الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعيين 000
اما بعد
فهذه رساله رائع للدكتور / عبدالله بن معتق السهلي 000 استاذمشارك بكلية الشريعه بالجامعه الاسلاميه في المدينه المنوره وقمت باختصار الرساله قد المستطاع واسال الله أن ينفع بها الاخوه والاخوات :-
تعريف السواك في اللغة : السِواك : بكسر السين ، ويطلق السواك على الفعل وهو الاستياك ، وعلى الآلة التي يستاك بها ، ويقال في الآلة أيضاً مِسواك بكسر الميم ، يقال ساك فاه يسوكه سوكاً ، فإن قلت : استاك لم تذكر الفم .
والسواك مذكر نقله الأزهري عن العرب قال : وغلط الليث بن المظفر في قوله إنه مؤنث ، وذكر صاحب المحكم أنه يؤنث ويذكر لغتان . قالوا : وجمعه سُوُك بضم السين والواو ككتاب وكُتُب ويخفف بإسكان الواو وربما همز فقيل سؤاك .
والسواك مشتق من ساك الشيء إذا دلكه .
وقيل إنه مشتق من التساوك يعني التمايل يقال جاءت الإبل تتساوك أي تتمايل في مشيتها .
والصحيح : أنه من ساك إذا دلك 0
السواك في اصطلاح الفقهاء : يطلق السواك على الفعل وهو الاستياك وعلى الآلة التي يستاك بها .
وقد عرف الفقهاء السواك بتعريفات متقاربة :
فعرفه الحنفية : أنه اسم لخشبة معينة للاستياك .
وعرفه المالكية : أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لاذهاب الصفرة والريح .
وعرفه الشافعية والحنابلة : أنه استعمال عود أو نحوه في الأسنان لاذهاب التغير ونحوه0
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثاني : في مشروعية السواك وفضله :
الأصل في مشروعية السواك وفضله نصوص كثيرة من السنة منها :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال : (لولا أن أشق على أمتي
- أو على الناس- لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)0
2- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي r (كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك)
3- حديث حذيفة رضي الله عنه قال : كان النبي r (إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك)
4- حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند النبي r ذات ليلة ، فقام نبي الله r من آخر الليل ، فخرج فنظر في السماء ، ثم تلا الآية في آل عمران : { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار} حتى بلغ { فقنا عذاب النار} ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ، ثم اضطجع ، ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ، ثم رجع فتسوك فتوضأ ، ثم قام فصلى).
5- حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : ( أكثرت عليكم في السواك) .
6- حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي r (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)0
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على مشروعية السواك وفضله ولو لم يرد في السواك إلا أنه مرضاة للرب لكفى إذ المسلم مأمور بفعل ما يرضي ربـــــه .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثالث : في أن السواك خصلة من خصال الفطرة :
دل على أن السواك خصلة من خصال الفطرة أحاديث منها :
1- حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r : (عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء)0
قال زكريا : قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
2- حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال : (من الفطرة : المضمضة ، والإستنشاق ، والسواك ، وقص الشارب ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط ، والإستحداد ، وغسل البراجم ، والإنتضاح، والاختتان).
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في تفسير قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن . . .} . ابتلاه الله بالطهـارة : خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، في الرأس قص الشارب ، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك ، وفرق الرأس ، وفي الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كلامه على الفطرة في هذه الأحاديث : المراد أن هذه الأشياء إذا فعلت اتصف فاعلها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها وحثهُم عليها واستحبها لهم ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها صورة () .
وقال ابن القيم رحمه الله الفطرة : فطرتان : فطره تتعلق بالقلب وهى معرفة الله ومحبته وإيثاره على ماسواه . وفطرة عملية هى هذه الخصال .
فالأولى : تزكي الروح ، وتطهر القلب .
والثانية : تطهر البدن . وكل منهما تمد الأخرى وتقويها () .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله : إن الله جعل شرائع الفطرة على نوعين :
أحدهما يطهر القلب والروح ، وهو الإيمان بالله وتوابعه : من خوفـه ورجائه ، ومحبته والإنابة إليه ، قال تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الديـن القيم ، ولكن أكثر الناس لايعلمون ، منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين} فهذه تزكي النفس ، وتطهر القلب وتنميه ، وتذهب عنه الآفات الرذيلة ، وتحليه بالأخلاق الجميلة، وهى كلها ترجع إلى أصول الإيمان وأعمال القلوب .
