رسالة على ورقة ... تـوت

رسالة على ورقة ... تـوت


بسم الله مجريها ... ومرساها

أخطأت أنت :
إن ظننت أن الحياة ستكون مبتسمة في وجهك دوماً ، وأنها خالية من المِحن والنوائب .
هي الأيام كما شاهدتها دول من سرهُ يوم سائته أزمانُ
فصبر على الشدائد ، وستعن بالله ، ولا تعجز ، واعلم أن الله هو الذي قدر لك هذا ، وهو الذي إن شاء فرج عنك همك .

مريضٌ أنت :
إن آمنت بأن البُعد عن الله ... وعدم ذِكره .. وهجر كتابه العزيز ، هو الطريق الصحيح الذي بهِ تطمئن القلوب ، فعد إلى الله وهاجر إليه ، وعبده وأحسن علاقتك به ، وكن دوماً عند حسن ظنه .

أمرٌ صعب ... هذا :
لا .. تظن أن هناك أي عمل في الدنيا لا يحتاج إلى الصبر ، بل جميع الأعمال بلا استثناء تطلب منا الصبر ، فلا تتصور أنك سوف تزرع في يوم وتخرج شجرتك في يوم وتحصد ثمارك في يوم .. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( وما النصر إلا صبر ساعة )
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تنال المجد حتى تلعق الصبر
فالصبر .. الصبر يا رعاك الله

تأمل في هذان المشهدان :
وهما الليل والنهار .. فسبحان من ألهمهما الدقة .. والانضباط
وحسن السير والسلوك
فهما يتبادلان الظهور بشكل جميل ، وبالتزام دقيق ، وهما صادقين مع بعضهما إلى حدٍ كبير ... بلا عهود ولا شهود ولا ورقة ولا هم يحزنون
فسبحان من خلقهما وأحسن تأديبهما .
( وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا )

لا حول ولا قوة إلا بالله :
لها طعم لذيذ ، وسحر عجيب ، وأثر مدهش ، ورونق خاص
عندما تجري أحرفها على اللسان .. يتبارك وينعم
وعندما يسمعها القلب ... يفرح ويبرُد
وعندما تلامس ذبذباتها الجسد ... يقوى وينشط
لذلك أمر بن الوقاص جنوده في القادسية عند سماع التكبيرة الرابعة أن يزحفوا على الفرس وأن يقولوا ( لا حول ولا قوة إلا بالله )

أبتسم .. أبتسم

عوّد القريبين منك على ثغرٍ باسم ووجه مستبشر ، وحاجبين منبسطين
وجعل صورتك المطبوعة في أذهان الناس طيبة وجميلة
فالرسول صلى الله عليه وسلم .. كان مبتسماً مشرقاً
حتى أنه قال : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
كما أن تبسمك وبشاشتك تدل على أنك هين لين .. وهي كالرسالة لمن هم حولك بأنك متفائل ، طيب القلب .. تحب الصداقة وتحب الناس .





النفس تبكى على الدنيا وقد علمت

ان السلامة فيها ترك ما فيها


لا دار للمرء بعد الموت يسكنها

إلا التى كان قبل الموت يبنيها


فإن بناها بخير طاب مسكنه

وإن بناها بشر خاب بانيها


كم من مدائن في الآفاق قد بنيت

امست خرابا وأدنى الموت دانيها


أموالنا لذوى الميراث نجمعها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها


لكل نفس وإن كانت على وجل

من المنية آمال تقويها


فالمرء يبسطها والدهر يقبضها

والنفس تنشرها والموت يطويها


والسلام عليكم
( منقول )