رسالة مواطن

ملتقى الإيمان

الحمد لله على كل حال فلله الامر من قبل ومن بعد واليه المآل ... بهذه الكلمات يتمتم الفقراء في كل أنحاء البلاد عسى أن يسمع صداها من يهون بعد الله على أطفالهم ألم الجوع وعن زوجاتهم شدة المرض وعن اجسادهم قسوة البرد ولهيب الحر فإن الحالة يرثى لها ، فليس للأب الذي خط الشيب لحيته بعد أن شق رأسه حيلة , ينظر إلى أبناءه وبناته فهذا محمد وهذا علي وهذا أحمد وهذه أسماء وهذه فاطمة إن نظر إلى وجوههم رأى عليها البؤس والشقاء وذكريات من التعب والعناء ... هل تصدق يامن تقرأ هذه الكلمات أنهم يقولون لايعرفون الثلاجة ، نعم الثلاجة التي في بيوتنا والتي قد امتلأت بكل المأكولات والمشروبات من كل مالذ وطاب ، لقد قالوا أنهم قد سمعوا عنها لكنهم لم يرونها في حياتهم ،، ليست الثلاجة فقط بل قالوا أيضا أنهم لايعرفون العصيرات لم يروا في حياتهم البيبسي ولا الكولا لم يذوقوا يوما طعم الباونتي أو حتى الكت كات ..
اذا ماذا يأكل هؤلا ويشربون ؟؟ سألهم أحد الصحفيين هذا السؤال ، فماذا كانت اجابة تلك العيون البريئة ، ليست ذات الأعمار الربيعيه وإنما الاعمار الخريفية لأن حياتهم مجدبه وقاسية كالخريف .
لقد كانت اجابتهم بأنهم يشعرون بالسعاده الغامره التي يكادون أن يطيروا فرحا إذا ذاقوها ، إنهم يفرحون إذا أتى إليهم والدهم وهو يحمل معه ( حبات ) من التمر أو قطع من المضير ( الاقط) .
ليس هذا فقط بل إنهم لايملكون حتى مراوح تبرد على اجسادهم من حرارة الصيف ممايجعلهم يبللون قطع من القماش في الماء ويضعونها ستارا لأطفالهم كي تقيهم من لهيب الشمس ، وفي البرد لايجدون مايحسسهم بالدفء ويغطي كامل اجسادهم فهم لايعرفون الجاكيت ولا الملابس ذات الفرو الناعم ولا البطانيات ، لسبب بسيط لان ملابس البرد عندهم هي لباس الصيف وليس لكل فرد من العائلة ملابسه الخاصة بل من وجد منهم إحدى القطع الباليه امامه لبسها حتى لو كانت واسعة أو قصيره فالمهم أنه يستر بعض اجزاء جسمه ..
لايملكون القصور او الفلل ولاحتى البيوت الشعبيه فإما أن تكون خيمة يسكنونها او غرفة واحدة ترى الطوب من غير بوية ، فهذه الغرفة هي مجلسهم وصالة طعامهم وغرفة منامهم.
لاتسل عن التعليم عندهم فهم أناس جوعى وعطشى لايجدون مايسدون به افواه اطفالهم فضلا عن ان يفكروا بالتعلم ،وإن أرسلوا أبنائهم الى المدارس والتي تكون بعيدة عنهم فإن هدفهم أن يحصلوا على بضعة ريالات التي تمنح لابناء المناطق النائيه . ليشتروا لابنائهم مايضعونه في أفواههم قبل كل شي .
لم يسافروا إلى مكة ولايعرفون جدة ولم يعلموا أن هناك مدينه اسمها الدمام . لاأبالغ إن قلت أن هناك من يتوقع أنه مازال يعيش في عصر الدولة العثمانيه ولايعلم ان هناك دولة اسمها المملكة العربيه السعودية .
ذهب احد الاخيار هو وزوجته الى بعض الفقراء الموجودين في تهامة فلما أقتربت زوجته إلى إ حدى البنات الصغيرات ولت هاربة خائفه وذهبت خلف إحدى الصخور واختبأت لأنها لاتعرف في عالمها الفقير الضعيف سوى أمها واباها وخيمتهم المرقعة التي يعيشون بداخلها تحت الشجرة .
إن من يقرأ هذه الكلمات يظن أنني أتحدث عن ادغال افريقيا او عن المجاعه في الصومال ولكنني مع الاسف أتحدث عن حال بعض الاسر التي تنتمي الى بلد يملك اكبر كمية بترول في العالم ، عن دولة مدت يدها لكل منكوب في العالم ونسيت هذه الاسر وهي ليست بأسره أو اسرتين بل هو حال كثير من الاسر التي تعيش في منطقة تهامه ، ولم يعد ذلك سرا بل أصبح ذلك شيئا مألوفا نراه في صحفنا اليوميه نراهم ونقرأ عنهم ونقلب الصفحه وكأن شيئا لم يكن.
فمن المسئول عن حال هؤلاء ، من المسؤل عن تأمين المسكن والملبس والمشرب والمأكل قبل ذلك ، لم تعد مساعدات الضمان الاجتماعي التي تعطى لبعض الاسر ان تكفي لولدي الصغير الذي يبلغ من العمر ثلاثة اشهر فكيف تكفي أسرة مكونه من سته أو سبعة اشخاص في ظل ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشه بالرغم من الدخل الكبير للدولة في السنوات الاخيرة .
إن هذه الحالات الفقيرة لاتريد اسعافات سريعه ومرتجلة بل إنهم يريدون حلولا مستديمه تحفظ لهم لقمة العيش وكرامتهم كبشر ، وذلك من خلال إسكانهم في المدن ومساعدتهم بأن يكونوا معتمدين على انفسهم ويصبحون أناسا فاعلين ومنتجين في مجتمعهم من خلال تأهيلهم وتعليمهم وإطعامهم قبل ذلك .
ولاتكفي بناء المساكن لهم في مناطق نائيه وبعيده بل يحتاجون الى ادماجهم في المدن وتطوير حالهم .

