هناك هناك حيث لا أحد..لا أصوات..لا أصداء..ولا حتى ذكريات. تكثر الاعتراضات في داخلها..تزداد الظلمة و تشتد العتمة.
المكان فيها أشبه بهوة سحيقة الانخفاض. في هذا الحيز الصغير تختفي العقلانية التي عرفت بها. يختفي المنطق الذي أجيده. أما الواقع فتخور قواه و يتوارى خجلا! يقبع هناك في الصف الأخير!!و لا أجد حينها الجواب الذي أريد ..لماذا؟لماذا؟ أطرق الباب على وجل بأطراف باردة حتى أنني لا أستطيع التمييز حينها هل عروة الباب خشبية أم معدنية؟! مع أول خطوة أخطوها يقشعر بدني و المرارة بكل أشكالها و أنواعها تكتسيني حتى أنني تذوقت العلقم الذي يقولون!! لذا و بعد كل ما قلت لا أدخلها كثيرا أتجاهلها أتناساها…حتى يجيء الوقت الذي يتسرب فيه غبارها من تحت عتبة الباب فلا أجد بدا من تنظيفها فأنا أمقت رائحة الغبار!! ما الحيلة أساق إليها سوقا..
رجاءا ساعديني أكاد أجن.. أرجوك ضعي رسالتك لي خلف صندوق الاقتراحات المهجور و لن تضيعيه فلا يوجد غيره!!)
انتهت الرسالة
عجبت من هذه القصاصة التي وجدتها في حقيبتي هذا الصباح،تحديد ا بعد انتهاء الحصة الثانية. قرأتها على مضض فلم أتعود أن يطلب أحد مني المساعدة. بالتأكيد سأفرح و سأحاول مساعدته بكل ممنونية و لكن ليس بهذه الطريقة. أنا أكره الغموض .. أتراها مزحة؟! و إن لم تكن كذلك؟؟أتعاني هذه الطالبة من أمر ما..مشكلة نفسية مثلا؟!! ربما..أنا أخاف من المرضى النفسيين..ماذا أفعل إني أرتعد. و لا أظنها إحدى طالباتي أعرفهن جيدا شرودهن غالبا ما يرتبط بالاختبارات الدورية ليس إلا. ربما هي طالبة من فصل آخر لا أدرسه... ربما تخشى الذهاب للمشرفة الاجتماعية فيتبعها أمور أخرى تحقيقية و ترهيبية تنتهي بطلب ولي الأمر! .. طويت الورقة و وضعتها في الحقيبة علّي أجد لها حلا في وقت لاحق. ثم أكملت دوامي المدرسي بشكله الروتيني المعتاد.
و بينما كنت على فراشي فترة القيلولة أخذت كلمات هذه الفتاة تستولي على تفكيري. ثم ما لبثت حتى قفزت مسرعة وبحثت عن القصاصة و أخرجتها من قاع الحقيبة . ثم عدت أدراجي بخطى متثاقلة و يدين مرتجفتين و استلقيت على ظهري من جديد. هذه المرة لم أقرأها فحسب، بل أبحرت معها بعيدا..إلى شواطئ جزر لم تطأ قدماي على رملها الأبيض الأملس من قبل قط. أحسست أن معانيها عميقة عمق ذاك المائج الأزرق الذي تبوح به ألوانها . استنشقت من بين ثناياها هواءا رطبا عذبا،إلا أنه و بعد كل هذا سبب لي الاختناق!! .. و رغم هذا إحساس غريب يعتريني و يغريني كل مرة أصل فيها إلى السطر الأخير.. لأعيد قراءتها مرة أخرى!! يا الهي!!
أقرأها الآن بذات الشغف و اللهفة .. ما لذي جرى لي ؟!للتو قلت عنها مريضة نفسية و لكن لكن هاأنذا أقرأها و أمعن التفكير فيها و تساؤلات كثيرة تمر في فضائي بصري و كأنها عرض تلفزيوني جديد !! هل معنى هذا أنني أيضا مضطربة!!و لما لا؟ قد أكون كذلك.
يتببببببببببببببببببع ،،،،،،،،،

أم الفزعات جات @am_alfzaaat_gat
Our Outstanding Teacher
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


شيء ما غريب في هذه القصاصة يشدني يجذبني بعنف يكتم أنفاسي ، إحساس شديد بالضيق و الاضطراب ينتابني الآن، تنهدات ساخنة تجتاحني في غمرة السكون تجعل المكان أشبه بموقد مشتعل يلسع أضلاع صدري اللينة!