والثاني : مايعود إلى تطهير الظاهر ونظافته ، ودفع الأوساخ والأقذار عنه ، وهى هذه العشرة ، وهى من محاسن الدين الإسلامي ، إذ هى كلها تنظيف للأعضاء ، وتكميل لها ، لتتم صحتها وتكون مستعدة لكل مايراد منها .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث الرابع : في حكــــم الســــواك :
أكثر أهل العلم يرون أن السواك سنة وليس بواجب .
وذهب داود إلى أن السواك واجب لكن لا تبطل الصلاة بتركه.
وقال إسحاق بن راهويه : السواك واجب فإن تركه عامداً بطلت صلاته ، وإن تركه ناسياً لم تبطل.
استدل أصحاب القول الأول بالأدلة الآتية :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال : (( لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ).
2- حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r : (( عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، واستنشاق الماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء )) قال زكرياء : قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة .
واستدل أصحاب القول الثاني بالأدلة الآتية :
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال : (لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة).
2- حديث أبي أمامة r أن رسول الله r قال : (تسوكوا؛ فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب… . .) .
3- حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي ش (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب).
4- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ش (كان لا يرقد ليلاً ولا نهاراً فيتيقظ إلا تسوك).
والراجح أن السواك سنة مؤكدة وليس بواجب لحث النبي ش ومواظبته عليه وترغيبه فيه وتسميته من خصال الفطرة .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث الخامس : في أوقات تأكد السواك :
تبين فيما سبق في المبحث الرابع أن السواك سنة مؤكدة حث النبي ش عليها بقوله وفعله وواظب عليها .
وفي هذا المبحث أبين الأوقات التي يتأكد فيها استحبابه :
اتفقت مصادر الفقهاء على تأكد استحباب السواك في حالات وانفرد بعضهم بذكر حالات لم يذكرها غيرهم وسأذكر أوقات تأكده عند كل أهل مذهب ومنها تتبين الأوقات التي اتفقوا على تأكد استحبابه فيها .
يتأكد استحباب السواك عند الحنفية في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند القيام للصلاة ، وعند قراءة القرآن ، وعند القيام من النوم ، وأول مايدخل البيت وعند اجتماع الناس وعند تغير الفم وعند اصفرار الأسنان .
ويتأكد استحبابه عند المالكية في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند قراءة القرآن ، وعند الإنتباه من النوم ، وعند تغير الفم ، وعند طول السكوت ، وعند كثرة الكلام ، وعند أكل مافيه رائحة() .
ويتأكد استحبابه عند الشافعية في الأحوال التالية :
عند الوضوء ، وعند القيام للصلاة ، وعند قراءة القرآن أو الحديث أو العلم الشرعي ، أو ذكر الله تعالى ، وعند القيام من النوم ، وعند تغير الفم ، ويتغير بنوم أو أكل أو جوع أو سكوت طويل أو كلام كثير أو نحو ذلك عند الاحتضار ، وفي السحر ، وعند الأكل ، وبعد الوتر .
ويتأكد استحبابه عند الحنابلة في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند دخول المسجد ، وعند قراءة القرآن ، وعند الانتباه من النوم ، وعند الغسل ، وعند دخول البيت، وعند إطالة السكوت ، وعند صفرة الأسنان ، وعند خلو المعدة من الطعام.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث السادس : في حكم السواك للصائم :
لا خلاف بين الفقهاء في جواز السواك للصائم قبل الزوال.
واختلفوا في حكمه بعد الزوال على قولين :
القول الأول : أن السواك جائز مطلقاً في أول النهار وآخره ، وهو مروي عن عمر ، وابن عباس ، وعائشة رضي الله عنهم والنخعي وابن سيرين وعروة وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد في رواية واختيار النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني .
القول الثاني : أن السواك يكره للصائم بعد الزوال وهو مروي عن عطاء ومجاهد وإسحاق وأبي ثور وهو قول الشافعي وأحمــــد في المشهور من المذهب .
والراجح : جواز استعمال السواك للصائم في كل وقت حتى بعد الزوال لعموم النصوص الواردة في الحث عليه من غير تخصيص وقت دون آخر .
قال ابن القيم رحمه الله ولا صح عنه ش أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار وآخره بل قد روى خلافه .
وأفتى بهذا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ورجحه.
ورجحه فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث السابع : في الاستياك أمام الناس :
اختلف الفقهاء في حكم الاستياك أمام الناس على قولين :
القول الأول : أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة في المساجد وبحضرة الناس وهو قول جمهور الفقهاء .
القول الثاني : عدم الاستياك في المساجد وأمام الناس وبه قال المالكية .
