رسالةٌ لأخواتي (المُتنقّباتِ) وتعريجاً على أخواتنا (المُحجّباتِ والدّعاءُ لِلمتبرجات

ملتقى الأحبة المغتربات




بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

أخواتي المُتنقّبات :
اقبلوا تحيةَ كُلّ فخورٍ بدينِهِ على وجهِ الأرضِ مِن مشارقِ الأرضِ إلى مغارِبِها.
كم نشْعُرُ بِالإعتزازِِ والفخرِ ، بوقوفكم كالصخرِ ، ثباتاً على دينِكم ومبادئِكم ، لمْ تغرّكم تكشّفُ النّساءِ في بلدِ التفسّخِ والعُريّ ، ولم تُصغوا لمناداةِ أهلِ الأهواءِ ومُدّعي الحُريّةِ .



هاهي صاحبةُ الصّورةِ ( ريم الطّويرقي ) - عالمةُ الفيزياءِ في جامعةِ الملك عبدالعزيزِِ- أستاذ مساعد - ، لم يمنعها حجابُها- تغطيةُ وجهها - عن الرقي والتحضّرِ وطلبِ العلمِ ولو كان دنيوياً، هاهيَ تقِف شامخةً كالطّودِ لم يضرّها من خذلَها وإن تكلّموا فيها ، ولم يثنِها عن حجابِها قلّةُ السّالكين ، وجفاءُ الحاقدين ، ونظراتُ المرضى ، ولمزُ المُنافقين ، وتعليقاتُ السّاخرين .
فللهِ درّها !!
وللهِ درّكم يومَ أن صارت عائشةُ بنتُ الصّديقِ قدوتُكم ، ويومَ أن صارتِ الخنساءُ قائدكم ، بل يومَ أن صارَ الكِتابُ والسّنّة محكّمٌ حتّى في بلدِ الاغترابِ حيثُ الحريةُ المزعومةُ .

أخواتي المُتنقّبات :
كما أنّكم تتقرّبونَ إلى اللهِ بالثّباتِ على تغطيةِ وجوهكم ، فإنّكم أيضاً تدعونَ غيركم مِن أخواتنا اللاتي يظنّونَ أن هناك صعوبةً في تغطيةِ الوجهِ في بلدٍ لا يُغطّى فيه الوجه بل ولا حتّى ما دونَ الوجهِ .
إنّكم بتغطيةِ وجوهكنّ تقومونَ بالآتي :
الأمر الأوّلُ : بتشجيعِ أخواتِكم اللاتي سيأتون إلى هذهِ البِلادِ على تغطيةِ وجوههم وأنّ هذا أصبحَ أمراً اعتيادياً عندَ الغربِ ، وتكونونَ مِمّن دعا إلى هدى فلهُ أجرُها إلى يومِ القِيامةِ .
الأمرُ الثّاني : تشجيعُ أخواتِنا المتبرّجاتِ أو المُتحجّباتِ ( من غيرِ قصورٍ فيهِنّ ) على إرتداءِ الزيّ الشّرعي الكاملِ الذي يرضي الله تعالى ويرضي محمد بن عبدِالله صلّى الله عليهِ وسلَّم .
الأمرث الثّالثُ : عندما يرى الغربُ الكافرُ هذا الزيّ فإنّهُ يبعثُ فيهِم التّساؤلاتِ عن هذهِ التّقاليدِ - في وِجهةِ نظرِهم - فيدعو بعضَهم للبحثِ والقراءةِ فضولاً مِنهم ولكنّها دعوةً صامتةً إلى اللهِ تعالى مِنكم .
الأمرُ الرّابِعُ: أنتم بِهذا تجعلونَ لبسَ المُسلماتِ أمراً إعتيادياً عندَ الغربِ فلا يستنكِرونَ على من بعدَكم ، فإذا رأوا كثرةَ ( المُغطّياتِ وجوههنَّ ) لمْ يتسنّ لهُنّ الإستهزاءِ - إن وُجِدَ - في كُلّ مرةٍ ، ومثلُهُ لمّا لم يكن يُوجدُ الحِجابُ - تغطيةُ الرّأسِ - في الغربِ فبدأ المُسلماتُ بِلبسِهِ وتكاثرَ العددُ حتّى أصبحَ لاتكادُ تخلوا مدينةً أوروبيّةً من وجودِ المُغطياتِ رؤوسهنّ ، وأصبح لا يُستنكرُ عِندَ الغربِ ، وهذا الذي نريدُهُ من تغطيةِ الوجهِ ، فكثرتهُ سيجعلُ ( الخائفاتِ ) من تغطيةِ وجوههِنّ على فِعلِهِ تمسّكا بالدّينِ ونشراً لهُ ، بلْ وتمسّكاً بِالمباديء والقِيمِ في بِلادِنا عِندَ من يرى أنّ هذا من العاداتِ - وإن كان معلومٌ أنّ الحِجابَ عِبادةٌ وليس عادةً - .

