فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

رسالة الجمعة ~ كنّا في أهلنا مشفقين ~

الملتقى العام

((إنا كنّا قبل في أهلِنا .. مُشفقين ))
🍁 🍁 🍁 🍁


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
وبعد
فالحياة طريق ..
يتسع ويضيق
والمؤمن يقطعه بأقدام الخوف والرجاء ..
مشفقاً على نفسه ، وجلاً .. حذراً ..
من الوقوع فيما يورده موارد الهلكة ..
***
في سورة الطور تتجلى بعض مشاهد المتقين ..
وهم يمتعون أنظارهم بآيات النعيم
مبهورين مما يغشاهم من لألاء النور في الجنان الخضر ..
هناك حيث يتلاقى المؤمنون
ويرى المرء صاحبه فيمتلئ فلبه حبوراً ويقبل أحدهما على الآخر ..
إقبال المحب على من أحب في الله ..
يتبادلون البشارات والأخبار ..
يسأل بعضهم بعضاً سؤال شوق وحب في سماع ماعندهم ..
لاسؤال تعجب من ملاقاتهم هناك
يقولون :
ماذا كنتم تعملون في الدنيا ؟
وكيف فزتم بهذا العطاء الرباني الكريم ؟
كلٌّ يسأل صاحبه .. ويحكي قصته ..
ويسرد كل منهم الأعمال الصالحة التي وقته من النار وأدخلته الجنة ..
وتتفق جميع الأجوبة وتجتمع على حقيقة واحدة :
( قالوا إنا كنا قبل في اهلنا مشفقين )..
كنا مشفقين على أنفسنا إشفاقاً يخالطه الخوف والرحمة
كنّا حذرين من أن نقع في ذنب يهوي بنا ويوردنا موارد الهلاك ..
***
نعم فالإشفاق هو الذي يغذي التقوى في النفوس ..!
والإشفاق جعلهم في اقرب الناس إليهم: أهلهم وأولادهم متقين.
يحملون في قلوبهم الخوف من الله والرهبة منه ، والرجاء في رحمته ..
فتراهم يرعون حقوقهم ، ويحيطوهم بالرحمة والحنان ..
ولا يتبعون كآخرين الفتنة والغفلة ، وينشغلون بمتاع الحياة الدنيا
منصرفين عن التفكير في حساب الآخرة ..
هم يرعون حقوق الله ويسيرون إليه بقلوب وجلة ..
ويقدمون أعمالهم خالصة لوجهه تعالى ..
ينيرون بمصابيح التقوى بيوتهم ..
ويزرعون مبادئ الإيمان والخشية في نفوس أهليهم ..
فكانوا بذلك قدوة سار على خطاها أبناءهم ..
و تشبعت نفوسهم بروح الخشية والإشفاق ..
***
وماذا حصد هؤلاء المتقين في أخراهم ؟؟
الجنة كانت ثمرة خشيتهم .. كما قد تبين لنا في مطلع الحديث
والنجاة من عذاب النار قبلها كانت عطاء رحيما من الله تعالى :
( فمنّ الله علينا ، ووقانا عذاب السموم ).
***
ويكتمل عقد التحاور بين الاصحاب في الجنة ببيان القرآن :
( إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )
كنا في الدنيا ( ندعوه ) أي نخلص في عبادته ونوحده ..
ونبتهل إليه وحده فلا برّ على الحقيقة سواه ..
ونرفع إليه ناصية الدعاء ..
وقلوبنا المشفقة في تقلب دائم بين الخوف والرجاء ..
***
إنه ربنا ( البر ) شديد الرحمة ..
رحمة تسع كل من تاب وأناب .. ورجع إلى الله ..
ربنا ( البر) المحسن في رفق ..
غافر الذنوب ..
كثير العطاء..
***
في كل يوم يارب نقترف ذنباً وقد نغفل عن الصغائر ،
أو لانعيرها أهتماماً ..
وننسى أن عظائم الذنوب تأتي من الاستهانه بحقيرها ..
كما تأتي النار من مستصغر الشرر..
تتراكم وتثقل أعناقنا .. وتوردنا موارد الهلاك ..
فلننتبه أخواتي ،
ولنسأل الله المغفرة عن جميع ذنوبنا جلٰها ودقها
فرحمته وبره بنا أوسع من ذنوبنا ..
وأرجى عندنا من أعمالنا ..
وعسى أن يجمعنا الله في ظل رحمته ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
🍁🍁🍁
20
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

M!ss Smile
M!ss Smile
لله درك
اللهم اجعلنا من أهل الفوز والجنان 🙏🏻
تدلل ياقمر
تدلل ياقمر
الله يجزاك خير وقعت تلك الايه في قلبي موقع اسئل الله انه يجعلنا منهم يارب🌹
ملَك إنسان
ملَك إنسان
جزاك الله خير ونفع بك
Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
بارك الله فيكِ
ويعطيكِ العافية
أنهار من عسل
أنهار من عسل
جزاك الله خيراً موضوع رائع