رسالتي اليك

تأخذنا الحياة احيانا حيث لا نريد، اجبرنا على المضي قدما و لو بخطوات متثاقلة و حزينة. تذرف الدموع و لكننا نواصل لأننا نعلم انه لا اختيار ، لا رجوع للوراء و لا الغاء للحاضر. نحاول جهدا رغم كل الصعاب أن نغير من معالم الطريق ، أن نزرع ورودا هنا و حبا هناك، ان نحتضن الشوك ليختفي و تحل محله برعمة الأفراح  نغوص في بحر المستحيل لجذب لؤلؤة السعادة ، لكنها تقاوم و تثقل كاهلينا بماض مؤلم حبيبي، منذ حملت اسمك و أنا تتخبط في زوبعة عصبيتك المفرطة و تشاؤمك السقيم ، أعلمك بان فشل الماضي لا بد و ان يختفي ح ضل مصيره ، و ان الحاضر يوم جديد بكل ما يحمله لك من بشائر . ارجوك ان تقطع الوريد الذي يربطك باحزان ووقائع ذكرتك و لا تزال. استنفذت كل ما بجعبتي من حلول و دخلت معارك خسرتها و خرجت منها منهكة، تعيسة و بابتسامة حزينة. مشاعري اصبحت متضاربة بين حب و لا حب ، بين رضا و ندم و بين استمرار و انسحاب. الانسحاب، فكرت فيه كليا و يثنيني عنه جمرة قلب نتشاركها، و يحترق قلبي حينما أتصور انه من الممكن ان احرمه من فرحة أراها في عينيه حينما تكون معه و لهفة انتظاره ان تحمله بين ذراعيك و ضحكاته و هو يلقي بنفسه عليك. الانسحاب ، يمنعني عنه حينما ارى كيف تسعى جاهدا لترضيني و تحرم نفسك لتعطيني. تبني و تبني قمما من العطاء لتعود في لحظات غضب سخيط على أتفه الامور و تدمر كل البناء . تبكي اعيني احيانا و لكن قلبي يبكي كل يوم ، يتخبط ما بين حبيب يجحدني و غربة تستنزفني .فرفقا بي رفيق دربي ، رفقا بقلب  فتح ذراعيه و ضمك و ضمد جراحك، فلا تطعنه بسم كلامك و انتفض ، حارب ياسك و اخرج لعالم يعدك بالجديد، و تذكر ان الحياة تأخذ لتعطي و ان العمر اقصر من ان نهدره في توافه الامور.