بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إن من أعظم ما جرته علينا الفتن أن غبشت عيوننا عن إبصار الحقيقة وإدراك فيصل الأمور في كثير من الأحيان ،
فكثرت مقالات الناس وتعددت الأهواء و أصبح { كل حزب بما لديهم فرحون } ،
وأمام هذا التخليط والتخبط كان من الواحب علينا أن تلمس جوانب الحق والعدل والإنصاف سواء في الحكم على الأشخاص أوالمقالات أو الجماعات والعلاقات ،
،
ولعل هذا ما يفسر فحوى هاتين الرسالتين اللتين كتبتهما رداً على موضوعين مختلفين من إحدى الأخوات في أحد المنتديات ، ورأيت من المناسب نشرها لتعم بها الفائدة ،،،
إن في الخاطر أن أتحدث عن هذا الموضوع الذي زلت فيه الأقدام والأقلام ، ولعل الله أن ييسر لي ذلك قريباً ،
فأسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا ويوفقنا لخيري الدنيا والآخرة وأن ينير بصرنا وبصائرنا بنور الحق ،،
أخوكم
حارث
حارث @harth_1
عضو مميز
هذا الموضوع مغلق.
حارث
•
أختنا الفاضلة ........،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
فأسأل الله تعالى أن يتقبلنا وإياك في الشهداء ، وأن يغفر لنا خطايانا وذنوبنا وأن يبصرنا بأمور ديننا وأن يوفقنا لخيري الدنيا والآخرة ،
أختي الفاضلة لقد قرأت ما تفضلت به حول الأستاذ ....... ، وأحزنني ما قرأت ، فإن كان حقاً فإن من قام به قد قام بأمر منكر يخشى عليه من مغبته إن كان قد فعله من غير وجه حق .
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين المصلحين ،
أختي الفاضلة ، ما دعاني إلى تسطير هذه الرسالة لك هو ما أثير حول الأستاذ .... ، ولكي يتضح لكم ما أريد أن أقوله أقعد كلامي على شكل نقاط ليفهم من ورائها المقصود ،
فآمل منكم التكرم بقراءة الرسالة كلها ، وأعتذر إليكم عن طول الرسالة فالمقام يقتضي ذلك ،
أولاً- إن الله تعالى ندبنا معشر المسلمين لتبيلغ دينه ونشره بين الناس ، بل رتب على ذلك عظيم الأجر والمثوبة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في الصحيحين : (( بلغوا عني ولو آية )) ، وجاء عند مسلم رحمه الله (( الدال على الخير كفاعله )) ، بل كانت خيرية هذه الأمة في دعوتها ، قال الله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ، وقال تعالى { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } .
ومن هنا فإن على كل أحد من أفراد الأمة أن يدعو إلى الله تعالى ، شريطة أن يكون عالماً بما يدعو إليه ، فإن الدعوة بلا علم ، جهل وضلالة وهي اتباع لمنهج النصارى الضالين . الذين عبدوا الله على جهل ، وقد حذرنا الله من طريقهم في أول سورة من الكتاب العزيز ،
فكان واجباً على الإنسان أن يعلم شرعية ما يدعو إليه بالدليل المعتبر ،
والناس في تحصيلهم للشرع متفاوتون ، وبعضهم يجب عليه ما لا يجب على الآخر بحسب علمه واستطاعته .
ثانياً- ما هناك أحد يكمل من كل وجه ، وما منا أحد معصوم إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكن الأخطاء تتفاوت ، فهناك ذنوب مخرجة من الملة والعياذ بالله كصرف العبادة لغير الله تعالى و كالسحر ، ومنها ما هو من الموبقات كالبدع المفسقة والقذف ، وهناك أكبر الكبائر كعقوق الوالدين وهناك كبائر كالزنا والسرقة ، وهناك ذنوب دون ذلك . والله تعالى أمرنا بالتوبة من كل الذنوب { فتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون } .
وكما أن الذنوب متفاوته ، فكذا من يقترفون الذنوب متفاوتون ، فهناك من يقترف الكبائر العظام وهناك من يقترف الذنب في الستر وهناك من يقترفه في العلن ويجاهر به ، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )) .
فشرب الدخان معصية لله تعالى وحلق اللحية معصية لله تعالى وخروج الإنسان أمام الناس بسيجارته أو بلحيته المحلوقة مجاهرة بالمعصية .