@@@@@@

أخواتي المُتحجّباتِ ( تغطيةُ الرأسِ ) :
لا شكّ أنّكنَّ على خيرٍ وصلاحٍ بهذا وعِندما نصِف الأكملَ ونشجّعهُ لا يعني ذالِك أنّ غيرهُ قد أغرقَ في الرّذيلةِ- والعياذُ بالله - ، فأنتنّ قمتُنّ بتغطيةِ الرّأسِ وكانَ بإمكانِكم أن لا تفعلوهُ لكنّكم عملتم بقولٍ في أحدِ المذاهبِ ، سِرتمْ على مذهبِ ( السّلامةُ لا يعدِلها شيءٍ ) .

إنّ كلامي لكم لا يعني انتِقاصاً بقدرِ ما هو توجيهٌ للأكملِ ، قد ترك بعضكُنّ غطاءَ الوجهِ ليسَ اقتناعاً بالقولِ المجيزِ لكشفِهِ (( بدليلِ عِندَ العودةِ للسّعوديّةِ يُغطّى الوجه )) ، وإنّما هوَ تجنّباً للمضايقةِ وخروجاً من لفتِ الإنتباهِ ، وقد يكونُ في ذالِك حظٌّ مِنَ النّظرِ ولو كانَ مرجوحاً .

أخواتي المُحجّباتِ :
إنّ أخواتكم اللاتي تتمنّونَ أنْ تغطّوا وجوهكم مِثلهُنّ لم يجِدوا ما كان يُتوقّع من المضايقةِ ، بل كبُروا حتّى في أعينِ بعضِ الغربِ أنّهم متمسّكينَ بتقاليدِهم - في وجهةِ نظرِهم - وأنّهم أصحابَ مباديءٍ ، ولم يتزحزحنَ قيدَ أُنملةِ في بلدِهم الذي يعُجُّ بالتّفسخِ والعُريِّ .

