رسالة عاجلة في المشكلات الزوجية
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين .
الحمد لله الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة ، الحمد لله الذي انعم علينا بإباحة النكاح ليكون ذلك وسيلة مهمة جدا لبناء المجتمع المسلم الذي يتكون من الأسر المسلمة التي تركب بنيانه ، ولذلك كان الحديث عن مشكلات الأسر المسلمة و إلقاء الضوء الشرعي على تكوينها وتركيبها وحل مشكلاتها ومعضلاتها من لوازم الأمور .
أيها الاخوة
يأتي الكلام على هذا الموضوع في هذه المرحلة الحساسة وهذا الوقت العصيب و أقول إن الصحيح أن تحل المشكلات فورا ما دمنا نعيش هذا الخطر ومادمنا نعيش هذه الأيام التي لا يدري ماذا يكون ورائها وما ستلد والأيام حبالى .
ولا أقول تلافي المشكلات ولكن أقول حل المشكلات لان بعض الناس قد يتناسون خلافاتهم أيام الخطر فإذا زالت أيام الخطر بخلايا محكمة من الأسر المسلمة وان يكون هناك علاقة وود ووئام وتراجم بين الزوج والزوجة .
أيها الاخوة
لقد هالني ما سمعته ووصل إلى شفويا وتحريريا من المشكلات الكثيرة من العدد الكبير الهائل من المشكلات التي تعاني منها الأسر والبيوت المسلمة في المجتمع، والحقيقة أنني كنت أفاجأ بين فترة و أخرى بكثرة هذه النزاعات وهذه المشكلات وهذا مما اطلعت عليه يمثل جزءا قليلا من الحجم الحقيقي من الموجود في المجتمع ولذلك فإن أهمية هذا الكلام تكون عالية نظرا لكثرة المشكلات وشيوعها حتى انه لا يكاد يسلم بيت منها ، وانتم ترون جدرانا ونوافذ ولا ندري ماذا ورائها ؟
ولكن كثيرا ما يكون وراء هذه الحيطان وتلك الجدران مشكلات عويصة وأمور خطيرة لا يعلمها إلا الله – عز وجل –.
أيها الاخوة
لن نتكلم في هذا الدرس عن حقوق الرجل على المرأة في الإسلام أو حقوق المرأة على الرجل في الإسلام فهذا له موطن آخر والكلام عن قضية النفقة والكسوة والسكن إلى آخره هذه المسالة لها مكان آخر ، لكن نريد أن نلقي الضوء على بعض المشكلات التي تحصل وأقول أن الكلام سيكون اكثر عن جانب العلاقة والتعامل اكثر منه للقضايا الشرعية والأحكام الدينية المتعلقة بالرجل وزوجته ، ولن نتكلم عن مشكلة الطلاق و أسبابها وعلاجها ، ولن نتكلم عن تعدد الزوجات والعدل بين الزوجات فإن ذلك سيكون له مجال آخر وان كنت أعدكم بأننا سنتكلم عن القضيتين الأخيرتين الطلاق وتعدد الزوجات في مناسبات قادمة إن شاء الله تعالى .
أيها الاخوة
انه من أهم الطرق لحل المشكلات والخلافات الزوجية النظرة الواقعية للأمور ، فبعض الخطباء والوعاظ والمتحدثين إذا تكلموا عن هذه الأمور أعطوا نظرة مثالية جدا لما ينبغي أن تكون عليه الأمور وقالوا للزوج يجب أن تكون كذا وكذا و كذا وللزوجة يجب أن تكوني بالصفات الآتية كيت وكيت و كيت حتى انه لم يرى أو يكاد ينعدم وجود هذه الصفات في أي زوج أو زوجة .
ومسألة عدم وجود مشكلات زوجية على الإطلاق هذه قضية شبه مستحيلة لا يكاد يوجد بيت إلا وفيه مشكلات ولذلك الكلام عن بيت مثالي لا يوجد فيه أي مشكلة هذا نوع من المستحيل تقريبا ولذلك فإنه لابد أن ينظر إلى الأمور بواقعية ونحن نعلم بواقعية الأمر أن المشاكل لابد أن تحدث.
ولكن القضية ما هي الكثرة والقلة في هذه المشكلة؟ ولابد أن نستعد نفسيا لمواجهة المشكلات .
وعندما تأملت في الشكاوي الواردة في هذا الموضوع ظهر لي:
أولا
أن الشكاوي من جانب النساء اكثر منها بكثير من جانب الرجال وهذا يعود لعدة أسباب في نظري :
1. الأمر الأول أن مبنى المشكلات الزوجية يعود في كثير من الأحيان على ظلم سبب نشوء أو ظلم ، والظلم يتأتى من الرجل اكثر من المرأة نظرا لأنه الجانب الأقوى .
2. أن الشكاية هذا شيء مقابل تماما للمسألة السابق أن الشكاية من النساء كثيرة ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال في الحديث الصحيح في التعليل لسوء حال كثير من النساء قال ( تكثرن الشكاية ) .