ترى أينا المسكينة المريضة هنا أنا أم هي؟!أكاد أجن... .وجدتها أخيرا.... ليس لي بعد ربي سوى شقيقي عصام هو وحده من يفهمني و بالتأكيد لن يستخف بي أو بالقصاصة!!
أعطيته إياها و تركته وحده ليقرأها بروية.. و بعد برهة من الزمن طرق باب غرفتي و دخل مبتسما ممسكا حافة الورقة العلوية بطرفي سبابته و إبهامه ثم قال: لا أظنها مراهقة و لا أظنها مريضة ! بل إنني أعتقد أنها أعقل مني و منك!!
نظرت إليه بدهشة : أتعني ما تقول؟!
أومأ برأسه نعم.
نظر إلى الورقة و أطال النظر ثم رفع رأسه و جال ببصره أرجاء غرفتي و قال: تلك الحجرة التي تتحدث عنها في الرسالة تحتل حيزا من قلبي و عقلي أيضا!! ثم تبسم و طأطأ رأسه و قال: هذا ما لدي الآن و لكن أفيديني بكل جديد لاحقا حسنا؟
تبلّدت كالبلهاء ثم قلت: حسنا.
كانت كلمات الفتاة و ملاحظة أخي جميعها تتقافز أمام ناظري و تستولي على جل اهتمامي و تركيزي حتى على العشاء و أنا أتحدث مع أفراد أسرتي.
بعد العشاء وبعد أن انتهيت من ترتيب بقية أموري تسللت إلى غرفتي محاولة قدر المستطاع إيصاد الباب خلفي بكل هدوء وسكينة مخافة أن يصل صوت احتكاكه الحزين إلى أخي الذي ينزعج له أيما انزعاج كلما حاولت الخروج من الغرفة أو كلما تذكر أني فيها و أني سوف أخرج منها.. أوصدت الباب بعناية، تناولت حقيبتي واتجهت إلى سريري. جلست للحظات أراجع بصمت أحداث اليوم , أخرجت القصاصة من حقيبتي, وضعتها أمامي.. كم تبدو لي الآن مزعجة أكثر من أي وقت مضى يخيل لي أن صاحبتها مشاغبة.. لا لا بل شريرة.. أيمكن أن تكون شبحا؟؟! ترى كم من الوجوه لها؟..أربعة؟ خمسة؟.. ربما ستة؟!! شعرت بقشعريرة في جسدي, هذا الصمت يخيفني .. نظرت بطريقة لا إرادية إلى نوافذ غرفتي.. بالتأكيد الستائر مسدلة بعناية.. لكن.. لكن.. شيئا ما يقلقني يرعبني فعلا.. أيعقل أن تدس عيونها خلف نوافذ غرفتي ؟؟ ولم لا؟ ألم تدس يدها في حقيبتي لتضع لي هذه القصاصة..؟ إذن هي ترصد تحركاتي ..؟؟ كلا.. كلا.. هي صدفة ليس إلا.. سامحك الله يا أخي عصام ..كلماتك كم تحيريني .. لا أخالني أصدقها أو أفهمها تماما ..
