في زمن كثرت فيه الفتن وحب الدنيا
والصراع والنزاع علي متاعها
في زمن يظلم الاخ اخيه ويبعد الحبيب ويذهب الصديق
في زمن الانترنت وعالم المنتديات والتعصب للرأي والافكار السوداء وكل ما يؤذي المسلمين الذين تجمعهم كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله
المسلمين الذين تركت لهم امانة الاسلام ورفع شأنه والسمو به فوق كل الاشياء
في زمن يتربص بنا الاعداء من كل جانب ويتداعي علينا كما تتداعي الاكله علي قصعتها
ونسمح لمخالبهم بالتسلل لقلوبنا وملؤها بالاحقاد تجاه بعضنا البعض
بعد ان رسموا لنا الحدود وفرقونا كلا في طريقه وبثوا بداخلنا نيران من التعصب الاحمق
في ظل كل هذا لم اجد اجمل من لمحات مضيئه معطره من سيرة سيد الخلق وارجو ان تقرئوها بقلوبكم لا بألسنتكم
لم اجد رجل اكثر منك ياحبيبي يارسول الله عرف الحب الحقيقي
واسعد كل من حوله زوجته وبناته واحفاده واصحابه
بل اسعدت البشريه كلها باحسحس جميل نشعر به عندما ننطق اسمك ياحبيبي يارسول الله
فلقد علمتنا معني الحب مع الزوجه ومع الأبنه ومع الصديق ومع الأهل ومع من يحاربك ويتربص لك
واليكم جزء من تلك الصور
مع زوجته عائشه التي يحبها كثيرا ... يراها تشرب من كأس فيحرص كل الحرص علي ان يشرب من الجهه التي شربت منها , حب حقيقي لا يعرف الزيف
لكن اصبح الحب في زماننا هذا شعارا ينادي به وكلمات تقذف هنا وهناك ولكنها في نفس سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام ذات وقع وذات معني قليل من يدركه ويسعد ينعيمه
وهو يسابقها في وقت الحرب يطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشه ليسابقها ويعيش معها ذكري الحب في جو الحرب والتوتر
لا ينسي انه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب
وفي المرض حين تقترب ساعة اللقاء بربه وروحه تطلع الي لقاء الرفيق الاعلي , لا يجد نفسه الا طالبا من زوجاته ان يمكث ساعة احتضاره في بيت عائشه .. لماذا ؟؟ ليموت بين سحرها ونحرها .. وذاك حب اسمي واعظم من ان تصف الكلمات
ذاك رجل اراد بنا ان نعرف ان الاسلام ليس دين احكام ودين اخلاق وعقائد فحسب بل دين حب ايضا .. دين يرتقي بمشاعرك حتي تحس بالمرأه التي تقترن بها
وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من اسدي لك معروفا او في نفسك ارتباطا معه ولو بكلمة (( لا اله الا الله محمد رسول الله )) .
حب لا يشوهه غل ولا احقاد طريقا يسيرون في دربه من تعلم علي هدي الحبيب وتربي علي سنته
حبا يجعل كل القلوب تنبض بلا اله الا الله محمد رسول الله
هي عائشه بكل الحب الذي اعطاها اياه ..حتي الغيره التي تنتابها عليه ... غارت يوما من جاريه طرقت الباب وقدمت لها طبق وفي البيت زوار لرسول الله من صحابته , فقال للجاريه ممن هذه ؟ فقالت من ام سلمه
فأخذت الطبق ورمته علي الارض , فأبتسم رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال لصحابته غارت امكم ... ويأمرها بأعطاء الجاريه طبقا بدل الذي كسرته
احب فيها كل شئ حتي غيرتها .. لمس فيها حبا عميقا له وكيف لا تحب رجل مثل سيدي وحبيبي محمد صلي الله عليه وسلم
وفي لحظة صفاء يحدثها عن نساء اجتمعن ليتحدثن عن ازواجهن ويذكر لها قصة ابو زرع الذي احبته زوجته واحبها وكانت تلك المرأه تمتدح ابو زرع وتعدد محاسنه ولحاظاته الجميله معه
ثم ذكرت بعد ذلك طلاقها منه بسبب فتنة المرأه ثم يقول لها رسول الله كنت لكي كأبي زرع لأم زرع غير أني لا اطلق
فرسول الله هو ذاك المحب لمن يحب غير انه ليس من النوع الذي ينجرف وراء الفتنه فهو المعصوم صلي الله عليه وسلم