وإن كان بعض هذه الذنوب صغائراً قد يستخف بها الناس ، لكن لا تنظر إلى صغر الذنب ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ، ثم إن تلك الصغائر قد تجتمع على المرء حتى تهلكه كما في الحديث .
ثالثاً- قلت فيما سبق بأن على كل أحد أن يدعو إلى الله تعالى بحسب علمه وطاقته ، وقلت بأننا كلنا مذنبون والذنب يتفاوت كبراً وصغراً ويتفاوت في المجاهرة به من عدمه ، وأقول : بأن الذنوب يجب أن لا تعيقنا عن الدعوة إلى الله تعالى ، فكما قال الشاعر :
لو لم يعظ في الناس إلا محسن --------------فمن يعظ العاصين بعد محمد
صلى الله عليه وسلم ،
بل يجب علينا أن نتوب إلى الله ونحاسب أنفسنا على تقصيرنا وأن ندعو إلى الله تعالى على بصيرة .
ومن هنا أقول : إن اتخاذنا للقدوات من الدعاة ينبغي أن ينطلق من منطلق الشرع ، فنقلد من نراه متمسكاً بالسنة في ظاهره ومن نراه ورعاً تقياً عالماً لم يتلطخ ببدعة ،
وفي المقابل فإنه ينبغي علينا أن لا تأخذنا محبة هذا الداعية أو العالم إلى أن نعتقد فيه القدسية وعدم الخطأ ، فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ،
والعلماء والدعاة مهما بلغوا من العلم والتقوى هم بشر ،
ولذا فنحن نطيعهم فيما هو طاعة لله تعالى ورسوله ، فلو جاء أحدهم وقال : هذا الشيخ الفلاني بيح الغناء ، نقول له : أنت تعبد الله بشرع محمد صلى الله عليه وسلم أم بشرع هذا الشيخ ؟ إن كان الشيخ قد أخطأ في هذه المسألة هل تتبعه وتترك سنة محمد المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟
وفي المقابل فالواجب علينا أن نحفظ للعلماء والدعاة قدرهم ، وإن وقع من أحدهم تقصير أو خطأ ننبهه وننصح له .
فالأستاذ ....... وفقه الله قد فتح الله على يده واهتدى بسببه فئام كثير نسأل الله تعالى أن يرينا وإياهم الحق ويثبتنا عليه ، ولكنه أخطأ في مسألة ...... مثلاً ، وهذا منكر ينبغي أن ينبه عليه ، ، وأن ينصح وأن يقال له بأن هذا منكر ، ويخشى أن يقلدك الناس فتبوء بإثم من يفعل ذلك تقليداً لك ، ولا ينبغي أن يُحفر له ويُكاد به ويُسعى إلى إسقاطه ، فإن كل من يعمل للإسلام ينبغي أن يدعم وينصر ويوجه إذا أخطأ بالتي هي أحسن . إلا إن كان صاحبة بدعة يدعو إلى بدعته ويحسنها للناس ، فأمثال هؤلاء يجب هجرهم والتحذير منهم وبيان خطرهم ،
إن الأستاذ ..... ليس من أصحاب العلم المعروفين ، ولم أسمع عنه أنه أفتى للناس وتصدر للكلام في الحلال والحرام ، مع أنني لا أعرف الرجل إلا من خلال ما أقرأه ، لكن الأصل في المسلم السلامة حتى يتبين العكس ،
وما سمعته عنه أنه يستعرض السيرة النبوية ويتكلم عن أمور الأخلاق الحميدة ، وهذا أمر يشكر عليه وفقه الله ، إذا كان يتكلم في ذلك بعلم ، فالدين هو الحياة كلها وليس مقتصراً على أحكام العبادات ، فيجب على الإنسان أن يكون عالماً بما يتكلم به على الملأ . وأن لا يقول على الله بغير علم .
هذا ما أردت أن أبثه لكم ، وآمل أن يكون مقصود كلامي قد وصل إليكم ، كما آمل منكم إن أشكل عليكم شيء من أمر هذه الرسالة أن تنبهوني عليه ،
وإن كنتم تستطيعون إيصالها إلى الأستاذ ....... فهذا أمر يسرني ،،
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،
فأسأل الله تعالى أن يتقبلنا وإياك في الشهداء ، وأن يغفر لنا خطايانا وذنوبنا وأن يبصرنا بأمور ديننا وأن يوفقنا لخيري الدنيا والآخرة ،
أختي الفاضلة لقد قرأت ما تفضلت به حول الأستاذ ....... ، وأحزنني ما قرأت ، فإن كان حقاً فإن من قام به قد قام بأمر منكر يخشى عليه من مغبته إن كان قد فعله من غير وجه حق .
