رساله؟

ملتقى الإيمان

هذا رساله جاتنى بالبريد
بسم الله الرحمن الرحيم

إلى أختي

انك في الدنيا …في أيام معدودة؛وأنفاس محدودة ؛انظري رحمك الله وقد ذكرك الموت فأفقت ..ووعظك القبر فصدّقت انتبهي لنفسك وقد أتي بك يوم القيامة حتى وقفتي بين كفتي الميزان تخيلي نفسك واقفة بين كفتي الميزان ..أمام الخلائق وقد وكل بك ملك ,فإذا ثقل ميز انك نادى الملك بصوت يسمع كل الخلائق أن فلانة بنت فلان سعدت سعادة لن تشقي بعدها أبدا.وإذا خف ميز انك نادى الملك شقيت فلانة بنت فلان شقاء لن تسعد بعده أبداً..أريدك أن تعيشي هذا الموقف ..وفي هذه اللحظة بينما أنت واقفة بين يدي الله عز وجل بين الخلائق الذين لا يعلم عددهم إلا الله وقد نودي باسمك من بين الخلائق ..فلانة بنت فلان ..فقمتي وأنت ترتعدين ..وتضطرب رجلاك وجميع جوارحك وقلبك من شدة الخوف والذهول في أشد الخفقان وقد ارتفع قلبك إلى الحنجرة ..تصوري خوفك ..ضعفك ..انهيار أعصابك..أقبلت على الله فتغير لونك ..مذعورة منزعجة قد حل بك الهم والغم لما أصابك "وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد"وقوفك بين يدي الله..بين يدي بديع السماوات والأرض ..التي هي الأرض ،جميعها في قبضته يوم القيامة ،والسماء مطوية بيمينه قلبك وجل مملوء بالرعب طرف خاشع بيدك صحيفة فيها الدقيق والجليل "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه يقولون يا وبلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "قرأت صحيفتك بلسان كليل ،وقلب منكسر داخلك من الخجل والجبن والحياء من الله الذي لم يزل عليك محسناً ولم تزالي إليه مسيئة ، لم يزل عليك ساتراً ،ولم تزالي لعقوبته متعرضة وبالمعاصي مبارزة ،فبأي لسان تجيبينه ،حين يسألك عن عظيم جرمك إذا رآك وقد استمعت إلى لحرام ونظرتي إلى الحرام فقال ربك لم جعلتني أهون الناظرين إليك ؟لم استخففت بنظري إليك؟ لم احتقرت نظري إليك ؟لم عصيتني أجيبي؟بأي قدم تقفين غدا بين يديه ؟بأي طرف تنظرين إليه؟ بأي قلب تحتملين عتابه ؟وهو الذي ما يزال متحبباً إليك بالجميل وما تزالين متبغضة ليه بالمعاصي ..بأي وجه تلقينه وهو يوبخك ويكرر المسألة عليك تصوري نفسك ..بصغر جسمك بين يدي من ؟بين يدي الملك جل جلاله ذي الجلال والإكرام ،بين يدي العظيم..بين يدي الجبار ..بين يدي القهار ..بين يدي المنتقم ..بين يدي المتكبر وأنت بصغر الذرة "وإن منكم إلا وسيكلمه ربه" ليس بينه وبينك ترجمان تصوري نفسك بهذه الهيئة ،والأهوال محدقة بك من كل جانب كل كبيرة أو صغيرة قد نسيتها ..قد أثبتها عليك الملك ..كل بلية فعلتها أنكرتها ..كل سريرة أسررتها أظهرها الله ..كل سر كتمته ..ظهر وبدا وكم من عمل ضاع هباءاً منثوراً كنت تؤملين فيه الجزاء ولكنه قد حبط بالرياء صليتي بكيتي حضرت درساً سمعت القرآن تصدقتي ..وقد علم الله بأصل هذه الأعمال ..فيقول :لا اجر لك عندي ..اسحبوه إلى النار "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون "وبدا لهم سيئات ما كسبوا "تصوري ساعتها حسرة قلبك وتأسفك على ما فرطت في جنب الله "أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين "تصوري..وقوفك بين يدي الله وهو يكرر على مسامعك عبدي لم كذبت ؟لم لم تصلي ؟عبدي نسيتني؟كرر على مسامعك ذكر البلايا والخزايا ،ونشرت الصحف ..مخبئاتك سترتها عن مخلوق لا يضّرك في الدنيا ،واليوم ظهرت..قلة هيبتك لله ..قلة حياؤك من الله ،ظهرت مبارزتك لله كيف بك؟إذا وقفت بين يدي الله وهو يخاطبك يقول لك ..عبدي ما أجللتني ..ما استحييت مني ما راقبتني لم استخففت بنظري عبدي ألم أحسن إليك ؟