الأربعاء, 14 يناير 2009
محمد بتاع البلادي
* أما قبل:- فدعيني أُذكّركِ أيتها الماجدة العربية بقصة من قصص صمود شقيقتك وقسيمتك البحر والشاطئ (عكا).. فلا شك انك تذكرين قصة تحطيمها لكبرياء (نابليون) وجنوده، يومها اكتفى (بونابرت) برمي قبعته خلف أسوار (عكا) قبل أن يعود مهزوماً منكسراً، ككل من سبقه من الغزاة والمحتلين.. ربما من هنا جاء المثل الفلسطيني الشهير «لو أن عكا خافت من البحر لما وقفت على الشاطئ«.. وها أنت تقفين على الشاطئ ذاته و بنفس القدر من الشجاعة والصمود.. ولكن مع اختلاف ليس بسيطاً للأسف.. فقبعة (نابليون) تحولت اليوم إلى قنابل من الفسفور الأبيض.. كما لم تعد القلاع ولا الحصون ولا حتى أنفاق الأرض ملاذاً آمنا لأطفالك و شيوخك.. ومع ذلك لم تشعري يوماً بالفزع.. ولم تأمري أبناءك حتى الآن بإقامة صلاة الخوف في النصف المتبقي من مساجدك العتيقة.
* لم نعش أيتها المرابطة انتصار شقيقتك (عكا) لكننا نعايش أحداث صمودك وانتصاراتك مذ عرفناك.. فإليك وحدك أقدم الشكر الذي تستحقين.. شكراً لأنك أيقظت في عروقنا ما تبقى من مشاعر العزة والكرامة.. و شكراً لأنك كشفتِ للعالم كله حقيقة الجيش الذي يدعي جنرالاته بأنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم!!.. شكراً لأنك كشفت لنا أيضاً انه من السهل جداً الحديث عن ثقة متبادلة، وعن تسامح وصداقة، إلا انه من الصعب جداً ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال! .. شكراً لأنك أعدتِ لنا قليلاً من العقل والمنطق تجاه احتفالنا المتفائل بسياسة الـ(CHANGE) الأمريكية.. الذي يبدو أنه (تغيير) أمريكي خاص لا تنطبق مواصفاته عليك! .. شكراً لأنك أعدتِ للشارع العربي القليل من الوفاق النفسي.. شكراً بعدد ما قدمتِ من أطفالك وشيوخك ونسائك دفاعاً عن كرامة الأمة.. بعدد ما يحمل ثراكِ من رفات الشهداء.. و بعدد ما تحمل أرضكِ من أشجار و أغصان الزيتون.
* عذراً غزة.. فلا زال العالم لا يفرق -أو لا يريد أن يفرق- بين المقاومة والإرهاب.. وبين الضحية والجلاد.. عذراً غزة إن جاء رد الفعل الأقوى من بلاد (الأناضول) بينما يقضي الكثيرون من جيرانك ليالي الشتاء الطويلة (كمتفرجين) على عمليات تقليم أظافرك الصغيرة التي أدمت مقلة الوحش.. عذراً غزة على تلعثمي وعدم قدرتي الرد على طفلي ذي السادسة الذي يسائلني دوماً لماذا يضربونكِ بكل هذه الوحشية؟.
* أما بعد:- فلم اكتب ما سبق شفقةً أو رثاءً، فأنت الطرف الأقوى في المعركة حتى وإن بدا لهم غير ذلك.. ولم اكتبه استجداءً لتعاطف عصبة من الأمم غير المنصفة.. بل اكتب إليكِ طمعاً في أن تعلمينا المزيد من دروس الصمود والمقاومة والإيمان.. فاصمدي غزة أكثر وأكثر فان النصر قريب.. و لا تهني ولا تحزني و أنتِ الأعلى بإذن الله.. واعلمي أن أشد ساعات الظلمة هي تلك التي تسبق بزوغ الفجر.. اصمدي أيتها الشامخة وانفضي عن ثوبك العربي الجميل كل ما علق به من غبار.. اصمدي غزة ولا تصرخي بل انفضي عن يديك ثرى قبور أطفالك .. امسحي دموعك بطرف حجابك الذي مازال يزين راسك .. افردي قامة جسدك النحيل الذي أنهكه الحصار والجوع والمقاطعة والظلام.. انهضي غزة واصنعي لآل (يعرب) طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم.
عجبني المقال جدا ايش رايكم

احلى جودي @ahl_gody
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فلسطين الصمود
سنعود يوما باذن الله الى عزتنا ووحدتنا
يوما ما