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين المصلحين ،
أختي الفاضلة ، ما دعاني إلى تسطير هذه الرسالة لك هو ما أثير حول الأستاذ .... ، ولكي يتضح لكم ما أريد أن أقوله أقعد كلامي على شكل نقاط ليفهم من ورائها المقصود ،
فآمل منكم التكرم بقراءة الرسالة كلها ، وأعتذر إليكم عن طول الرسالة فالمقام يقتضي ذلك ،
أولاً- إن الله تعالى ندبنا معشر المسلمين لتبيلغ دينه ونشره بين الناس ، بل رتب على ذلك عظيم الأجر والمثوبة ، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما ثبت في الصحيحين : (( بلغوا عني ولو آية )) ، وجاء عند مسلم رحمه الله (( الدال على الخير كفاعله )) ، بل كانت خيرية هذه الأمة في دعوتها ، قال الله تعالى { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ، وقال تعالى { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين } .
ومن هنا فإن على كل أحد من أفراد الأمة أن يدعو إلى الله تعالى ، شريطة أن يكون عالماً بما يدعو إليه ، فإن الدعوة بلا علم ، جهل وضلالة وهي اتباع لمنهج النصارى الضالين . الذين عبدوا الله على جهل ، وقد حذرنا الله من طريقهم في أول سورة من الكتاب العزيز ،
فكان واجباً على الإنسان أن يعلم شرعية ما يدعو إليه بالدليل المعتبر ،
والناس في تحصيلهم للشرع متفاوتون ، وبعضهم يجب عليه ما لا يجب على الآخر بحسب علمه واستطاعته .
ثانياً- ما هناك أحد يكمل من كل وجه ، وما منا أحد معصوم إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكن الأخطاء تتفاوت ، فهناك ذنوب مخرجة من الملة والعياذ بالله كصرف العبادة لغير الله تعالى و كالسحر ، ومنها ما هو من الموبقات كالبدع المفسقة والقذف ، وهناك أكبر الكبائر كعقوق الوالدين وهناك كبائر كالزنا والسرقة ، وهناك ذنوب دون ذلك . والله تعالى أمرنا بالتوبة من كل الذنوب { فتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون } .
وكما أن الذنوب متفاوته ، فكذا من يقترفون الذنوب متفاوتون ، فهناك من يقترف الكبائر العظام وهناك من يقترف الذنب في الستر وهناك من يقترفه في العلن ويجاهر به ، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري : (( كل أمتي معافى إلا المجاهرين )) .
فشرب الدخان معصية لله تعالى وحلق اللحية معصية لله تعالى وخروج الإنسان أمام الناس بسيجارته أو بلحيته المحلوقة مجاهرة بالمعصية .
وإن كان بعض هذه الذنوب صغائراً قد يستخف بها الناس ، لكن لا تنظر إلى صغر الذنب ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت ، ثم إن تلك الصغائر قد تجتمع على المرء حتى تهلكه كما في الحديث .
ثالثاً- قلت فيما سبق بأن على كل أحد أن يدعو إلى الله تعالى بحسب علمه وطاقته ، وقلت بأننا كلنا مذنبون والذنب يتفاوت كبراً وصغراً ويتفاوت في المجاهرة به من عدمه ، وأقول : بأن الذنوب يجب أن لا تعيقنا عن الدعوة إلى الله تعالى ، فكما قال الشاعر :
لو لم يعظ في الناس إلا محسن --------------فمن يعظ العاصين بعد محمد
صلى الله عليه وسلم ،
بل يجب علينا أن نتوب إلى الله ونحاسب أنفسنا على تقصيرنا وأن ندعو إلى الله تعالى على بصيرة .
ومن هنا أقول : إن اتخاذنا للقدوات من الدعاة ينبغي أن ينطلق من منطلق الشرع ، فنقلد من نراه متمسكاً بالسنة في ظاهره ومن نراه ورعاً تقياً عالماً لم يتلطخ ببدعة ،
وفي المقابل فإنه ينبغي علينا أن لا تأخذنا محبة هذا الداعية أو العالم إلى أن نعتقد فيه القدسية وعدم الخطأ ، فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ،
والعلماء والدعاة مهما بلغوا من العلم والتقوى هم بشر ،
ولذا فنحن نطيعهم فيما هو طاعة لله تعالى ورسوله ، فلو جاء أحدهم وقال : هذا الشيخ الفلاني بيح الغناء ، نقول له : أنت تعبد الله بشرع محمد صلى الله عليه وسلم أم بشرع هذا الشيخ ؟ إن كان الشيخ قد أخطأ في هذه المسألة هل تتبعه وتترك سنة محمد المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟
وفي المقابل فالواجب علينا أن نحفظ للعلماء والدعاة قدرهم ، وإن وقع من أحدهم تقصير أو خطأ ننبهه وننصح له .