الراجح : أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة وبما أن الفروض الخمسة تقام جماعة في المساجد فإن السواك بحضرة الناس وفي المساجد يكون من السنن المندوبة لأن النبي ش أمر به وفعله ولم يختف به .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثامن : آلة السواك :
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم ، ولا يجرحه ، ولا يضره ، ولا يتفتت فيه كالأراك وجريد النخل والزيتون .
وأفضل أنواع السواك الأراك لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي مابين الأسنان ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (كنت أجتني لرسول الله ش سواكاً من الأراك . . .)الحديث .
وقد قام علماء الطب الحديث باجراء أبحاث على الأراك وتوصلوا إلى النتائج الآتية :
1- يحتوي السواك على العفص (حمض تينيك) ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات ، كما أنه يعتبر مطهراً وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم كما يطهر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة ويمنع نزف الدم منها .
2- يوجد في السواك مادة لها علاقة بالخردل وهى عبارة عن جليكوزيد وهذه المادة لها رائحة حادة وطعم حراق ، وهو ما يشعر به الشخص الذي يستعمل السواك لأول مرة ، وهذه المادة تساعد على الفتك بالجراثيم .
3- إن تركيب هذا النبات هو ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم ، وبيكربونات الصوديوم هي المادة المفضلة لاستعمالها في المعجون السني (الصناعي) من قبل مجمع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية يستعمل كمادة سنية وحيدة تقي من العضويات المجهرية التي تفرز في الأسنان() .
4- إن السواك يحتوي على مادة تمنع تسوس الأسنان وقد ذكر ذلك أكثر من باحث في بحوث أعدت على الأراك وقد أكدوا على وجود مواد قاتلة للميكروبات في هذا السواك .
5- لو نظر إلى السواك لوجد أنه يتكون كيميائياً من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري وأملاح معدنية أهمها كلوريد الصوديوم وهو ملح الطعام وكلوريد البوتاسيوم وأكسالات الجير فلو نظر إلى تحليل السواك لوجد أنه فرشاة طبيعية قد زودت بأملاح معدنية ومواد عطرية تساعد على تنظيف الأسنان ، أو بمعنى آخر كأنها فرشاة طبيعية زودها الله تعالى بمسحوق مطهر لتنظيف الأسنان ومنع تسوسها .
وقد قامت عدة شركات بتحضير معاجين أسنان من جذور وعروق شجرة الأراك بدون إضافة أي مواد كيمياوية أخرى قد تكون لها بعض الآثار الجانبية الأخرى ، فتأكد وجود مواد قاتلة لجراثيم الفم الضارة التي تسبب التهابات اللثة وتسوس الأسنان في هذه المعاجين المحضرة من الأراك هذا بعض ما ذكره علماء الطب الحديث ومن أراد التوسع عن هذا فليرجع إلى الكتب المؤلفة في هذا ، وقد أشرت لبعضها كما هو مدون في الهوامش.
واستعمال الفرشاة والمعجون من السواك ومن ميزات الفرشاة أنها يمكن أن ينظف بها الإنسان باطن الأسنان بسهولة ويسر وأن في المعجون مواد مطهرة ومنظفة.
ويستحب أن لا يستاك بعود لين لا يقلع القلحة ولا يزيل الرائحة ، ولا بعود يابس يجرح اللثة .
قال ابن القيم رحمه الله ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة فربما كانت سماً.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
الاستياك بالأصابع :
اتفق الفقهاء على أن الأصبع إن كانت لينة لم يحصل بها السواك .
واختلفوا إن كانت خشنة أيحصل بها السواك أم لا ؟
القول الأول : يحصل بها السواك وهو قول الأحناف والمالكية والحنابلة في رواية وهو اختيار النووي وابن قدامة .
القول الثاني : لا يحصل بها السواك وهو قول الشافعية والحنابلة في المشهور من المذهب .
وقد اختار القول الأول النووي حيث قال والمختار الحصول، وأيده الحافظ العراقي ، وقال ابن قدامة : والصحيح أنه يحصل به بقدر مايحصل من الإنقاء.
والذي يظهر والله أعلم حصول السواك بالأصابع إذا لم يوجد غيرها ، وقد قال الله عز وجل : { فاتقوا الله مااستطعتم} ولقوله ش : (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم) .
وأقل ما في ذلك حصول الامتثال بفعل الاستياك وقد نص بعض الفقهاء على أن الأصلع الذي لا شعر له يستحب له عند التحلل من العمرة أو الحج أن يمر الموسى على رأسه .