بطريقة هجومية وخاطفة انقضضت على القصاصة كالذي يريد أن يبطش بشيء ما .. سأرد ولكن لا أدري ما أرد.. أخرجت القلم من حقيبتي, كلا إنه طبشور.. هاهو ذا القلم.. أووووف إنه طبشور آخر .., ألقيت بالقصاصة جانبا وأتيت على الحقيبة بكلتا يدي أنبش محتوياتها بجنون.. دفتر التحضير.. طباشير.. مفكرة عناوين.. مبراة وجدتها قبل يومين وأحتفظ بها لمرآتها الصغيرة.. حسنا كيف يبد وجهي فيها الآن؟!!.. مرآة دولابي منهكة.. حدقت في مرآة المبراة.. لا بأس لست عدوانية بذلك الشكل الذي تخيلته.. ربما وربما المرايا لا تصدق..ولكن..!! قلمي أين؟؟ أين أضعته..؟!هاااااا .. تذكرت نسيته وللأسف في غرفة استراحة المعلمات بالمدرسة.. ومشكلتي أنني لم أعد أهتم بشراء الأقلام ربما منذ أول أسبوع عملت فيه معلمة في المدرسة عندما سرق مني أخي عصام حزمة أقلامي.. الآن ما العمل..؟! فقط لو لم يكن صوت هذا الباب يزعج أخي لأيقظت أمي لتبحث معي.. نهضت واقفة على السرير أجول ببصري أرجاء الغرفة..ها… ها .. لقد وجدتها.. فكرة لا بأس بها ..قفزت لأستقر واقفة على طاولة مكياجي غير عابئة بتناثر أدواتي في أرجاء الغرفة وبسحق بعضها تحت قدمي.. مددت يدي إلى ذلك الرف المهجور .. ربما كان المنظر مرعبا والغبار يتساقط على رأسي وأنا أتسلق جدار الغرفة..! هل أنا الأخرى شريرة..؟! شبح..؟؟! أأكون مخيفة؟ الجميع في المنزل نائم هل سمعني يا ترى أحدهم؟! قد تكون أمي سمعت ذلك هي الوحيدة التي يقلقها أمري.. وأخيرا ظفرت إنه قلم, ولكنه قلم رصاص.. تأملته بسرعة .. رأسه مكسور ولكن لا بأس .. قفزت مرة أخرى إلى السرير جلست للحظات مستردة أنفاسي ونافضة الغبار من كفي ومسترقة النظر بصمت وتأمل إلى تلك القصاصة وفجأة وجدتني أنفجر ضاحكة وبصوت مرتفع مزق سكون الغرفة بل خلت أن ضحكتي تلك أيقظت كل من في المنزل.. ضحكت.. وضحكت.. وضحكت.. ومن أعماقي لم أتذكر أنني ضحكت هكذا منذ سنوات طوال.. ذكرني شكل القصاصة ذات اللون الأزرق بجلباب الساحرة (شندوخة) التي كنا نشاهدها صغارا في حلقات الأطفال وهي تطارد (السنافر) تناولت القصاصة وبدأت أقرأها للمرة الأخيرة متسلية في ذات الوقت ببري القلم بالمبراة التي يبدو أنني قد ملأت مرآتها بغبار كفي..
يتبببببببببببببببببببع ،،،،،،،،،،،،
ترى أينا المسكينة المريضة هنا أنا أم هي؟!أكاد أجن... .وجدتها أخيرا.... ليس لي بعد ربي سوى شقيقي عصام هو وحده من يفهمني و بالتأكيد لن يستخف بي أو بالقصاصة!!
أعطيته إياها و تركته وحده ليقرأها بروية.. و بعد برهة من الزمن طرق باب غرفتي و دخل مبتسما ممسكا حافة الورقة العلوية بطرفي سبابته و إبهامه ثم قال: لا أظنها مراهقة و لا أظنها مريضة ! بل إنني أعتقد أنها أعقل مني و منك!!
نظرت إليه بدهشة : أتعني ما تقول؟!
أومأ برأسه نعم.
نظر إلى الورقة و أطال النظر ثم رفع رأسه و جال ببصره أرجاء غرفتي و قال: تلك الحجرة التي تتحدث عنها في الرسالة تحتل حيزا من قلبي و عقلي أيضا!! ثم تبسم و طأطأ رأسه و قال: هذا ما لدي الآن و لكن أفيديني بكل جديد لاحقا حسنا؟
تبلّدت كالبلهاء ثم قلت: حسنا.
كانت كلمات الفتاة و ملاحظة أخي جميعها تتقافز أمام ناظري و تستولي على جل اهتمامي و تركيزي حتى على العشاء و أنا أتحدث مع أفراد أسرتي.