فالأستاذ ....... وفقه الله قد فتح الله على يده واهتدى بسببه فئام كثير نسأل الله تعالى أن يرينا وإياهم الحق ويثبتنا عليه ، ولكنه أخطأ في مسألة ...... مثلاً ، وهذا منكر ينبغي أن ينبه عليه ، ، وأن ينصح وأن يقال له بأن هذا منكر ، ويخشى أن يقلدك الناس فتبوء بإثم من يفعل ذلك تقليداً لك ، ولا ينبغي أن يُحفر له ويُكاد به ويُسعى إلى إسقاطه ، فإن كل من يعمل للإسلام ينبغي أن يدعم وينصر ويوجه إذا أخطأ بالتي هي أحسن . إلا إن كان صاحبة بدعة يدعو إلى بدعته ويحسنها للناس ، فأمثال هؤلاء يجب هجرهم والتحذير منهم وبيان خطرهم ،
إن الأستاذ ..... ليس من أصحاب العلم المعروفين ، ولم أسمع عنه أنه أفتى للناس وتصدر للكلام في الحلال والحرام ، مع أنني لا أعرف الرجل إلا من خلال ما أقرأه ، لكن الأصل في المسلم السلامة حتى يتبين العكس ،
وما سمعته عنه أنه يستعرض السيرة النبوية ويتكلم عن أمور الأخلاق الحميدة ، وهذا أمر يشكر عليه وفقه الله ، إذا كان يتكلم في ذلك بعلم ، فالدين هو الحياة كلها وليس مقتصراً على أحكام العبادات ، فيجب على الإنسان أن يكون عالماً بما يتكلم به على الملأ . وأن لا يقول على الله بغير علم .
هذا ما أردت أن أبثه لكم ، وآمل أن يكون مقصود كلامي قد وصل إليكم ، كما آمل منكم إن أشكل عليكم شيء من أمر هذه الرسالة أن تنبهوني عليه ،
وإن كنتم تستطيعون إيصالها إلى الأستاذ ....... فهذا أمر يسرني ،،
أسأل الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أثبـــاج
•
هذا بحق مانريدة ان يصل الى مسامع أخواتنا رائدات المنتدى جزاكم الله خير وغفر الله لكم وادخلكم الجنه بغير حساب
حارث
•
اللهم آمين ، أختنا أثير ، ولك بمثل ،،
ونحن بحاجة إلى أن نتبين مواقع أقدامنا في خضم الفتن واختلاف المقالات ،،
أشكركم على التعقيب ، لا حرمكم الله الأجر ،،
ونحن بحاجة إلى أن نتبين مواقع أقدامنا في خضم الفتن واختلاف المقالات ،،
أشكركم على التعقيب ، لا حرمكم الله الأجر ،،
الصفحة الأخيرة
أختي الفاضلة ......... ،
السلام عليكم روحمة الله وبركاته وبعد ،
فقد قرأت ما تفضلت بالاستفسار عنه في موضوع ............... ،
ولم أشأ أن أرد عليك في نفس الموضوع لأني لا أود إثارة أمثال هذه الأمور ، بل يعلم الله كرهي الشديد للتنابز واتهام النيات والكلام في أعراض العلماء والدعاة ،،
ولذا عمدت إلى إرسال هذه الرسالة لكم تبييناً لما خفي عليكم ، سائلاً الله تعالى لي ولكم التوفيق والصلاح في الدنيا والآخرة .