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث التاسع : في صفــة الســــواك :
يستحب أن يبدأ في الاستياك بجانب فمه الأيمن لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان النبي ش يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله )وقياساً على الوضوء .
وجمهور الفقهاء على استحباب السواك عرضاً، واستدلوا بأحاديث ضعيفة منها :
1- حديث ربيعة بن أكثم قال : (كان رسول الله ش يستاك عرضاً ويشرب مصاً ويقول هو أهنأ وأمرأ) .
وكيفية الاستياك : هو أن يستاك عرضاً في ظاهر الأسنان وباطنها ويمر السواك على أطراف أسنانه وكراسي أضراسه ويمره على سقف حلقه إمراراً خفيفاً.
وذهب بعض الفقهاء كالغزنوي من الحنفية وإمام الحرمين والغزالي من الشافعية وبعض الحنابلة إلى أنه لا بأس أن يستاك طولاً وضعف هذا القول النووي وابن مفلح .
ويستحب أن ينظف لسانه بالسواك بإمراره عليه لما ثبت من حديث أبي بردة عن أبيه قال : (أتيت النبي ش فوجدته يستن بسواك بيده يقول أُعْ أُعْ والسواك في فيه كأنه يتهوع).
وفي رواية (وطرف السواك على لسانه يستن إلى مافوق).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ويستفاد منه مشروعية الســواك على اللسان طولاً.
السواك هل الأولى أن يباشره المستاك بيمينه أو بشماله ؟
قال ابن عابدين رحمه الله إن كان من باب التطهر استحب باليمين ، وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى ، والظاهر الثاني.
وذكر نحوه الحافظ العراقي رحمه الله.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الاستياك باليمين أم باليسرى ؟ فذكر أن الأفضل الاستياك باليسرى ، لأنه من باب إماطة الأذى ، فهو كالاستنثار والامتخاط ، ونحو ذلك مما فيه إزالة الأذى ، وذلك باليسرى ، كما أن إزالة النجاسات واجبها ومستحبها اليسرى . . . ثم ذكر أن السواك ليس من باب اكرام اليمين .
ويجوز أن يستعمل السواك الواحد لأكثر من شخص.
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله ش يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر ، فأوحى الله إليه في فضل السواك (( أن كبر )) أعط السواك أكبرهما) .
قال الخطابي رحمه الله فيه : أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه على مايذهب إليه بعض من يتقزز إلا أن السنة فيه أن يغسله ثم يستعمله.
يكره جلاء الأسنان بالحديد وبردها بالمبرد لأنه يضعف الاسنان ويفضي إلى انكسارها ، ولأنه يخشنها فتتراكم الصفرة عليها .
ينبغي لمن أسنانه مركبة أن يستعمل السّواك ليحصل أجر أمتثال السنة ، ولا بأس أن ينزلها وينظفها ، ويزيل ما عليها من أوساخ .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث العاشر : في فوائـــد الســواك :
إن أعظم فوائد السواك مانص عليه النبي ش في قوله : (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) .
ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم للسواك أن المسلم مأمور في كل حال أن يكون على أحسن هيئة وأطيب ريح وخاصة عند أداء العبادة ، وأن يحرص أن تكون حاله في غاية الكمال والنظافة لإظهار شرف وعظم هذه العبادة .
ولما كانت الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم شرع السواك مطهرة للفم حتى لا تتأذى الملائكة الموكلون برصد أعمال بني آدم بالروائح الكريهة التي تنتج عن ترك السواك، وقد جاء في الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك).
قال ابن القيم رحمه الله في السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم، ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصح المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات .
ومن فوائد السواك أنه يدر البول ، ويقطع الرطوبة ، ويذهب الصفرة ، ويسكن عروق الرأس ، ووجع الأسنان ، ويذكي الفطنة ، ويضاعف الصلاة ، ويسخط الشيطان ، ويطيب النكهة ، ويسهل خروج الروح.
قال ابن عابدين قال في النهر : ومنافعه وصلت إلى نيف وثلاثين .
ومن فوائد السواك أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين فالسواك مع طول مدة استعماله يصبح عادة فيكون سبباً في الإقلاع عن التدخين وكذلك عن الإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار .
وللسواك فوائد أخرى ذكرها علماء الطب ، وقد ذكرت شيئاً منها عند الكلام على الأراك في المبحث الثامن والكتب الطبية المؤلفة في السواك ذكرت له فوائد كثيرة وأسراراً طبية .
انتهت الرساله واسال الله ان ينفع بها اخوكم في الله ابوحفص والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته0000000

نصر @nsr_1
محرر في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️