بعد العشاء وبعد أن انتهيت من ترتيب بقية أموري تسللت إلى غرفتي محاولة قدر المستطاع إيصاد الباب خلفي بكل هدوء وسكينة مخافة أن يصل صوت احتكاكه الحزين إلى أخي الذي ينزعج له أيما انزعاج كلما حاولت الخروج من الغرفة أو كلما تذكر أني فيها و أني سوف أخرج منها.. أوصدت الباب بعناية، تناولت حقيبتي واتجهت إلى سريري. جلست للحظات أراجع بصمت أحداث اليوم , أخرجت القصاصة من حقيبتي, وضعتها أمامي.. كم تبدو لي الآن مزعجة أكثر من أي وقت مضى يخيل لي أن صاحبتها مشاغبة.. لا لا بل شريرة.. أيمكن أن تكون شبحا؟؟! ترى كم من الوجوه لها؟..أربعة؟ خمسة؟.. ربما ستة؟!! شعرت بقشعريرة في جسدي, هذا الصمت يخيفني .. نظرت بطريقة لا إرادية إلى نوافذ غرفتي.. بالتأكيد الستائر مسدلة بعناية.. لكن.. لكن.. شيئا ما يقلقني يرعبني فعلا.. أيعقل أن تدس عيونها خلف نوافذ غرفتي ؟؟ ولم لا؟ ألم تدس يدها في حقيبتي لتضع لي هذه القصاصة..؟ إذن هي ترصد تحركاتي ..؟؟ كلا.. كلا.. هي صدفة ليس إلا.. سامحك الله يا أخي عصام ..كلماتك كم تحيريني .. لا أخالني أصدقها أو أفهمها تماما ..
بطريقة هجومية وخاطفة انقضضت على القصاصة كالذي يريد أن يبطش بشيء ما .. سأرد ولكن لا أدري ما أرد.. أخرجت القلم من حقيبتي, كلا إنه طبشور.. هاهو ذا القلم.. أووووف إنه طبشور آخر .., ألقيت بالقصاصة جانبا وأتيت على الحقيبة بكلتا يدي أنبش محتوياتها بجنون.. دفتر التحضير.. طباشير.. مفكرة عناوين.. مبراة وجدتها قبل يومين وأحتفظ بها لمرآتها الصغيرة.. حسنا كيف يبد وجهي فيها الآن؟!!.. مرآة دولابي منهكة.. حدقت في مرآة المبراة.. لا بأس لست عدوانية بذلك الشكل الذي تخيلته.. ربما وربما المرايا لا تصدق..ولكن..!! قلمي أين؟؟ أين أضعته..؟!هاااااا .. تذكرت نسيته وللأسف في غرفة استراحة المعلمات بالمدرسة.. ومشكلتي أنني لم أعد أهتم بشراء الأقلام ربما منذ أول أسبوع عملت فيه معلمة في المدرسة عندما سرق مني أخي عصام حزمة أقلامي.. الآن ما العمل..؟! فقط لو لم يكن صوت هذا الباب يزعج أخي لأيقظت أمي لتبحث معي.. نهضت واقفة على السرير أجول ببصري أرجاء الغرفة..ها… ها .. لقد وجدتها.. فكرة لا بأس بها ..قفزت لأستقر واقفة على طاولة مكياجي غير عابئة بتناثر أدواتي في أرجاء الغرفة وبسحق بعضها تحت قدمي.. مددت يدي إلى ذلك الرف المهجور .. ربما كان المنظر مرعبا والغبار يتساقط على رأسي وأنا أتسلق جدار الغرفة..! هل أنا الأخرى شريرة..؟! شبح..؟؟! أأكون مخيفة؟ الجميع في المنزل نائم هل سمعني يا ترى أحدهم؟! قد تكون أمي سمعت ذلك هي الوحيدة التي يقلقها أمري.. وأخيرا ظفرت إنه قلم, ولكنه قلم رصاص.. تأملته بسرعة .. رأسه مكسور ولكن لا بأس .. قفزت مرة أخرى إلى السرير جلست للحظات مستردة أنفاسي ونافضة الغبار من كفي ومسترقة النظر بصمت وتأمل إلى تلك القصاصة وفجأة وجدتني أنفجر ضاحكة وبصوت مرتفع مزق سكون الغرفة بل خلت أن ضحكتي تلك أيقظت كل من في المنزل.. ضحكت.. وضحكت.. وضحكت.. ومن أعماقي لم أتذكر أنني ضحكت هكذا منذ سنوات طوال.. ذكرني شكل القصاصة ذات اللون الأزرق بجلباب الساحرة (شندوخة) التي كنا نشاهدها صغارا في حلقات الأطفال وهي تطارد (السنافر) تناولت القصاصة وبدأت أقرأها للمرة الأخيرة متسلية في ذات الوقت ببري القلم بالمبراة التي يبدو أنني قد ملأت مرآتها بغبار كفي..
يتبببببببببببببببببببع ،،،،،،،،،،،،


الصفحة الأخيرة
واختيارك أكيد سيكون جميلا يا أم الفزعات ...
في انتظار البقية :26: