رسالة استغاثة إلي مدير عام التعليم عاجل

رسالة استغاثة إلي مدير عام التعليم عاجل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله مسبب الأسباب ، مجري السحاب ، خالق خلقة من تراب ..
والصلاة والسلام على ذي الأمجاد ، سني الأجداد ، وخير من مشى في الأعالي والوهاد .. محمد بن عبدا لله وعلى آله وصحبة صفوة الأعلام ، ودرر الفئام .. وبعد
معالي وزير المعارف الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد سلمه الله
صورة مكرره لسعادة / مدير تعليم البنات بمحافظة جدة عبدالله المحمدي سلمة الله

سلام المولي عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن معلمات الرابعة المتوسطة بمحافظة جده إليكم- بعد الله قد- رفعنا كتابنا ، ونحيطكم علماً أنه قد تم رفع كتاب سابق من قبلنا في هذا الشان .... إلي مدير عام التعليم بمحافظة جده عبدالله المحمدي
أما والله قد علمنا كثرة شواغلكم ومسؤولياتكم التي بثقلها أعانكم الله – نعترف ، ومن وابل اهتمامكم بشأننا نتوسم أن نغترف – وأننا إذ نستبيحكم عذرا في تكرار كتابنا وذلك لما نرجوه بعد الله منكم من التفاتهٍ بعين البصيرة التي – عنكم – علمناها، ومنكم رجوناها، فسراب أمانينا نخاله بين أيديكم – بأذن الله – شراباً رفع الله قدركم ، وزاد من فضلكم .. فهيهات .. للسيل إذا جاء – منكم – أن يقف قبل أن يمد مده ويبلغ حده ، ولكم سمعنا عن فنون بركم ، وضروب فضلكم ، ولئن كنا نعلمُ إنا بذا ما زددنا إطراء عليكم ، ولا اضفنأ به منقبة إليكم .. لمن يهدى التمر إلي هجر ، أومن يمنح البحر الخضم بالمطر .. أدام الله لكم تلك الحضرة ما لاح جبين هلال وبلغ غاية الكمال.. هذا وقد تم إبلاغكم بمعاناتنا التي سطرنا لكم ، حيث أننا معلمات المدرسة الواقعة في حي الهنداوية التي تم إخلاؤها منذ عام لأعمال الصيانة والترميم وقد تم انتقلنا إلي المدرسة السادسة الابتدائية الواقعة في حي الكندره حيث تجثمنا كثير من الصعاب لقاء ما نواجه من عرقلة القيام بأداء التبعات المنوطة بنا التي تم طرحها بين أيديكم في كتبنا السابق ..

ولقد رمنا أن تبدأ أعمال الترميم لمدرستنا كما تم إبلاغنا بذلك ، ولكن عدنا نقضي من ذلك عجباً ونتخذ في بطن الأرض سربا، فكما اسلفنا لكم .. فالمدرسة لم تقم فيها أعمال الترميم ولا نعلم لماذا لم يتم البدء في هذا حتى الآن ؟ ولماذا لم يجر البحث في هذا الأمر ؟!!
ولن نطيل عليكم كتابنا في سرد ما قد مناه لكم في كتابنا السابق ، وإنما نود منكم أن تفتحوا لنا قلوبكم قبل أسماعكم ، وأن تحيطوا كتابنا بالجنان قبل البنان ... فامتداد معاناتنا يبدو جلياً في السلبيات القائمة والتي تجرعناها غصصا من علقم ، وشرابا آسناَ طعمه .. وها نحن أولاء في هذا الشهر المبارك يأتينا قرار جديد من قبل مشرفات المواد المختلفة فروعها حيث يفيد بأنه سيتم قسراً وقهراً ضم الفصول الدراسية في مدرستنا الحالية وتقويضها بحيث تتمكن المشرفات من ندب معلمات مدرستنا إلي مدارس متفرقة لأجل غير مسمى ندباَ عشوائياً دون مراعاة الأحوال المعلمات وظروف الموصلات أو حتى موافقة أوليا الأمور ، وفي حال الرفض للندب تمنع المعلمة من التوقيع لإثبات حضورها ، ناهيكم عن الصعوبات التي نجدها في الدوام المسائي وبخاصة في شهر رمضان حيث الحصص ، وكثافة المناهج الدراسية ..
وكأن هذه الخطة – خطة دمج الفصول وندب المعلمات – هي أنجع وأنقع علاج لأمثالنا ، حيث سيتم توزيع المعلمات على مدارس لم يتم فيها تدريس أو تعريف التلميذات على المنهج ذلك أن مدارسهن تعاني من نقص في المعلمات أو لا يكاد أن يكون فيها معلمات – ولنا هنا وقفه .. ألم ينتبه لهذا الأمر إلا بعد مرور شهرين من بدء الدراسة؟!! أين المتابعة وأين التخطيط ؟!!
يطلب إلينا هذا ..... أن جاهدت معلماتنا وكافحت في تدريس مناهجهن ، والآن هن يجبرن على قبول مناهج لم تدرس بعد !! أنى يكون التحاكم في مثل هذه الأمور ؟!! وكيف تتجرع وهي لا تكاد تسوغ ؟!! فبالله أني يكون ذلك؟!!
ولا نخفيكم مدى تضجر أوليا أمور المعلمات والتلميذات لهذه الأوضاع السيئة ، فلقد بلغ تأثير هذا الوضع تأثير مباشراً على التلميذات حيث تدنى المستوى العلمي لديهن وذلك كثرة تغيب التلميذات أو لصعوبة الموصلات نظراً لارتباطات أوليا أمورهن بأعمالهم في مثل هذه الأوقات حيث اختلاف الدوام المدرسي عما يفترض أن يكون عليه في الصباح الباكر حيث البركة في الجهد والوقت والعمل .
كما ينبغي أن ننبه لعدم قدرة المعلمات على المتابعة المنتظمة للتلميذات نظراَ للوضع الراهن كما لا يغيب عنكم أهمية تقارب الأساليب لطرح المادة العلمية من قبل المعلمات الذي سيكون له التأثير البالغ على أذهان التلميذات إذا أحجمت الفصول ودمجت .!!
فعلى سبيل المثال .. يبلغ عدد فصول الصف الأول المتوسط لدينا عشرة فصول .. سيتم دمجها لتصبح خمسة فصول والفائض من المعلمات سيبعثرن في مختلف المدارس كيفما كان الوضع شئنَ أم أبينِ ، ويضرب بمعاناتهن وآرائهن عرض الحائط..

وهذا ما دعنا – للكاتبة إليكم ومصارحتكم بسوء أوضاعنا حيث صمت الآذان عن قبول كلامنا أو الاعتداد بآرائنا ، أو الاكتراث بآلامنا، فقد أعيتناا الحيلة ، وبلغ منا الأمر مبلغة .. أمور تسوء ولا تسر ، ولا تحلو بل تمر .. فكيف بنا ونحن على هذا الشان ؟!!
كيف يكون النهوض ببناتنا وبالعملية التربوية ونحن على شفا جرف هار من التداعيات السلبية ... والله در القائل:-
إذا لم يكن الغيث هاميــــاً **** فلا ترجوا أن يكون النبت ناميـــاً

ختاماً لكم منا وافر الشكروالتقدير
ونسأل الله أن يرفعكم بها عنده، وأعاننا وإياكم على تقل الحمل وأدا الأمانة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدم من معلمات الرابعة المتوسطة بجده

6/9/1423 هـ
****************
منقول من القلعة الكاتب سفير الكلمة