ولكن هذا الحب لا يجعله ينسي او يتناسي حبا خالدا لزوجه قدمت له الكثير وهي احب ازواجه الي نفسه .. لا ينسيه حب خديجه
انه الوفاء لمن نحب ياأمة محمد
ففي لحظة صفاء يذكر لعائشه خديجه فتتحرك الغيره في نفسها , الرجل الذي يحب يتذكر اخري وان كانت لها الفضل في ما لها
فتقول له مالك تذكر عجوزا ابدلك الله خيرا منها ( تعني نفسها ) ,فيقول لها لا والله ما أبدلني زوجا خيرا منها ,يغضب لأمرأه فارقت الحياه ,, لكنها مافارقت روحه وما فارقت حياته طرفة عين
خديجه بنت خويلد .. الحب الاول الذي سكن قلبه .. ذكري شبابه وايام دعوته الصعبه
خديجه التي احبها من كل قلبه وسطرت في قلبه اسمي انواع التفاني والعطاء والتضحيه للحيبيب
ماتت خديجه ليقف ذاك المحب وحيدا يتحسس الم الفراق ولم تعطيه قريش فرصه ليجول بخاطره في ذكرياته معها ويتذكر كل لحظة حب عاشها مع زوجته الحبيبه
وزادت قريش من ايذائها له فذهب الي الطائف وحيدا لكن خديجه بذكراها العطره معه رفيق .. لكن الدرب طويل والرفيق فارق الدنيا الي الرفيق الاعلي ..
يأتي الطائف عله يجد كلمه طيبه تجبر خاطره او مسحة رحمه تتحسس الالم .. لكنه يجد اناسا ماعرفوا للحب مكان , انه ينزف من المه ويجد نفسه بين صفين يقذفوه بالحجاره وانواع من التهم والشتائم
الي اين تذهب يامحمد ؟؟ الي شجره وحيده يستظل بها ويداوي جراحه .. شجره وحيده ورجل وحيد لعلها تؤنس الوحده لعلها تشاركك مرارة والم اللحظات
خديجه التي احبها ماتت ,قريش ارضه وقبيلته رفضته ,بلد الغربه تغلق ابوابها في وجهه .. الي من يلجأ ؟؟ الي اين يذهب ؟؟
وحينما تغلق الابواب في وجهه وتتثاقل الهموم تجيش مشاعره بالذي عنده مفاتيح الكرب فيكلمه ويناجيه
(( اللهم أني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس , أنت ربالمستضعفين وأنت ربي لا اله الا انت ,الي من تكلني ؟ الي بعيد يتجهمني ,ام الي عدو ملكته امري
ان لم يكن بك سخط علي فلا أبالي غير ان عافيتك هي اوسع لي , اعوذ بنور وجهك الكريم , الذي اضاءت له السموات والارض واشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخره
من أن يحل علي غضبك او ينزل بي سخطك لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة لنا الا بك ))
ويستجيب ربك اليك ويناديك ملك الجبال ان يطبق عليهم الاخشبين وينتقم لك منهم ولكن
من بين جراحك والامك تصفح وتسامح .. انه قلبك الذي ملأ بالحب الصادق الطاهر بعيد عن الكراهيه والبغضاء
فياليتنا نرزق بجزء من ذاك القلب ونشعر بطعم هذا الحب
انه قلبك الذي يتذكر امته في سكون الليل ويسكب عليها الدموع وتبكي وتبكي وتقول ( امتي .. امتي ) دموع غاليه وقلب مفعم بالمحبه
علمتنا ان نحب قبل ان نري علي الوجود من نحب احببتنا وما لقيتنا .. فأحببناك وشكونا الي الله الم فراقك
اترانا نلتقي يوما عند حوضك ونشرب من كأس تقدمه يداك ؟؟ تلك امنيه تحيا بها نفوسنا
اجمل معني للحب اعطيتنا وكم ضحيت انت واصحابك لأجلنا
ونحن اليوم نتشاحن ونتباغض لأتفه الاسباب ,, ويسب المسلمين بعضهم لمتاع دنيوي ويملئوا نفوسهم بالكره والبغض
وكلا متعصب بلد ما او قريق ما ونسينا وتناسينا معاني الحب الذي حاولت ان تعلمنا ايه في سيرتك العطره
وهاه انا اليوم اشهد أني احبك ياحبيبي ونور عيني
واحب كل اخواتي هنا
واحب كل من يشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله
والي اللقاء مع لحظات اخري نعيشها في ذكري سيد المرسلين ونستشعر فيها معني الحب الحقيقي
واشهد ان محمد رسول الله
جزاك الله كل الخير