغني عنهُ) صححه الألباني
وهذا ما كنتُ أتحدث عنه وهو النظر إلى الإيجابيات ..


11- لا تنام إذا كان غاضب:
(أَلَا أُخْبِرُكُمْ بنسائِكم مِنْ أهلِ الجنةِ ؟ الودودُ الولودُ ، العؤودُ ؛ التي إذا ظُلِمَتْ قالت : هذه يدي في يدِكَ ، لا أذوقُ غُمْضًا حتى تَرْضَى) حسنه الألباني
لاحظن لفظ الحديث: إذا ظُلمت، يعني حتى لو كانت مظلومة لا تنام وهو غاضب.


12- احترام الزوج وتعظيمه:
وعن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قالت ابنة سعيد بن المسيب: ما كنا نكلِّم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم. (لم أتوصل لتخريجه لكن مما يستأنس به)




بهذا نكون قد وصلنا لختام سلسلتنا، نسأل الله تعالى أن يجعلها سببا لصلاح البيوت
وأن يتقبلها، ويجعلها خالصة لوجهه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
19
793

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

roroالشامية
roroالشامية
جزاك الله خير
مع اني مو متزوجه بس بتفيد بالمستقبل
بنتي غيرت حياتي
بنتي غيرت حياتي
جزاك الله خير
أم عمار الشامي
أم عمار الشامي
جزاك الله خير ، في أحاديث أول مرة أعرفها ..
الله يغفر لنا
حواء أنا أختها
حواء أنا أختها
الله يسعدك ياقلبي وينفع بك خلقه ويثبتنا وإياك على طاعته
سكن الفؤاد
سكن الفؤاد
انتقاء موفق كسابقه نفع الله بك


وسدد على الحق خطاك ..