أنا أعلمُ أنّ أكثرَكم أنّكنّ كُنتُنّ تتمنّونَ تغطيةَ الوجهِ ولكنّ ظروفَ البلدَ لم تسمحْ لكُنّ - مِن وِجهةِ نظرِكم - ، وإلا فإنّكم لا تعدِمونَ خيراً فأنتنّ بنات بلدِ التّوحيدِ - منبِع الرّسالةِ للنّاسِ أجمعينَ - ..
@@@@
وأخيراً :
هُناكَ مِنَ الأخواتِ من تريدُ أنْ تُغطّيَ وجهَها بعد أن جاءت وهي كاشِفة - مغطيةً شعرها - .. فهل بالإمكانِ أن تتَغلّبَ على ظروفِ المكانِ وظروفِ القرارِ الأولِ بالكشفِ وتوابعهِ ؟ لِتعودَ بذالِك اللّباسِ الذي نرى فيهِ أخواتنا المُتنقّباتِ ؟؟ واللاتي يدرسنَ ولم يجدنَ أيةَ مُضايقةً ؟؟؟
والجوابُ :
** ليس مِنَ الصّعوبةِ أن تعودَ الطّالبةُ إرضاءً لربّها ومحبةً لنبيّها لِتَتزيّنَ بِالحِجابِ الكاملِ ، بعضُ الأخواتِ يقولُ وما فائدةُ تغطيةُ الوجهِ وقد تمّ التّعرفُ على وجوهِنا ؟ سعودي وغيرَ سعودي ؟؟
والجوابُ :
أنّ التغطيةُ - إذا اقتنعتُم فيها - فهو لأمرِ الله ولأمرِ رسولِهِ وليس للأمر عِلاقةٌ برؤيةِ النّاسِ لكم قبلَ التّغطيةِ ..
وسأضرِبُ لكم مثالاً :
الصّحابيّاتِ كانوا يكشِفِون وجوههَنَّ قبلَ فرضَ الحِجابِ ، فلمّا فُرِضَ الحِحجابُ غطّوا ولم يقولوا وما الفائدةُ مِنَ التّغطيةِ وقد شاهدنا المسلمينَ ؟؟
ولهذا في حادثةِ الإفكِ : قال صفوانُ بنُ المُعطّلِ -رضيَ اللهُ عنهُ - : فرأيتُ عائشةَ وكنتُ أعرفها قبلَ فرضَ الحِجابِ .
لكنّهم تحجّبوا وغطّوا وجوههنّ .

***يدرسُ معنا بعضُ ( المُتنقّباتِ ) .. واللهِ العظيمِ أنّ كلّ الإخوةِ السّعوديين يثنونَ عليهِنّ ويقولونَ هؤلاءِ يرفعنَ الرأسِِ ، ولا يعني - واللهِ - انتِقاصاً من المُحجّباتِ ، بل كلهُنّ أخواتٌ لنا لهم ما لنا وعليهنّ ما علينا ..

@@@@@
رِسالةٌ إلى أخواتِنا القادماتِ للدّراسةِ في هذهِ البِلادِ :
** أخواتي :
اعزموا على لبسِ الحِجابِ الكامِلِ ( تغطيةُ الرّأسِ وتغطيةِ الوجهِ ) وكونوا متمسّكينَ بدينِكم كما أنتم متمسّكينَ فيهِ في بلدِكم ، فأنتم تُغطّون وجوهكم في بلدِنا طاعةً للهِ ورسولِهِ ، وأمر اللهِ ورسولِهِ موجودٌ في كُلّ مكانٍ ولا يختصُّ ببقعةٍ دونَ بُقعةٍ .
لا تخشوا شيئاً فالأمر أصبح مألوفاً هُنا ولا يوجَدُ أيةَ مُضايقةٍ ، اسمعوا لأخواتكم اللاتي لبسنَ الحِجابِ الكاملِ واسألوهنّ ..
اثبتوا وعودوا بالشّهادة وعودوا بالثّباتِ على مبادئِكم ..

@@@@@@@@@
ملحوظاتٌ :
*** 1- الموضوعُ لا يقبلُ آراءً ليبراليّةٍ ولا آراء علمانيّةٍ بل يقبلُ آراءٍ تنطلِق من الكتابِ والسّنّةِ وإن كانتْ مخالفةً .
*** 2- الموضوعُ لا يقبلُ آراءٍ أهلَ الأهواءِ الذين لا استنادَ لهم إلا اهواءهم قالَ تعالى (( أفرأيتَ من اتخذَ إلههُ هواهُ وأضلّهُ اللهُ على علمٍ.. ))
*** 3- لا يرد بعض الأخوةِ والأخواتِ من منطلقِ تقصيرِهِ ، بل من منطلقِ الحقِّ الذين يدينَ الله بهِ وإن كُناّ مقصّرينَ في العملِ بهِ ، لكنّ القولَ في الدّينِ أمرٌ عظيمٌ إن أنطلق من (( تبريرُ تقصيرِنا )) ،فالبعضُ يدينُ اللهَ بشيءٍ لكنّه يفعلُ خِلافِهِ فيبرّرُ تقصيرهُ بِأنّ هذا التّقصير أصلا جائزٌ ، عِلماً أنّه يعلمُ أنهُ يفعلُ الخطأِ والله المستعانِ .
***4- تغطيةُ الوجهِ أو الحِجابِ لا يعني بالضّرورةِ لبسِ اللونِ الأسودِ بل قد يكونُ مِنَ الحكمةِ أن يُلبَسَ غيرُ السّوادِ .

