-=-=-=-~"رسالـــة بـــوح "~-=-=-=-

السلام عليكم :)
انا مشتركه جديده في هذا المنتدى الررااائع.. وأتمنى ان تنال مشاركتي اعجابكم,,
واتشرف واعتز بأي نقد أو رأي..
----------------------------
في زحام الأحاسيس...... و في صراع المشاعر.. هناك شيء بداخلي دعاني لأمسك ورقة وقلم وأخط إليك صديقتي الراحلة,,
رسالة بوح بما لم يكن لي أن أبوح به لغيرك,,

-------------------------------------------------------

عزيزتي .....
شيء مؤلم يجتاحني لا أعلم ما هو.. ألم خافت..يقض مضجعي..فيبعث في نفسي أحزانا لا حصر لها..
خاطر يلوح في ذهني ويأبى أن يرحل...
هاجس..يذكرني بروعه الربيع وأزهاره..وقطرات الندى على وجنات الأقحوان......
فأذكرك......
أهي ذكراك؟؟
تلك الرعشة المحمومة التي تحتويني قبل ما أنام..
وحين أفوق..
وأشرب شاي الصباح..
أهي ذكراك؟؟
ذلك الطيف الشفاف الرقيق..الذي ألمحه في جميع المرايا..
وفي منظر الأمطار تسقي الحقول..
وفي أنوار السيارات المزدحمة...
أهي ذكراك؟؟
تلك القبضة الباردة التي تعتصر قلبي ,,وتستنفر دموعي عند سماع اسمك..
ذكراك.....
أهي ذلك الشعور المتناقض اللذيذ المؤلم ...الذي يحتويني ,, ويزلزل كياني
أهي ذلك الهاجس المؤنب الذي ينتابني عند كل لحظه فرح..
فكيف أفرح..بعد أن رحلت؟؟
و ينتابني بعد كل دمعة حزن..
وعلام أحزن ؟؟ولا يوجد أنكى من أن رحلت؟؟

-------------------------------------------------------

عزيزتي,,,,,
ثلاثة أشهر مرت..
منذ ميلاد مأساتي..
برحيلك..
لا أعلم كيف خضتها..
ضحكت ثم بكيت..نمت..ثم صحوت
ولكنك لازمتني فيها....
في لحظات فرحي..ونشوتي.......كنت ذلك الجانب المظلم الذي أخاف من أن أقترب منه.........
فأتذكر أني فقدتك....
أتذكر بأنك لم تعودي تسمعي صدى ضحكاتي.. فتختنق ضحكتي خجلا.....
وأذكر وأذكر..
فأبكي..
ثم أراك في دجى يأسي..وبحر دموعي المظلم..تضيئين لي خطاي..كنجمه لامعة جميلة..
وتمنعني ابتسامتك الرائعة من أن أبكي ..
فدموعي تؤلمك..وألمك يقتلني..
متاهة أدور فيها ويلازمني طيفك الأخاذ..
أريده بجانبي لأتذكرك..
وأريد أن أنساه لأنسى رحيلك..
معادلة صعبة..لم أفهمها بعد..ومع ذلك أعيش جميع تفاصيلها و إحداثياتها..بانتظار حلها المجهول..
آآآآه آآآآآه ..وما عسى الآهات أن تفعل..
إذا قدر لجسدين أن يتحدا في روح واحدة فيرحل أحد الجسدين..وتبقى الروح الأخرى شفافة ...تائهة
إذا قدر لشخص ما أن يعيش نصف حياة..ويشعر نصف شعور..
يضحك..ليسمع صدى هذه الضحكة بصوت نصفه الآخر.
ويبكي..منتظرا أن يأتي توأمه المحب الحنون ليشاركه أحزانه..
فتصطدم ضحكاته بجدران وحدته..
و يظل يبكي حتى تغرقه دموعه..
فلا يملك إلا أن ينام..كباقي الأشقياء..

------------------------------------------------------

عزيزتي,,
لا تعجبي إذا قلت لك أنني..
حاولت أن أترك الحزن للبؤساء..
وأنضم لنادي العقلاء الأذكياء..
كان علي أن أضحك بدونك...وأطمح وأحلم بدونك..
ثم أنجح بدونك..
ولكن شقائي العنيد ..
أبى إلا أن يبتر ضحكاتي...بذكراك..
وأن يهزأ بأملي وطموحي..
ثم يحبط نجاحي..
بذكرى فقدي إياك..
فمل الذكاء من جنوني واضطرابي..
وسأم البؤس أنانيتي..
غربة ..غربة ..غربة..يكتنفها ليلي ويغرقني فيها......
وأنا بانتظار الفجر المقيد..البطيء.. البطيء

----------------------------------------------------------

رحلت.....
هكذا فجأة..
خطفك الموت ولم يرحم ابتسامتك البيضاء المضيئة..
ولا نظرتك الصافية البريئة..
ولم يشفق على شبابك الذي بدأ في التوهج..
هكذا فجأة...
رحماك ربي,,,فاشتعال النار في الهشيم يتدرج..
وكذا إطفاءه بالماء..
وشروق الشمس يتدرج..
تماما مثل غروبها.
ولكن الورد وحده ينمو بتدرج..
ثم لا يلبث إلا أن نفجع بفقدانه..
وماذا يبقى لنا بعد الورد إلا أمر الرحيق..
وقطرات ندى جفاها البريق...
-------------------------------------------------------

يوم رحيلك..
لم أحفظ تاريخه ..فلم يكن يوما..بل كان عمرا..
تجرعت فيه أقسى كؤوس المرارة . الدهشة .والحزن ... الحنق
مشاعر شتى اجتاحتني..لم يكن ليفهمها غيرك..
وأين أنت؟؟
كان وقع ذلك الخبر كالصاعقة..في يوم السبت..بعد أن عدت من عناء يوم دراسي طويل..
وأنا أكاد أطير نشوة وفرحا..أتيت لأبشر أمي قبل أن أبشرك بخبر نجاحي وتفوقي في الفصل الدراسي المنصرم ..
وأنا أمني نفسي بأن أسمع منك أخبار تفوق مماثل ....
وعندما رأت أمي فرحتي..لم تشأ أن تخبرني فتقطع علي سيل أحلامي..ورأت أن تنتظر حتى تخبو شعلة حماسي ..
و ليتها فعلت ذلك قبل أن أفرح واسعد و أتخيل على محياك الجميل ابتسامة مشجعة..
أخذت أتحدث لأمي عن غامر فرحتي..ثم تحدثت عنك..متخيلة معها فيم لو إنك ما زلت معنا فكيف سيكون مستواك..
كنت أتذكرك وأتذكر غيرتي من نجاحك..
ثم أغار أكثر من تلك التي استحقت منافستك..واستطاعت إثارة حسدك وغيرتك..وأذكر أنها أنا..
فابتسم..
أربك أمي حديثي عنك..ولاحظت ذاك الوجوم الذي أصابها ..
فلم تستطيع أمام إلحاحي إلا البوح..هاربة بنظراتها من مواجهة نظراتي الملتهبة..المتسائلة اللامصدقة..
قالت..وليتها لم تفعل..
أماااه..قسوت أيتها الحنون..
أماااه..طعنتني أيتها الرؤؤف..
قتلتني يا نبع المحبة المتفجر أنهارا تزهر العالم خضرة وورودا..
فكيف أطاق قلبك ذلك؟؟
كان شعوري كمن كان يعتلي سلما عاليا..و كلما صعد درجة
زاد طموحه..وثقل عبأه..
وعندما وصل إلى قمة هذا السلم..مثخنا بالآم وبالطموح..
استقبلته ركلة عنيفة عادت به من حيث أتى..
لأن العيش على الأمل الضعيف..مؤلم..
ولكن الأدهى..أن يزداد هذا الأمل فتمتلأ نفسك حماسا..وإباء..
ثم لا يلبث أن يُقتل..يُطعن..
فينزف أحلاما عشتها وخططت لها..وتراها تتلاشى...
كسراب غادر صفيق..
بعد ما فرحت بخبر تماثلك للشفاء من مرضك الخبيث(اللوكيميا) وأن العلاج في تطور مذهل..
فوجئت بذلك الإعصار..
لم أستطع الصبر..بأشلاء طموحي المحبط..
حتى البكاء..لم أقدر عليه.أحسست بدموعي تختنق بداخلي..
أحسست بالضياع..
لأنني أحببتك..أحببت ضحكتك..أحببت روحك الجميلة المعطاءة..
وأحببت حبك..وإخلاصك..
فلم تكن هداياك يوما رموزا وتذكارا..بل كانت قلبا نابضا بالحب والوفاء..و ها قد رحل..
وغدت الهدايا رموزا ..وتذكارا..
ولم تكن إبتساماتك إلا أنوارا تتلألأ في دجى ليلي الحالك..
و هاقد غابت..
وأمست حياتي ظلاما سرمديا....غاب قمره..ولن تعوضني النجوم..
وإن كثرت..

------------------------------------------------------

عزيزتي,,
أطلت الكلام..وجف قلمي.لكن جرحي لم يندمل بعد,,
لا أملك ألا أن أدعو الله أن يغفر لك ذنوبك..ويكفر بما عانيته آثامك...
وأن يجمعني بك في جنان النعيم..
اللهم آمين..

------------------------------------------------------
وعذرا للإطالة..
there is no short cut to aplace worth going............