إن المملكة العربيه السعوديه بقيادة الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز قادرة بعون الله ان تقضي على الفقر متى ارادت ذلك وليس هناك شيئا صعبا ، لاياتينا أحدا ويقنعنا أن هناك في كل دول العالم فقراء وهذا شي طبيعي حتى نقنع أنفسنا بأن الدولة ليس مسؤليتها رعاية الفقراء ، ولكن نقول إن الدولة الاسلامية التي تقوم على العدل يجب أن لايكون فيها فقراء ، فلنا في عمر بن عبدالعزيز اروع الامثلة فلقد قام رحمه الله ورضي عنه بتوزيع المال على الفقراء حتى لم يبقى فقير يأخذ الزكاه فلما لم يبقى فقير بين أهل الاسلام قال ابحثوا عن فقراء أهل الذمه فأعطاهم فلما اكتفوا قال ابحثوا عن من عليه دين واقضوا دينه حتى لم يبقى احد عليه دين من المسلمين قال ابحثوا عن من كان عليه دين من أهل الذمه حتى قضاها عنهم .

إن كل محتاج في هذه البلاد ينظر إليك أيها الملك فأنت الامل لهم بعدالله ، كيف لا وقد قلت في أحد مجالسك والكاميرات بعيدة عنك بعد أن لففت عمامتك على رقبتك وقلت إنهم أمانه في رقبتي ، كيف لا وقد قلت إن كل سعودي هو ابن لي ، وشعبي في عيني .. فياخادم الحرمين ايها الملك الحاني لاأظن انه يرضيك أن يصبح أحد أبناء شعبك وقد نام من غير عشاء وهو لايملك قوت يومه ، وآخر يتقلب في الاطايب ويتفنن في المآكل والمشارب قد استحوذ على أموال الله أعلم من اين اتى بها..

أيها الملك الحاني لقد كنت ومازلت نصيرا للحق والضعفاء فلاتنسى هولاء إنك أملهم بعد الله فأنت والد الجميع الذي ينظر إليه أبناءه في كل انحاء البلاد.
لقد احببناك حينما كنت وليا للعهد ولقد زاد حبنا لك وأنت اليوم ملكا علينا ، ولولا أعلم أنك رجل صالح يقبل النصح ويحب الخير لماكتبت هذه الكلمات ولكنني على يقين لو وصلت اليك هذه الرساله لقبلتها بنفس طيبة ولعملت على حل مشاكل الفقراء في بلدنا الغني بالخيرات .

وأخيرا أسال الله تعالى أن يعينك أيها الملك على كل مافيه خير البلاد والعباد وأن يحرم على وجهك النار وأن يرزقك البطانه الصالحه .

قال عليه الصلاة والسلام : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شبئا فرفق بهم فارفق به)

وادعو كل من قرأ كلماتي هذه وله مقدرة الى ايصالها الى ملكنا أن يفعل ويساهم في الاجر.

كتبه / مواطن محب لمليكه ووطنه



منقووووووووووووووووووول
1
417

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الدنياء فانيه
فعلا كلام صحيح