أسأل اللهَ تعالى أن يبارِكَ في الجميعِ وان يُسهّلَ أمورهم وأن يثبّتنا جميعاً على دينِنا ويفتحَ لنا مِن أبوابِ الخيرِ والسّدادِ والتّوفيقِ .

تمّ الكلامُ وربُّنا المحمودُ *** ولهُ المكارِم والعُلا والجودُ
ثُمّ الصّلاةُ على النبيِّ مُحمّدٍ *** ما ناحَ قُمريٌّ وأورقَ عودُ

وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ .


للامانه الموضوع منقول من ملتقى الطلاب السعوديين في بريطانيا للكاتب برق لندن حفظه الله ووفقه لكل خير
ونقلته هنا لتعم الفائده وفق الله الجميع لمايحب ويرضى



XXXXXXXXXXXXXX ممنوع وضع روابط لمنتديات أخرى
9
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

shooq75
shooq75
جزاكي الله كل خير أختي على هذا الموضوع الرائع وكلامك صحيح 100 % فزوجي خبرني منذ فترة أن الرجال اللي من نفس ديرتنا كانوا جدا مستائين من البنات اللاتي لم يلتزموا بالحجاب الشرعي من بنات العرب والخليج خاصة وكانوا يستغربون من عدم أمتثالهم لشرع الله وتطبيق سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وكيف أنهم في الديره كان الحسيب والرقيب هو العرف والتقاليد وليس الدين وأوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.. وبالمقابل فكانوا يشيدون بالمتمسكات بالحجاب الشرعي من المسلمات الغير العرب من الأجنبيات وغيرهم في مثل هذه البلاد ومع انها بلاد فسق وفجور وكل شيئ متاح ألا أنهم لم تهزهم مثل هذه الأمور ومتمسكات بدينهن حق التمسك ولما شفت الكلام المكتوب في موضوعك تذكرت كلام زوجي والشباب اللي يدرسون معه مع العلم أن في منهم شباب لم يسبق لهم الزواج ولهم نظره خاصه في شريكة الحياة المستقبليه..

الله يهدينا جميعا و يوفقنا لصالح الأعمال والله يعينا وأياكن على التمسك بحجابنا.. بعفافنا.. بمجدنا.. فنحن خير الأمم وأول من سيحاسب يوم القيامة .. أسكننا وأياكن جنات الفردوس وألحقنا بالشهداء والصالحين من عباده ...

شاكره لك هالموضوع المهم .. تقبلي مروري:26::26::26:
em mohamed
em mohamed
جزاكِ الله خيرا
نقل هادف واسلوب راقى للنصح
جزا الله كاتب الموضوع عنا خير الجزاء
هكذا تكون النصيحه الصادقه مٌحَبِبه لا منفره ...
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وجنبنا اتباعه
"فيفي الحلوة"
اختي ليدي الاموره جزاك الله خير على نقل هالموظوع الاكثر من رائع

وجعله في موازين حسناتك ...

واحب اقول للمنقبات (( انتن في امتحان عظيم فاحافظن على حجابكن

وتذكرن القابظ على دينه في هذا الزمان كالقابظ على جمره ))

افتخري بدينك افتخري بحجابك ....
أم دحومي الحلو
جزاك الله خير على نقلك هذه النصائح
أسلوب الكاتب راقي جداً -الله يكثر من أمثاله-

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

أسأل الله أن يثبتنا وإياكم على قوله الثابت
طموحة222
طموحة222
جزاكما الله خيرا (الكاتب والناقل)