الكادي&

الكادي& @alkadyamp

محررة برونزية

رسالة لمن احزنها فطرها في رمضان

الملتقى العام



لمن أتاها (الحيض) في رمضان وتعتقد أنه فاتها الفضل و تتمنى لو تلحق بقافلة الصالحين حين تراهم يتلذذون بإفطارهم ويتسابقون لصلاة التراويح والقيام
أقول لها:
غاليتي.. لا تحزني..
فـ "هذا أمر كتبه الله على بنات آدم"


إنها كلمة رسولنا ﷺ الخالدة التي تجد بها النساء بها أعظم السلوى و تجد فيها عزاءا لها من رسول هذه الأمة !
إنها الكلمة البلسم التي تُطبطب على أكتافنا
و تمسح دمعاتنا و تُسكن خفق قلوبنا حزنا على ما يفوتنا من الخيرات خاصة في رمضان..


إنها القصة الخالدة التي تحب أن تقرأها النساء إذ يتبدل بعد ذلك الحزن إلى فرح بكلام نبينا..
إنها القصة التي أخبرتنا أنه لا حول لنا و لا قوة و أننا لا نملك أمرنا ..


لقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها يوم جاءها الحيض
وهي في الحج فانظري ماذا قال لها حين رآها حزينة مثلنا..


تقول عائشة: (دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَرِفَ وأنا أبكي، فقال: ما لك أنَفِسْتِ؟) قلت: نعم، قال: (هذا أمر كتبه الله على بنات آدم) رواه البخاري .


فالحمد لله على ما قضاه و الحمد لله على أمر قدره و بث فيه أمره.. رضينا بالله ربا
و بالإسلام دينا و بمحمد ﷺ نبيا..


من منا لم ينشرح صدرها بعد هذا؟
من منا تعرض عن كلام رسول الله و تستجيب للشيطان الذي يقصد أن يحزنها ( ليحزن الذين آمنوا) ؟


ثم إننا لو تأملنا حديثا عظيما في صحيح البخاري لـ زاد رضانا و هدأت أنفسنا
و استكانت جوارحنا..


فعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما).


والحيض مرض يعرض للمرأة فيمنعها مما كانت عليه وهي صحيحة، لكن لها من الأجر حينئذ مثل ما كانت تعمل وهي صحيحة.!!


الله أكبر ..
كم هو فضل الله واسع!
و كم هي من نعمة عظيمة تستحق الشكر لا المبالغة في البكاء و الحزن !


يا غاليات لا يقلب الشيطان عليكن الأمور !


وهذا ما قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث:
هو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها
كما ورد ذلك صريحا عند أبي داوود:
" كأصلح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم "




نعم نحرن أن فاتتنا الطاعات لكننا لا نبالغ
و نتشكى و نتضجر و الحزن أمر طبيعي
و هو ليس بإرادة الانسان ( تولوا و أعينهم تفيض من الدمع)
لكن لقد قال لنا رسولنا ﷺ كلاما يشرح صدورنا: ( إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم؛ حبسهم المرض)


و اعلمي أن الذي أمر الناس بالصيام
و القيام هو الذي أمرك بالفطر و حبسك عن الصلاة
و تذكري أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه..
فأري الله من نفسك انشراحا لما قضاه لك
و قبولا و رضى به..
" ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت
و يسلموا تسليما"


يا غالية
أقبِلي على الله بعبادات أخرى تستطيعينها
تصدقي
اذكري الله
ابتهلي و ادعي و ابكي
تدبري و تفكري
و لا يفتر لسانك
و حذاري أن يوهن الشيطان عزمك و يصرفك بالكلية عن اعتكاف القلب و خشوع الجوارح
و أعمال القلوب.. فهنا التحدي و هنا سيرى الله ما أنتِ فاعلة..


ياغالية لن أواسيك مهما أوتيت من كلِم بأعظم من كلام رسول الله ﷺ الذي قال:
" إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم"


منقولة من كتابات الكاتبة الرائعة
أمل الشقير
27
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام سماسيمو
ام سماسيمو
جزاك الله خير 
اقلام واعده
اقلام واعده
موضوع رائع ..جزيتي خيرا اخيه
رويدا المنيعم
رويدا المنيعم
جزاگ الله خيرآ
كلي وله 1
كلي وله 1
جزاك الله كل خير
ام لين وديم
ام لين وديم
جزاك الله خير