ألم انعم عليك؟فتنظرين على يمينك فلا ترين إلا النار ثم تنظرين إلى أمامك فلا ترين إلا النار ثم تلتفتين خلفك فلا ترين إلا النار ووقتها تعلمين بأنك هالكة لا محالة "ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فأرجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون" الذل قد علاك والحزن قد وهاك والكرب قد غشاك ...كيف تثبت رجلاك بين يدي الملك؟ كيف يقدر لسانك على الكلام عندما يسألك الحي القيوم ..تصوري نفسك إن لم يعف عنك ربك وأيقنت بالهلاك وذهب بك إلى جهنم مسودة الوجه كتابك بشمالك ..تتخطين الخلائق بسواد وجهك ..تنادين بالويل وسبعون ألف ملك قد قطعوك قطعاً ..تصوري حين يذهب بك إلى جهنم وأنت تسيرين بين الأبواب سبع أبواب بعضها فوق بعض ،وهنا بدأت الرحلة المعاناة الحقيقية ..فلا بد من عبور الصراط أمامك وقد أمرتي أن تعبريه ما يحل بك من وجل وخوف شديد حين رفعتي بصرك تنظرين ..فإذا هو أدق من الشعر وأحد من السيف تنظرين فإذا هو مزلة ..وتحته جهنم تضطرب فياله من منظر وياله من موقف سمعتي وأنت تعبرينه صوت جهنم وهي تفور سمعتي شهيقها وقصف أمواتها من أسفل رجلك واضطررت إلى المشي عليه ..تخيلي وأنت ترفعين رجلك لتضعيها على الصراط ..تصوري حالتك ..خفقان قلبك ارتعاش جسمك لما عانيت من المزعجات ..والكروب والأهوال بعد سنين طويلة من الوقوف خمسين ألف سنة عرق وجوع وعطش ثم جئت إلى الصراط لما قيل لك اركبي ..طار عقلك خوفاً ورعباً ثم رفعتي رجلك وأنت تنتفضين لتركبي الجسر فوضعت قدمتك على حدته فازداد خوفك وفزعك ثم ثبتي رجلك ورفعتي رجلك الأخرى لتضعيها وأنت مضطربة وقد أثقلتك الأوزار "وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون"تحملين ذنوبك على ظهرك ..فترين الناس وهم يتهافتون من بين يديك ومن خلفك ..تصوري مرورك بضعفك ..وثقلك وأوزارك وأنت مندهشة مما تحتك ..النار ..وأمامك المتساقطون ..يئنون ويزلون وآخرون تخطفهم الكلاليب ويسمع البكاء والعويل وأنت تخشين أن تسقطي إلى قعرها ..فإذا بؤت بالخسران وزلت رجلك عن الصراط ووقعتي في النار فلم تشعري إلا والكلاليب قد دخلت في بطنك فأخرجت أحشائك فجذبت ..وارتميت ووقعتي ..تصوري سماعك للجبار .وهو ينادي النار فيقول هل امتلأت فتقول : هل من مزيد ؟هل من مزيد ؟هل من مزيد ؟ وأنت تنادين وتستغيثين ارحموني فلا ترحمين حتى إذا طال فيها مكثك واشتد فيها عطشك ويئست من الخروج..استغثت أغيثوني ..ماء أشرب "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب "وإذا كان حره يشوي الوجوه فما بالك إذا نزل إلى معدتك ثم تخطى إلى أمعائك "ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت"ما بالك بنار نار الدنيا جزء من سبعين جزء منها ما بالك بنار أشد ما تجدين من حر الدنيا نفس من أنفاسها ما بالك بنار؟"نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة"؟النار سوداء مظلمة لا يطفئ جمرها ولا يقل لهيبها ..أبوابها ..جهنم ..لظى ..الحطمة ..الهاوية ..فمن أي الأبواب ستدخلين؟فشرابهم الحميم..وطعامهم الزقوم "كالمهل يغلي في البطون "وثيابهم من النار يصب من فوق رؤوسهم الحميم .وفراشهم من النار ولحفاهم من النار فماذا تنتظرين ؟ماذا لو كنت من أهل النار ؟فهل ستحتملين ؟فالموت قريب ..ولن ينفع دواء الطبيب ولا بكاء الحبيب ..لمن الملك اليوم ؟لله الواحد القهار ..فالتوبة التوبة ..قبل فوات الأوان ومضي الزمان ..جعلك الله ممن يتوب عليهم ..لا تسيئي الظن بالله...
0
406

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️