3. أن المرأة ضعيفة فهي تشتكي والرجل قد يكون عنده من المشكلات الشيء الكثير جدا لكنه يحجم عن الشكوى لن الشكوى بالنسبة له عبارة عن نقطة ضعف وهو لا يريد أن يظهر بمظهر الضعف ولا يريد أن يقول للشيخ أو للواعظ أو للمحدث أو للصديق أنني أعاني من مشكلات لا أستطيع حلها وأنني ضعيف أمام زوجتي ونحو ذلك، ولذلك يحجم كثير من الرجال عن الشكوى بينما تكثر من النساء .
وأقول كذلك أيها الاخوة أن الشرع يأمر الجميع بالإحسان يأمر الرجل بالإحسان ويأمر الزوجة بالإحسان ولكن حق الرجل على زوجته اكبر من ناحية أن الشرع ندبها إلى إرضائه اكثر وتجد الأحاديث والآيات بتبيان حق الزوج اكثر لماذا ؟
لأنه هو القوام وهو الذي يقود السفينة ولذلك يحتاج إلى طاعة ويحتاج إلى إعانة ويحتاج إلى مساعدة ، ولكن في نفس الوقت لم يهمل الإسلام المرأة ولا حق المرأة وجاءت النصوص المتكاثر بحقوق المرأة على زوجها .
و أستطيع أن أقول لكم أن الأسباب التي تتحصل من المشكلات الزوجية بالإضافة للظلم:
قضية العناد الذي يكون كثيرا مترسبا في نفس الزوجة والزوج عند التعامل.
بل أن صغر العقل أن صحت التسمية أو تعامل الأطفال أن صحت العبارة كذلك هو سبب مباشر للأخطاء في التعاملات الزوجية كما ظهر لنا .
وكذلك مسالة أن كل واحد منهما يريد إثبات شخصيته وإزاحة الشخص الآخر عن موقع التأثير نهائيا واثبات الكيان واثبات الموقف هو من الأسباب الرئيسية للمشكلات الزوجية .
وكذلك فإن الحساسية المفرطة عند المرأة وهذه مسالة مرتبطة لظلم الرجل تقريبا الحساسية المفرطة عند المرأة من أكبر أسباب المشكلات الزوجية كذلك.
من الأمور أيضا أن الواقع الحاضر في مسألة تعليم المرأة وعمل المرأة ووظيفة المرأة جعل هناك تفريطا كبيرا في جانب النساء تجاه كثير من الأزواج ، جعل الأمور تسير وكأنها طبيعية في قلة أو تدني مستوى خدمة الزوجة للزوج وكأنها تقول له :
هذه الحياة وماذا نفعل لابد أن اذهب للمدرسة ولابد أن اذهب للكلية ولابد أن اذهب للوظيفة وأنت عليك أن تتحمل .وكأن الذي حصل واقع مفروض مع أن الخلل قد يكون في أساس هذه المسائل.
وسيكون الحديث عن المشكلات أيها الاخوة على شقين :
عندما مشكلة تبدأ من الزوج أو الزوجة والعياذ بالله الكافرين المرتدين عن دين الله .
وتنتهي بالمشكلات الطفيفة الموجودة في بعض البيوت .
ولعل الكلام عن المشكلات المتعلقة بالزوج أو المرأة الكافرة أو يكون فيها أوضح لان الحل في كثير من الأحيان قد يكون حلا تغييريا شاملا تغير الطرف الآخر وتنتهي القضية و لا يمكن الاستمرار على الحالة.
ولكن الكلام الأكثر تعقيدا من جهة الحل وليس من جهة صعوبة الحالة وفي المشكلات التي تكون بين الأزواج والزوجات المسلمين ، ولابد أن نشير كثيرا إلى قواعد تتعلق بمشاكل الدعاة مع زوجاتهم والمستقيمين والمستقيمات مع زوجاتهم إذ أن القضية تفاقمت كثيرا في الآونة الأخيرة حتى أن نسبة الطلاق زادت حتى بين كثير من الذين يطلق عليهم ملتزمين أو ملتزمات .
ونبدأ الكلام في ذكر بعض الحالات من المشكلات الموجودة في البيوت ذات الطرف المرتد أو الكافر
أيها الاخوة
عندنا مشكلات مستعصية جدا وحالات سيئة جدا موجودة في المجتمع تتمثل في أزواج وزوجات مجانبين لشريعة الله تماما وفي غاية الانحراف ،
وهاكم بعض الأمثلة الواقعية و أصارحكم بأنني قد قضيت في تحضير هذا الدرس شهورا عديدة حتى توصلت إلى جمع كثير من النقاط المتعلقة بحال الأسر الآن من الواقع ومن الأخبار ومن الأسئلة التي تأتى بعد الدروس في المساجد حتى أن البعض سيظن من الكلام أنني أتكلم عن مشكلته هو شخصيا أو عن مشكلة زوجته هي شخصيا مع أن الكلام اعم من ذلك لأن الحالات تتكرر وتتشابه فقد يظن البعض عند السماع أن هذا الكلام هو مسألته شخصيا فلان بن فلان الفلاني وليس الأمر كذلك فغن المسالة اعم وان الحالات تتشابه والأمور متكاثرة وان الطيور على أشكالها تقع .
منقول
مجدالعمر @mgdalaamr
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️