أختي الفاضلة ،
إن الصفة التي امتدح الله بها الخلف هي في قوله تعالى :
{ والذي جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم } ،
ولذا كان الواجب علينا أن نقتفي هذه الآية وأن نطبقها واقعاً عملياً ، وأن ندعو لأنفسنا ولإخواننا بالمغفرة ، وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد لأي أحد من المؤمنين ، بل الواجب علينا ولاء المؤمنين ظاهراً وباطناً ،،
نعم ، لقد قرأت ما ذُكر ..... ، ولقد استأت أشد الاستياء أن يوصف الشيخ ...... بمثل هذا الأوصاف ،
لربما أخطأ الشيخ ...... في مسائل جانبه فيها الصواب ، وتبيت فيها خطؤه ،،
ولربما اجتهد في أمور يحتملها الدليل لم يوافق فيها غيره من المجتهدين ،
فلنقبل من الشيخ وفقه الله ما وافق فيه الحق الذي نعلمه ،
ولنرد عليه فيما أخطأ فيه بالتي هي أحسن ،
ولنعذره مع بذل النصح له ،
ثم لنترك ما تنازع هو أو غيره فيه من مسائل الاجتهاد التي لم يرد فيها نص قاطع ، والتي فيها مسوغ شرعي للخلاف ولكل دليل فيها .
إن نقل نزاع العلماء في مسائل العلم ليكون مجال تجريح في العلماء واتهام نياتهم والنيل من أعراضهم من الأمور المنكرة التي يجب أن نتنبه لها ،
بل لقد حرص كبار علماء الأمة على أن أقوالهم إنما هي آراء قابلة للأخذ والرد ، ولقد أثر عنهم كلهم ( أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ) أنه إذا وجد الدليل يخالف ما ذهبوا إليه ، فالواجب أخذ الدليل وطرح أقوالهم ،،
فإذا كان هؤلاء العظماء رحمهم الله أثر عنهم هذا الأمر ، فما بالكم بمن دونهم ؟!!
إن الشيخ الفاضل ....... رحمه الله من العلماء الذين نحسبهم من الصادقين ولا نزكيهم على الله تعالى وله جهده وجهاده وعلمه الذي لا ينكر ، ولكن لا نفترض فيه ولا في أحد غير النبي صلى الله عليه وسلم العصمة وعدم الخطأ حتى كبار الصحابة ، فكل أحد - كما قال الإمام مالك رحمه الله - راد ومردود عليه إلا النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن فضلهم - أعني الصحابة والعلماء - محفوظ ، وقدرهم في النفوس محفوظ ومحبتهم وموالاتهم واجبة واحترامهم وتوقيرهم أمر متحتم ولازم ، ولا يعني ذلك إن أخطأ أحدهم أن ننسف بكل فضله وسابقته ،،
نعم ، ما ضر الشيخ .......أن لا يعرفه الشيخ ......،
وما ضر الشيخ ...... أن يخالفه غيره في مسائل الاجتهاد التي يحتملها الدليل ،
إنما يضره لو خالف في تلك المسائل التي لا مجال للاجتهاد فيها أو دليلها ظاهر وواضح ؛ كمسائل الإيمان الكبار فتلك لا يُقبل فيها الخلاف ، ونرده على من جاء به كائناً من كان ، مع ما ذكرت سلفاً من أنه ينبغي أن نحفظ للعلماء سابقتهم وإن أخطئوا ، فيجب علينا نصحهم والدعاء لهم بالهداية ،،
إن مما يؤسف له أن تكون صفحات الانترنت مجالاً للنيل من العلماء والدعاة ، وأن تبلل أفكار عوام المسلمين وتوغر صدورهم على علمائهم ودعاتهم أو تشكك العامة في علمائهم ودعاتهم ،
إن هذا الأمر مما يؤسف له أشد الأسف ،
ولذا فإن الواجب على المسلم أن يتخير من المنتديات ما يراه أصلح لدينه ، وأن يبتعد عن كل شائبة تشوب ذلك ، كما يجب عليه أن يحسن الظن بالعلماء ، وأن يدعو لهم بالصلاح والتوفيق والهداية إلى طريق الحق والثبات عليه ،
وقبل ذلك كله عليه أن ينشغل بعيب نفسه قبل عيب الآخرين ، وأن لا يتكثر من لحوم العلماء فإنها مسمومة ،،
وإن كان من أهل العلم وطلبته وجب عليه أن ينصح لهم بالسر دون التشهير واتهام النيات ،، إلا إن كان الأمر أمراً عاماً لا يحتمل التكتم عنه فلا بد من النشر نصحاً للأمة ، لكن مع الاقتصار على المراد دون التجريح والقذف والسب والثلب ،،
أسأل الله تعالى لكم التوفيق ،
وأعتذر إن كنت قد أزعجتكم برسائلي ، فو الله إن قصدي النصح ، بارك الله فيكم ، وأصلح الله لي ولكم النية والذرية ،،
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ،،،