رسالة اعتذار ونُصْح

باسم الله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، الحمد لله وحده القائل في محكم التّنزيل:- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النّساء: 1) والصّلاة على من لا نبيَّ بعده، وهو القائل: {كلُّ بني آدم خطَّاء، وخيرُ الخطّائين التّوّابون}، وبعد:-أخواتي في الإسلام أحيّيكُنّ بتحيّة الإسلام العظيم، يا حفيدات عائشة وخديجة يا حفيدات صحابيّات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ورضي الله عنهنّ، يا من سلكتُنّ طريقهُنّ، أيّتها الطّاهرات العفيفات، يا عظيمات الخلق، أسأل الله أن يجزي من علّمكنّ وربّاكُنّ وأدبكُنّ الجنّة فإنّه أحسن تعليمكنّ وتأديبكُنّ، واسمحن لي بقول ما تلجلج في صدري بعد أن ضقت ذرعًا من قبيح أفعالي:-

أوّلًا: يشهد الله أنّ هذا المُنتدى منتدىً خيِّر؛ لما فيه من ذكر الله، والثّناء عليه، ولما فيه من علم نّافع ومشورات تنفع النّاس وغير ذلك الكثير؛ فجزى الله القائمات على المنتدى خير الجزاء، وجعل كلّ حرف فيه خير، كُتِب طلبًا لمرضاة الله، في ميزان حسناتهنّ.

ثانيًا: أستغفر الله لنفسي، ولكلّ من أسأت لها عن قصد وعن غير قصد، وعن كلّ كلمة خادشة للحياء، وصورة تغضب الله، نشرتها هنا، فوالله ما فعلت إلّا من ضعف في إيماني، ومن مرض في قلبي، ومن وساوس الشّيطان الّتي استولت عليّ، فأسأل الله المغفرة والتّوبة النّصوح، وكنت أنسى أنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد بالعذاب الأليم في الدّنيا والآخر لمن يُحِبّ نشر الفاحشة بين المؤمنين وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النّور: 19)..أستغفر الله العظيم من كلّ ذنب عظيم، أستغفر الله وأتوب إليه.

ثالثًا: أتعهّد ألّا أعود لهذا المنتدى بتاتًا وأن أُجاهد نفسي لأجل ذلك قَدْر ما استطعت، وأسأل الله العون على ذلك، وأطلب منكنّ حذف هذا الحساب.

رابعًا:- أودّ أن أُسْدي بعض النّصائح الّتي قد تسِدّ الأبواب أمام من يسعون لنشر الفواحش من مرضى القلوب -أمثالي- وحتّى إن لم يُوْجَدوا؛ فهذه قد تكون نافعة للمُنْتدى بشكلّ عامّ، كي لا يُنْشَر فيه إلّا الصالِحُ من كُلِّ كلام، وهي ما توصّلت إليه بعد تفكير مليٍّ حول كيفية الخلاص من هذه المشكلة، وهذه النّصائح أضعها للقائمات على هذا المُنتدى الخيِّر -جزاهُنّ الله خير الجزاء- راجيًا منهُنّ أن يأخُذنَها بعين الاعتبار:-

١- التّأكُّد من هُويّة (جِنْس) كلّ من يعمل على إنشاء حساب جديد، أن تكون امرأة لا رجل، أو حساب امرأة يقف وراءه رجل كما في حالتي هذه! وذلك بطلب بطاقة هُويّة مُنْشِئة الحساب، أو بغيره من الطّرائق.

٢- أن تتعهّد النّاشرة بأن تتقّي الله في كلّ كلمة تكتبها وأن تكتب فقط ما يرضي الله، وما فيه الخير للقارئات.

٣- لا بُدَّ من وجود مُشْرِفات على المحتوى، وتكون وظيفتُهُنّ التّأكُّد من خلوِّ ما يُنْشَر من الفسوق والمُنكَر واللَّغو والأخطاء، وذلك قبل المُوافَقة على نشره.

٤- إتاحة الإمكانيّة للنّاشرة حذف كلّ تعليق مُسيْءٍ على منشورها.

٥- إتاحة إمكانية حذف الحسابات لمن يرى الخير في ذلك.

٦- تعديل خوارزميّات المُنْتدى، بحيث تمنع نشر العُريّ والفاحش من الكلام.ختامًا، أعبّر عن نّدمي الشّديد عمّا فعلت، وأسأل الصّفح والعفو منكُنّ، والعفو والصّفح من شِيَم الكِرام، وأسأل الله لي المَغفِرة، وأستحْضِر قوله -سبحانه وتعالى-: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (البقرة: 281)

واللهُ من وراء القصد.