رسالة هااااامة ... إلى أخواتي الموظفات والطالبات

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)، واختصار معنى كلمة مغبون هنا هو أن كثيراً من الناس لا يؤدون شكر الله على هاتين النعمتين فيخسرون خسارة عظيمة.

إن من أوقات الفراغ التي أريد أن أحدثكم عنها في رسالتي هذه هي الأوقات التي نقضيها في الذهاب والإياب من وإلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، إنها أوقاتُ غنيمةٍ باردة، بل غنائم كثيرة، هذه الأوقات التي يضيّعها كثير، هذه الأوقات العظيمة التي يُمكن أن تُغير حياتنا كلها لو استثمرناها على الشكل الأمثل.

كثير منا للأسف الشديد يُضيع هذه الأوقات في النظر من النافذة والتفكير بهموم الدنيا ومشاكلها، وبعضنا إذا كان معها من تعرفها فإنها تُضيع الوقت في القيل والقال فيما لا ينفع بل وقد يضر، فسبحان الله، كم هو الفرق شاسع وعظيم بين من استغلت هذه الأوقات في مرضات ربه والتقرب إليه وبين من أضاعتها فيما لا ينفع، بل أضاعتها فيما يُغضب الله سبحانه وتعالى.

إن الذاهبة إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة تستطيع أن تُخرج مصحفها من شنطتها فور ركوبها السيارة أو الحافلة وتبدأ بالقراءة إلى أن تصل إلى وُجهتها، ولكِ أن تتخيلي عدد الحسنات التي تكسبها ولكِ أن تتخيلي صفاء الروح الذي ستشعر به إن قرأت بتدبر، كذلك أخي الراكبة، تستطيعين أن تذكري ربكِ ذكراً كثيراً في طريقك إلى العمل أو الجامعة، فيمكنكِ أن تسبحي الله وتحمديه 100 مرة، ثم تستغفري الله 100 مرة ثم تقولي " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" 100 مرة، وإن لم ترغبي في العد فأكثري من "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وسأخبركِ عن أجرها جميعاً لاحقاً.

وهنا أوجّه ملاحظة إلى إخواتي الراكبات ... لا يضركم ولا يثبطكم ولا يقلل من عزيمتكم أخواتي تشغيل بعد السائقين هداهم الله للأغاني والكلام الفارغ، بل عليكم بالإكثار من الذكر والإستمرار في قراءة القرآن وهذا من الجهاد أعاننا وأعانكم الله.

جرّبي أختي المباركة ... جرّبي المداومة على الذكر والقرآن في ذهابكِ وإيابكِ وستشعرين بانتعاش الروح وسعادة النفس وإقبالها على ربها. قد يكون الأمر صعباً في البداية لأن الشيطان حريص على أن يُبعدكِ عن كل خير، فاستعيني بالله واسأليه الإعانة والثبات.

وفي الختام أخواتي أذكركم بفضائل الأعمال التي أوصيت نفسي وإياكم بها والأحاديث كلها صحيحة:

  • قال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها). وبالمناسبة، فإن قراءة سورة الفاتحة لوحدها فيها 1250 حسنة.
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر).
  • قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أيها الناس، توبوا إلي الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس).


  • قال صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله).


تأملوا أخواتي هذه الفضائل التي يمُنّ الله بها علينا ... أعمال يسيرة وأجور عظيمة عظيمة ...

أخواتي، أريد أن أقول: إن أوقاتنا وأنفاسنا غالية، فلنستغلها في ذكر الله سبحانه ... فهو زاد الراكب والراجل ومتعته وتسليته ... وأذكركن أخواتي بهذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من إن تلقوا عدوكم فيضربُ أعناقكم وتضربوا أعناقهم؟! قالوا: بلى يارسول الله قال: ذكـر الله).

أسأل الله بمنّه وجوده وكرمه أن يجعلنا من الذين يستغلّون أوقات الذهاب والعودة من وإلى العمل أو المدرسة أو الجامعة خير استغلال وأن يثبتنا على ذلك وأن يُعظم لنا الأجر.

دمتن بخير.

43
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مدام شانتيل
مدام شانتيل
جزاك الله خيرالجزاء...
القلـم الصامت
أوراق دعوية
أوراق دعوية
جزاكن الله خيراً
موعدنا الاقصى
جزاك الله خيرا
خولة الحربي
خولة الحربي
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله وانا الى الله راغبون